أَخْبَرَنَا الْفَقِيهُ أَبُو مَنْصُورٍ عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ طَاهِرٍ ، أَنْبَأَ أَبُو عُمَرَ ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مَجِيدٍ ، أَنْبَأَ أَبُو مُسْلِمٍ ، ثنا الأَنْصَارِيُّ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا سورة النساء آية 93 حَتَّى خَتَمَ الآيَةَ ، قَالَ : فَغَضِبَ مُحَمَّدٌ ، وَقَالَ : أَيْنَ أَنْتَ مِنْ هَذِهِ الآيَةِ : إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ سورة النساء آية 116 قُمْ عَنِّي ، اخْرُجْ عَنِّي ، قَالَ : فَأُخْرَجَ " . قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ : الْقُرْآنُ كُلُّهُ فِي مَذَاهِبِ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ بِمَنْزِلَةِ الْكَلِمَةِ الْوَاحِدَةِ ، وَمَا تَقَدَّمَ نُزُولُهُ وَمَا تَأَخَّرَ فِي وُجُوبِ الْعَمَلِ بِهِ سَوَاءٌ ، مَا لَمْ يَقَعْ بَيْنَ الأَوَّلِ وَالآخِرِ مَنَافَاهُ ، وَلَوْ جَمَعَ بَيْنَ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا سورة النساء آية 93 ، وَقَوْلِهِ : وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا سورة النساء آية 93 ، وَأَلْحَقَ بِهِ قَوَلَهُ : لَمْ يَكُنْ مُتَنَاقِضًا ، فَشَرْطُ الْمُشَبَّهِ قَائِمٌ فِي الذُّنُوبِ كُلِّهَا مَا عَدَا الشِّرْكَ ، وَأَيْضًا فَإِنَّ قَوْلَهُ : فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ سورة النساء آية 93 مُحْتَمِلٌ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ سورة النساء آية 93 : إِنْ جَازَاهُ اللَّهُ تَعَالَى وَلَمْ يَعْفُ عَنْهُ ، وَالآيَةُ الأُولَى خَبَرٌ لا يَقَعُ فِيهِ الْخُلْفُ ، وَالآيَةُ الأُخْرَى وَعِيدٌ يُجْزَى يُرْجَى فِيهِ الْعَفْوُ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |