وَفِيمَا أَجَازَ لِي وَفِيمَا أَجَازَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ رِوَايَتَهُ عَنْهُ ، أَنَّ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ حَدَّثَهُمْ , أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ , أنا الشَّافِعِيُّ , أنا غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّهُ لَمَّا قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَا أُصِيبَ مِنَ الْعِرَاقِ ، قَالَ لَهُ صَاحِبُ بَيْتِ الْمَالِ : أَنَا أُدْخِلُهُ بَيْتَ الْمَالِ ، قَالَ : " لا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ، لا يُؤْوَى تَحْتَ سَقْفِ بَيْتٍ حَتَّى أَقْسِمَهُ " , فَأَمَرَ بِهِ فَوُضِعَ فِي الْمَسْجِدِ ، وَوُضِعَتْ عَلَيْهَا الأَنْطَاعُ ، وَحَرَسَهُ رِجَالٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا مَعَهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ، أَخَذَ بِيَدِ أَحَدِهِمَا ، أَوْ أَحَدُهُمَا أَخَذَ يَدَهُ ، فَلَمَّا رَأَوْهُ كَشَطُوا الأَنْطَاعَ عَنِ الأَمْوَالِ ، فَرَأَى مَنْظَرًا لَمْ يَرَ مِثْلَهُ , رَأَى الذَّهَبَ فِيهِ وَالْيَاقُوتَ ، وَالزَّبَرْجَدَ ، وَاللُّؤْلُؤَ يَتَلأْلأُ ، فَبَكَى فقَالَ لَهُ أَحَدُهُمَا : إِنَّهُ وَاللَّهِ مَا هُوَ بِيَوْمِ بُكَاءٍ ، وَلَكِنَّهُ يَوْمُ شُكْرٍ وَسُرُورٍ , فقَالَ : " إِنِّي وَاللَّهِ مَا ذَهَبْتُ حَيْثُ ذَهَبْتُ ، وَلَكِنَّهُ وَاللَّهِ مَا كَثُرَ هَذَا فِي قَوْمٍ قَطُّ إِلا وَقَعَ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ " ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْقِبْلَةِ وَرَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ ، وَقَالَ : " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَكُونَ مُسْتَدْرَجًا ، فَإِنِّي أَسْمَعُكَ تَقُولُ : سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ سورة الأعراف آية 182 " ، ثُمَّ قَالَ : " أَيْنَ سُرَاقَةُ بْنُ جُعْشُمٍ ؟ " ، فَأُتِيَ بِهِ أَشْعَرَ الذِّرَاعَيْنِ دَقِيقَهُمَا ، فَأَعْطَاهُ سِوَارَيْ كِسْرَى ، فقَالَ : " الْبَسْهُمَا " , فَفَعَلَ , فقَالَ : " قُلِ : اللَّهُ أَكْبَرُ " ، قَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، قَالَ : " قُلِ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي سَلَبَهُمَا مِنْ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ وَأَلْبَسَهُمَا سُرَاقَةَ بْنَ جُعْشُمٍ أَعْرَابِيًّا مِنْ بَنِي مُدْلِجٍ " , وَجَعَلَ يُقَلِّبُ بَعْضَ ذَلِكَ بَعْضًا ، فقَالَ : " إِنَّ الَّذِي أَدَّى هَذَا لأَمِينٌ " , فقَالَ لَهُ رَجُلٌ : أَنَا أُخْبِرُكَ , أَنْتَ أَمِينُ اللَّهِ ، وَهُمْ يُؤَدُّونَ إِلَيْكَ مَا أَدَّيْتَ إِلَى اللَّهِ ، فَإِذَا رَتَعْتَ رَتَعُوا ، قَالَ : " صَدَقْتَ " ، ثُمَّ فَرَّقَهُ ، قَالَ الشَّافِعِيُّ : وَإِنَّمَا أَلْبَسَهُمَا سُرَاقَةَ ، لأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ لِسُرَاقَةَ وَنَظَرَ إِلَى ذِرَاعَيْهِ : " كَأَنِّي بِكَ قَدْ لَبِسْتَ سُوَارَيْ كِسْرَى " ، قَالَ : وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ إِلا سِوَارَيْنِ ، قَالَ الشَّافِعِيُّ : أَخْبَرَنَا الثِّقَةُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، قَالَ : أَنْفَقَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى أَهْلِ الرَّمَادَةِ حَتَّى وَقَعَ مَطَرٌ ، فَتَرَحَّلُوا ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَاكِبًا فَرَسًا ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ يَتَرَحَّلُونَ بِظَعَائِنِهِمْ فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ ، فقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي مُحَارِبِ بْنِ خَصْفَةَ : أَشْهَدُ أَنَّهَا انْحَسَرَتْ عَنْكَ وَلَسْتَ بِابْنِ أَمَةٍ ، فقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " وَيْلَكَ ، ذَلِكَ لَوْ كُنْتُ أَنْفَقْتُ عَلَيْهِمْ مِنْ مَالِي أَوْ مِنْ مَالِ الْخَطَّابِ ، إِنَّمَا أَنْفَقْتُ عَلَيْهِمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ | عمر بن الخطاب العدوي / توفي في :23 | صحابي |
أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ | محمد بن يعقوب الأموي / ولد في :247 / توفي في :346 | ثقة حافظ |
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ | الحاكم النيسابوري / ولد في :321 / توفي في :405 | ثقة حافظ |