أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ ، أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ ، ثنا أَبُو دَاوُدَ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ ، ثنا عَمَّارُ بْنُ شُعَيْثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْبِ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : سَمِعْتُ جَدِّي الزَّبِيبَ ، يَقُولُ : بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيْشًا إِلَى بَنِي الْعَنْبَرِ ، فَأَخَذُوهُمْ بِرَكِيَّةٍ مِنْ نَاحِيَةِ الطَّائِفِ ، فَاسْتَاقُوهُمْ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَرَكِبْتُ ، فَسَبَقْتُهُمْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : السَّلامُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، أَتَانَا جُنْدُكَ فَأَخَذُونَا ، وَقَدْ كُنَّا أَسْلَمْنَا وَخَضْرَمْنَا آذَانَ النَّعَمِ ، فَلَمَّا قَدِمَ بَلْعَنْبَرٍ قَالَ لِي نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هَلْ لَكُمْ بَيِّنَةٌ عَلَى أَنَّكُمْ أَسْلَمْتُمْ قَبْلَ أَنْ تُؤْخَذُوا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ ؟ " ، قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : " مَنْ بَيِّنَتُكَ ؟ " قُلْتُ : سَمُرَةُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي الْعَنْبَرِ ، وَرَجُلٌ آخَرُ ، سَمَّاهُ لَهُ ، فَشَهِدَ الرَّجُلُ ، وَأَبَى سَمُرَةُ أَنْ يَشْهَدَ ، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " قَدْ أَبَى أَنْ يَشْهَدَ لَكَ ، فَتَحْلِفُ مَعَ شَاهِدِكَ الآخَرِ ؟ " ، قُلْتُ : نَعَمْ ، فَاسْتَحْلَفَنِي ، فَحَلَفْتُ بِاللَّهِ : لَقَدْ أَسْلَمْنَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا ، وَخَضْرَمْنَا آذَانَ النَّعَمِ ، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اذْهَبُوا فَقَاسِمُوهُمْ أَنْصَافَ الأَمْوَالِ ، وَلا تَمَسُّوا ذَرَارِيَّهُمْ ، لَوْلا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لا يُحِبُّ ضَلالَةَ الْعَمَلِ مَا رَزَئْنَاكُمْ عِقَالا " ، قَالَ الزَّبِيبُ : فَدَعَتْنِي أُمِّي ، فَقَالَتْ : هَذَا الرَّجُلُ أَخَذَ زِرْبِيَّتِي ، فَانْصَرَفْتُ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَعْنِي : فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ لِي : " احْبِسْهُ " ، فَأَخَذْتُ بِتَلْبِيبِهِ ، وَقُمْتُ مَعَهُ مَكَانَنَا ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمَيْنِ ، فَقَالَ : " مَا تُرِيدُ بِأَسِيرِكَ ؟ " فَأَرْسَلْتُهُ مِنْ يَدِيَّ ، فَقَامَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لِلرَّجُلِ : " رُدَّ عَلَى هَذَا زِرْبِيَّةَ أُمِّهِ الَّتِي أَخَذْتَ مِنْهَا " ، فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، إِنَّهَا خَرَجَتْ مِنْ يَدِيَّ ، قَالَ : فَاخْتَلَعَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيْفَ الرَّجُلِ فَأَعْطَانِيهِ ، فَقَالَ لِرَجُلٍ : " اذْهَبْ فَزِدْهُ آصُعًا مِنْ طَعَامٍ " ، قَالَ : فَزَادَنِي آصُعًا مِنْ شَعِيرٍ " ، قَوْلُهُ : خَضْرَمْنَا آذَانَ النَّعَمِ ، يُرِيدُ : قَطَعْنَا أَطْرَافَ آذَانِهَا ، كَانَ ذَلِكَ فِي الأَمْوَالِ عَلامَةً بَيْنَ مَنْ أَسْلَمَ وَبَيْنَ مَنْ لَمْ يُسْلِمْ ، قَالَهُ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ ، قَالَ : وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ اسْتِعْمَالُ الْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ فِي غَيْرِ الأَمْوَالِ ، إِلا أَنَّ إِسْنَادَهُ لَيْسَ بِذَاكَ ، قَالَ : وَيُحْتَمَلُ أَيْضًا أَنْ يَكُونَ الْيَمِينُ قُصِدَ بِهَا هَهُنَا الْمَالُ ، لأَنَّ الإِسْلامَ يَحْقِنُ الْمَالَ كَمَا يَحْقِنُ الدَّمَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
الزَّبِيبَ | زبيب بن ثعلبة التميمي | صحابي |
أَبِي | شعيث بن عبيد الله التميمي | مقبول |
عَمَّارُ بْنُ شُعَيْثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْبِ الْعَنْبَرِيُّ | عمار بن شعيث التميمي | مقبول |
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ | أحمد بن عبدة الضبي | ثقة |
أَبُو دَاوُدَ | أبو داود السجستاني | ثقة حافظ |
مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ | محمد بن داسة البصري / توفي في :346 | ثقة |
أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ | الحسن بن محمد الطوسي | ثقة |