وَرَوَى بَعْضُ النَّاسِ بِإِسْنَادٍ لَهُ ، عَنْ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا صَلاةَ الظُّهْرِ ، فَقَرَأَ مَعَهُ رَجُلٌ مِنَ النَّاسِ ، فِي نَفْسِهِ ، فَلَمَّا قَضَى صَلاتَهُ ، قَالَ : " هَلْ قَرَأَ مَعِي مِنْكُمْ أَحَدٌ ؟ " . قَالَ ذَلِكَ ثَلاثًا ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ : نَعَمْ يَا رَسُولُ اللَّهِ أَنَا كُنْتُ أَقْرَأُ : بِ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى سورة الأعلى آية 1 ، قَالَ : " مَا لِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ ؟ أَمَا يَكْفِي أَحَدكُمْ قِرَاءَةَ إِمَامِهِ ؟ إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ ، فَإِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا " . وَهَذَا يُخَالِفُ مَا ثَبَتَ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ فَإِنَّهُ قَالَ : فَقَرَأَ مَعَهُ رَجُلٌ فِي نَفْسِهِ ، وَلَيْسَ فِي رِوَايَةِ عِمْرَانَ : فِي نَفْسِهِ ، وَقَالَ حِكَايَةً عَنِ الرَّجُلِ : أَنَا كُنْتُ أَقْرَأُ بِ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى سورة الأعلى آية 1 وَفِي رِوَايَةِ عِمْرَانَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " أَيُّكُمْ قَرَأَ بِ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى سورة الأعلى آية 1 ؟ " وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ سَمِعَ صَوْتَهُ بِالْقِرَاءَةِ ، ثُمَّ قَالَ : " قَدْ عَرَفْتُ أَنَّ بَعْضَكُمْ خَالَجَنِيهَا " . وَلَوْلا رَفْعُ الرَّجُلِ صَوْتَهُ بِالْقِرَاءَةِ ، لَمْ يَكُنْ فِي قِرَاءَتِهُ مُخَالَجَةُ قِرَاءَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمُنَازَعُتُهُ فِيمَا قَرَأَ ، ثُمَّ لَمْ يَزِدْ مَا زِيدَ فِيمَا رُوِيَ عَنْ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ بَشِيرٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ ، وَعَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ بَشِيرٍ ذَكَرَهُ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ ، رَحِمَهُ اللَّهُ ، فِي كِتَابِ الضُّعَفَاءِ ، وَقَالَ : لَهُ أَحَادِيثُ مَنَاكِيرُ ، لا يُتَابَعُ عَلَيْهَا . وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ مِنَ الضُّعَفَاءِ الْمَشْهُورِينَ ، الَّذِينَ جَرَحَهُمْ مُزَكُّو مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ، فَمَنْ بَعْدَهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ ، وَقَدْ خَالَفَهُ غَيْرُهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، فَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الأَسْلَمِيُّ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، فِي هَذِهِ الآيَةِ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْءَانُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا سورة الأعراف آية 204 ، قَالَ : نَزَلَتْ فِي رَفْعِ الأَصْوَاتِ ، وَهُمْ خَلْفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَالصَّحِيحُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، فِي هَذِهِ الآيَةِ قَالَ : الَّذِي يَكُونُ خَلْفَ الإِمَامِ ، قَالَ اللَّهُ : وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ سورة الأعراف آية 205 قَالَ : يَقُولُ : اذْكُرْ رَبَّكَ ، وَأَنْصِتْ فِي نَفْسِكَ ، وَفِي هَذَا أَنَّهُ أَمَرَ بِأَنْ يَذْكُرَ فِي نَفْسِهِ ، وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ ، وَيُنْصِتُ . وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ الْجَمْعَ بَيْنَهُمَا مُمْكِنٌ ، وَهُوَ أَنْ لا يَرْفَعَ صَوْتَهُ بِالْقِرَاءَةِ ، فَيَصِيرُ بِذَلِكَ مُنْصِتًا لِقِرَاءَةِ إِمَامِهِ ، قَارِئًا فِي نَفْسِهِ ، دُونَ الْجَهْرِ ، كَمَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ سَاكِتًا ، حِينَ لَمْ يَرْفَعْ صَوْتَهُ بِالدُّعَاءِ دَاعِيًا ، حِينَ نَطَقَ بِهِ لِسَانُهُ ، دُونَ الْجَهْرِ ، ذَاكِرًا لَهُ فِي نَفْسِهِ ، وَرَأَيْتُ بَعْضَ النَّاسِ ذَكَرَ فِي الآيَةِ قَوْلَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، ثُمَّ لَمْ يَسُقْهُ بِتَمَامِهِ ، وَهَذَا دَأْبُهُ فِي نَقْلِ الأَخْبَارِ يَنْقُلُ مِنْهَا مَا يُمْكِنُهُ التَّعَلُّقُ بِهِ ، وَيَدَعُ الْبَاقِي لِيُوهِمَ مِنْ نَظَرَ فِي كِتَابِهِ أَنَّهُ حُجَّة لَهُ ، وَلا يُفَكِّرُ فِي نَفْسِهِ أَنَّ الْمُطَّلِعَ عَلَى السَّرَائِرِ عَالِمٌ بِفِعْلِهِ ، وَأَنَّهُ رُبَّمَا يَنْظُرُ فِي كِتَابِهِ مِنْ هُوَ عَالِمٌ ، فَيَطَّلِعُ عَلَى تَلْبِيسِهِ ، وَاللَّهُ يَعْصِمُنَا مِنْ أَمْثَالِهِ بِفَضْلِهِ . وَاحْتَجَّ أَيْضًا بِحَدِيثِ الْمُغِيرَةِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ عَطَاءً الْخُرَاسَانِيِّ ، قَالَ : كَتَبَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، إِلَى مُعَاوِيَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ : إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " لِلْمُنْصِتِ الَّذِي لا يَسْمَعُ مِثْلُ أَجْرِ السَّامِعِ الْمُنْصِتِ " . وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى : أَنْ مُرْ مِنْ قِبَلَكَ فَلْيَقَوِّمُوا صُفُوفَهُمْ ، وَلْيُحَاذُوا بَيْنَ الْمَنَاكِبِ ، وَلْيُنْصِتُوا ، وَلْيَسْتَمِعُوا . وَهَذَا حَدِيثٌ مُنْقَطِعٌ ، وَرَاوِيهِ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِ ، وَالصَّحِيحُ هَذَا الْخَبَرُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فِي الْخُطْبَةِ ، مَوْقُوفًا عَلَيْهِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ | عمر بن الخطاب العدوي / توفي في :23 | صحابي |
جَدِّهِ | أسلم العدوي | ثقة مخضرم |
أَبِيهِ | زيد بن أسلم القرشي | ثقة |
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ | عبد الرحمن بن زيد القرشي / توفي في :182 | ضعيف الحديث |
عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ بَشِيرٍ | عبد المنعم بن بشير الأنصاري | وضاع |