أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْمَعْرُوفِ الإِسْفِرَايِينِيُّ بِهَا ، أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بِشْرٍ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ نَصْرٍ الْحَذَّاءُ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زِيَادٍ أَبُو هِشَامٍ الْكَرْمَانِيُّ ، حَدَّثَنَا عَطِيَّةُ بْنُ عَطِيَّةَ ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ ، يَقُولُ : كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ جَالِسًا فَذَكَرُوا رِجَالا يَقُولُونَ : إِنَّ اللَّهَ قَدَّرَ كُلَّ شَيْءٍ مَا خَلا الأَعْمَالَ ، قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ سَعِيدًا غَضِبَ قَطُّ غَضَبًا أَشَدَّ مِنْهُ حَتَّى هَمَّ بِالْقِيَامِ ، ثُمَّ سَكَنَ فَقَالَ : تَكَلَّمُوا بِهِ ، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ فِيهِمْ حَدِيثًا كَفَاهُمْ بِهِ شَرًّا ، وَيْحُهُمْ لَوْ يَعْلَمُونَ . قَالَ : قُلْتُ : رَحِمَكَ اللَّهُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : فَنَظَرَ إِلَيَّ قَدْ سَكَنَ بَعْضُ غَضَبِهِ فَقَالَ : حَدَّثَنِي رَافِعُ بْنُ خُدَيْجٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " يَكُونُ قَوْمٌ فِي أُمَّتِي يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَبِالْقُرْآنِ ، وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ، كَمَا كَفَرَتْ بِهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى " . قَالَ : فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ ذَلِكَ ؟ قَالَ : " يُقِرُّونَ بِبَعْضِ الْقَدَرِ وَيَكْفُرُونَ بِبَعْضِهِ " . قَالَ : قُلْتُ : مَا يَقُولُونَ ؟ قَالَ : " يَجْعَلُونَ إِبْلِيسَ عِدْلا لِلَّهِ فِي خَلْقِهِ وَقَوْلِهِ ، وَيَقُولُونَ : الْخَيْرُ مِنَ اللَّهِ ، وَالشَّرُّ مِنْ إِبْلِيسَ ، فَيَكْفُرُونَ بَعْدَ الإِيمَانِ وَالْمَعْرِفَةِ بِالْقُرْآنِ ، مَا يَلْقَى أُمَّتِي مِنْهُمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ وَالْجِدَالِ ، أُولَئِكَ زَنَادِقَةُ هَذِهِ الأُمَّةِ " ، قَالَ : " ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ طَاعُونًا فَتَفْنَى عَامَّتُهُمْ ، ثُمَّ يَكُونُ خَسْفٌ فَمَا أَقَلَّ مَنْ يَنْجُو مِنْهُ ، الْمُؤْمِنُ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ فَرَحُهُ ، شَدِيدٌ غَمُّهُ ، ثُمَّ يَكُونُ الْمَسْخُ ، فَيَمْسَخُ اللَّهُ عَامَّةَ أُولَئِكَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ ، ثُمَّ يَخْرُجُ الدَّجَّالُ عَلَى أَثَرِ ذَلِكَ قَرِيبًا " ، ثُمَّ بَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَكَيْنَا لِبُكَائِهِ . قُلْنَا مَا يُبْكِيكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " رَحْمَةً لَهُمُ ، الأَشْقِيَاءُ مِنْهُمُ الْمُتَعَبِّدُ ، وَمِنْهُمُ الْمُجْتَهِدُ ، مَعَ أَنَّهُمْ لَيْسُوا بِأَوَّلِ مَنْ سَبَقَ إِلَى هَذَا الْقَوْلِ ، وَضَاقَ بِحَمْلِهِ ذَرْعًا ، إِنَّ عَامَّةَ مَنْ هَلَكَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِالتَّكْذِيبِ بِالْقَدَرِ " . قَالَ : قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ الإِيمَانُ بِالْقَدَرِ ؟ قَالَ : " يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَحْدَهُ ، وَأَنَّهُ لا يَمْلِكُ مَعَهُ أَحَدٌ ضَرًّا وَلا نَفْعًا ، وَيُؤْمِنُ بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، وَيَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَهُمَا قَبْلَ خَلْقِ الْخَلْقِ ، وَخَلَقَ خَلْقًا فَجَعَلَ مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ ، وَمَنْ شَاءَ مِنْهُمْ إِلَى النَّارِ عَدْلٌ ذَلِكَ مِنْهُ ، وَكُلٌّ يَعْمَلُ بِمَا خُلِقَ لَهُ وَهُوَ صَائِرٌ إِلَى مَا خُلِقَ " ، قَالَ : قُلْتُ : صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ , أَوْ كَمَا قَالَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
رَافِعُ بْنُ خُدَيْجٍ | رافع بن خديج الأنصاري | صحابي |
سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ | سعيد بن المسيب القرشي | أحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار |
عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ | عمرو بن شعيب القرشي / توفي في :118 | ثقة |
عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ | عطاء بن أبي رباح القرشي / ولد في :26 / توفي في :114 | ثبت رضي حجة إمام كبير الشأن |
عَطِيَّةُ بْنُ عَطِيَّةَ | عطية بن أبي عطية | ضعيف الحديث |
حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زِيَادٍ أَبُو هِشَامٍ الْكَرْمَانِيُّ | حسان بن إبراهيم العنزي | صدوق حسن الحديث |
عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ | علي بن المديني / ولد في :161 / توفي في :234 | ثقة ثبت إمام أعلم أهل عصره بالحديث وعلله |
أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ نَصْرٍ الْحَذَّاءُ | أحمد بن الحسين الهمداني | ثقة |
بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بِشْرٍ | بشر بن أحمد الإسفرائيني | صدوق حسن الحديث |
أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْمَعْرُوفِ الإِسْفِرَايِينِيُّ | محمد بن سعيد الجوسقاني / توفي في :469 | مقبول |