تفسير

رقم الحديث : 526

قَالَ : " وَقَدِ اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي الْحَنِيفِ , فَقَالَ مُجَاهِدٌ : الْحَنِيفُ الْمُتَّبِعُ , وَقَالَ الْحَسَنُ وَالسُّدِّيُّ وَالضَّحَّاكُ : حَجَّاجٌ , وَقَالَ خُصَيْفٌ : مُخْلِصٌ . قَالَ : وَمِنَ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْحَنِيفَ لَيْسَ بِإِسْلامٍ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : قَالَ : " وَقَدِ اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي الْحَنِيفِ , فَقَالَ مُجَاهِدٌ : الْحَنِيفُ الْمُتَّبِعُ , وَقَالَ الْحَسَنُ وَالسُّدِّيُّ وَالضَّحَّاكُ : حَجَّاجٌ , وَقَالَ خُصَيْفٌ : مُخْلِصٌ . قَالَ : وَمِنَ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْحَنِيفَ لَيْسَ بِإِسْلامٍ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا سورة آل عمران آية 67 فَفَرَّقَ بَيْنَ الْحَنِيفِ وَالْمُسْلِمِ , فَإِنْ قِيلَ : فَقَدْ رُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ , عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " خَلَقْتُ آدَمَ وَبَنِيهِ حُنَفَاءَ مُسْلِمِينَ " . يُقَالُ لَهُ : هَذَا خَبَرٌ فِيهِ نَظَرٌ , لأَنَّ شُعْبَةَ وَسِعِيدًا وَهِشَامًا وَهَمَّامًا وَمَعْمَرًا رَوَوْا هَذَا الْخَبَرَ خِلافَ مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ, مَعَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ كَانَ يُؤَدِّي الأَخْبَارَ عَلَى الْمَعَانِي , ثُمّ لَوْ صَحَّ خَبَرُهُ وَلَمْ يُخَالِفْهُ قَتَادَةُ وَالْحَسَنُ لَكَانَ لا يَجُوزُ تَرْكُ جُمْلَةِ الأَخْبَارِ الَّتِي تَقَدَّمَتْ بِهَذَا الْخَبَرِ , ثُمَّ لَوْ صَحَّ هَذَا الْخَبَرُ لَكَانَ حُجَّةً لَنَا لأَنَّهُ قَالَ : خَلَقْتُهُمْ مُسْلِمِينَ وَزَعَمَ الْقَدَرِيُّ أَنَّهُ لَمْ يَخْلُقْهُمْ مُسْلِمِينَ وَلا كَافِرِينَ , وَأَنَّ هَذَا مُسْتَحِيلٌ , ثُمَّ يُحْتَمَلُ أَنَّهُ أَرَادَ بَعْضَ عَبِيدِهِ وَبَعْضَ بَنِي آدَمَ لِمَا تَقَدَّمَ مِنَ الآيَاتِ وَالأَخْبَارِ الَّتِي دَلَّتْ عَلَى أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ بَعْضَهُمْ مُؤْمِنِينَ وَبَعْضَهُمْ كَافِرِينَ . قَالَ : وَنَفَسُ الْخَبَرِ دَالٌّ عَلَى مَا قُلْنَا , وَذَلِكَ أَنَّهُ يَقُولُ : خَلَقْتُهُمْ كُلُّهُمْ فَاجْتَالَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ عَنْ دِينِهِمْ , وَإِنَّمَا اجْتَالَ الشَّيَاطِينُ بَعْضَهُمْ لا كُلَّهُمْ , لأَنَّهُ لَمْ يَجْتَلِ الأَنْبِيَاءَ وَلا يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا , وَلا الأَطْفَالَ , وَلا الْمَجَانِينَ , فَلَمَّا ثَبَتَ قَوْلُهُ : " اجْتَالَتْهُمْ كُلُّهُمْ " يُرِيدُ بَعْضَهُمْ ثَبَتَ أَنَّ قَوْلَهُ : " خَلَقَهُمْ كُلَّهُمْ " يُرِيدُ بَعْضَهُمْ . فَإِنْ قَالَ : فَفِي الْخَبَرِ " خَلَقْتُ عِبَادِي " وَاسْمُ الْعِبَادِ لا يَقَعُ عَلَى بَعْضِهِمْ . يُقَالُ لَهُ : اسْمُ الْعِبَادِ قَدْ يَقَعُ عَلَى بَعْضِهِمْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ أَرَادَ بَعْضَ عِبَادِهِ , وَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ . قَالَ : يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ أَرَادَ بَعْضَ عِبَادِهِ , وَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ فَكَذَلِكَ قَوْلُهُ : " خَلَقْتُ عِبَادِي " أَرَادَ بَعْضَهُمْ لا كُلَّهُمْ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ

صحابي

عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ

ثقة

يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ

ثقة

ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ

ثقة

مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ

صدوق مدلس

Whoops, looks like something went wrong.