وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظِ , أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ فِيمَا سَاقَ إِلَيْهِ كَلامَهُ فِي كِتَابِ الْقَدَرِ : " الإِيمَانُ نُورٌ وَهُدًى , وَحَيَاةٌ وَغِنًى , وَشَرَفٌ وَعِزٌّ , وَبَيَانٌ وَحُجَّةٌ , وَعَدْلٌ وَصِدْقٌ , وَحَقٌّ وَصَوَابٌ , لَهُ أَسَامٍ ظَاهِرَةٌ , وَصِفَاتٌ زَاكِيَةٌ , وَنُعُوتٌ زَاهِرَةٌ , تَبِينُ بِهَا مِنْ جَمِيعِ الأَشْيَاءِ لِعُلُوِّهَا وَشَرَفِهَا وَارْتِفَاعِهَا عَلَى كُلِّ شَيْءٍ , وَهُوَ خَيْرُ الأَشْيَاءِ حُجَّةً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَأَرْجَحُهَا وَأَزْكَاهَا وَأَنْمَاهَا , فَلَمَّا رَأَيْنَا هَذِهِ صِفَاتَ الإِيمَانِ وَنُعُوتَهُ عَلِمْنَا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ هُوَ الْمُعْطِي عِبَادَهُ , لأَنَّ الإِيمَانَ لَوْ لَمْ يَكُنْ عَطِيَّةَ الرَّبِّ لَزَالَ عَنِ الرَّبِّ فَضْلُ الْمَدْحِ وَأَعْلاهُ , وَلَكَانَ الْعِبَادُ قَدْ كَسَبُوا أَشْيَاءَ هُوَ أَفْضَلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَعْطَاهُمُ الرَّبُّ , وَلَكَانَ الرَّبُّ لا يُعْطِي شَيْئًا إِلا وَالْعَبْدُ يَكْسِبُ أَفْضَلَ مِنْهُ ، وَقَدْ قَالَ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَهُوَ لا يُخْلِفُ الْوَعْدَ وَقَالَ : فَلَمَّا بَطَلَ فِي الْعَقْلِ أَنَّ عَبْدًا يُعْطِي نَفْسَهُ أَفْضَلَ مِنْ عَطِيَّةِ الرَّبِّ صَحَّ وَثَبَتَ أَنَّ الإِيمَانَ عَطِيَّةَ الرَّبِّ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |