أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ , قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، يَقُولُ : " السُّنَّةُ عِنْدَنَا أَنَّ الإِيمَانَ , قَوْلٌ وَعَمَلٌ , يَزِيدُ وَيَنْقُصُ , وَهُوَ قَوْلُ أَئِمَّتِنَا مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ , وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو الأَوْزَاعِيِّ , وَسُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ الثَّوْرِيِّ , وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ الْهِلالِيِّ , وَأَنَّ الأَعْمَالَ وَالْفَرَائِضَ وَأَعْمَالَ الْجَوَارِحِ فِي طَاعَةِ اللَّهِ أَجْمَعُ مِنَ الإِيمَانِ , وَأَنَّ الْقَدَرَ خَيْرَهُ وَشَرَّهُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , وَقَدْ جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ , عَلِمَ اللَّهُ مِنَ الْعِبَادِ مَا هُمْ عَامِلُونَ , وَإِلَى مَا هُمْ صَائِرُونَ , وَأَمَرَهُمْ وَنَهَاهُمْ فَمَنْ لَزِمَ أَمْرَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَآثَرَ طَاعَتَهُ فَبِتَوْفِيقِ اللَّهِ , وَمَنْ تَرَكَ أَمْرَ اللَّهِ وَرَكِبَ مَعَاصِيهِ فَبِخِذْلانِ اللَّهِ إِيَّاهُ , وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ الاسْتِطَاعَةَ قَبْلَ الْعَمَلِ بِالْجَوَارِحِ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ عَمِلَ وَإِنْ شَاءَ لَمْ يَعْمَلْ فَقَدْ كَذَّبَ بِالْقَدَرِ , وَرَدَّ كِتَابَ اللَّهِ نَصًّا , وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْتَطِيعٌ لِمَا لَمْ يُرِدْهُ اللَّهُ وَنَحْنُ نَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هَذَا الْقَوْلِ , وَلَكِنْ نَقُولُ الاسْتِطَاعَةُ فِي الْعَبْدِ مَعَ الْفِعْلِ فَإِذَا عَمِلَ عَمَلا بِالْجَوَارِحِ مِنْ بِرٍّ أَوْ فُجُورٍ عَلِمْنَا أَنَّهُ كَانَ مُسْتَطِيعًا لِلْفِعْلِ الَّذِي فَعَلَ , فَأَمَّا قَبْلَ أَنْ يَفْعَلَهُ فَإِنَّا لا نَدْرِي لَعَلَّهُ يُرِيدُ أَمْرًا , فَيُحَالُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ذَلِكَ , وَاللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مُرِيدٌ لِتَكْوِينِ أَعْمَالِ الْخَلْقِ , وَمَنِ ادَّعَى خِلافَ مَا ذَكَرْنَا فَقَدْ وَصَفَ اللَّهَ بِالْعَجْزِ وَهَلَكَ فِي الدَّارَيْنِ , وَأَنَّ الْقُرْآنَ كَلامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ بِهِ خَلَقَ الْخَلْقَ وَكَوَّنَ الأَشْيَاءَ قَالَ اللَّهُ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ : أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ سورة الأعراف آية 54 فَفَصَّلَ الأَمْرَ مِنَ الْخَلْقِ , فَبِأَمْرِهِ خَلَقَ الْخَلْقَ قَالَ : كُنْ فَكَانَ , وَكَلامُهُ مِنْ أَمْرِهِ لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ , وَأَنَّ اللَّهَ يَرَى فِي الآخِرَةِ بِالأَبْصَارِ يَرَاهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ , بِهَذَا نُدِينُ اللَّهَ بِصِدْقِ نِيَّةٍ عَلَيْهِ نَحْيَا وَنَمُوتُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ , وَأَنَّ خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُقَدَّمُ فِي التَّفْضِيلِ أَبُو بَكْرٍ , ثُمَّ عُمَرُ , ثُمَّ عُثْمَانُ , ثُمَّ عَلِيٌّ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |