نَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ ، سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي عَمْرٍو الْبَلْخِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ الْمُنْعِمِ بْنَ عُمَرَ الْأَصْفَهَانِيَّ ، يَقُولُ : نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ زَيْدٍ ، وَالزَّعْفَرَانِيُّ ، وَأَبُو ثَوْرٍ ، كُلُّهُمْ قَالُوا : سَمِعْنَا مُحَمَّدَ بْنَ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيَّ ، يَقُولُ : نَزَّهَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيَّهُ ، وَرَفَعَ قَدْرَهُ وَعَلَّمَهُ وَأَدَّبَهُ ، وَقَالَ : وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ سورة الفرقان آية 58 ، وَذَلِكَ أَنَّ النَّاسَ فِي أَحْوَالٍ شَتًّى : مُتَوَكِّلٌ عَلَى نَفْسِهِ ، أَوْ عَلَى مَالِهِ ، أَوْ عَلَى زَرْعِهِ ، أو عَلَى سُلَطَانٍ ، أَوْ عَلَى عَطِيَّةِ النَّاسِ ، وُكَلٌّ مُسْتَنِدٌ إِلَى حَيٍّ يَمُوتُ ، أَوْ عَلَى شَيْءٍ يَفْنَى يُوشِكُ أَنْ يَنْقَطِعَ بِهِ ، فَنَزَّهَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَكَّلَ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ . قَالَ الشَّافِعِيُّ : وَاسْتَنْبَطْتُ الْبَارِحَةَ آيَتَيْنِ فَمَا أَشْتَهِي بِاسْتِنْبَاطِهِمَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا : يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ سورة يونس آية 3 ، وَفِي كِتَابِ اللَّهِ ، هَذَا كَثِيرٌ : مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ سورة البقرة آية 255 ، فَتَعَطَّلُ الشُّفَعَاءُ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ . وَقَالَ فِي سُورَةِ هُودٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ : وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى سورة هود آية 3 ، فَوَعَدَ اللَّهُ كُلَّ مَنْ تَابَ مُسْتَغْفِرًا التَّمَتُّعَ إِلَى الْمَوْتِ ، ثُمَّ قَالَ : وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ سورة هود آية 3 ُ أَيْ : فِي الْآخِرَةِ . قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : فَلَسْنَا نَحْنُ تَائِبِينَ عَلَى حَقِيقَةٍ ، وَلَكِنْ عِلْمٌ عَلِمَهُ اللَّهُ مَا حَقِيقَةُ التَّائِبِينَ ، وَقَدْ مَتَّعْنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا تَمَتُّعًا حَسَنًا " .
| الأسم | الشهرة | الرتبة |