أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَتَّابٍ الْعَبْدِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْجَوْهَرِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ . وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَدِّي ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ الْقَطَّانِ ، قَالَ : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تِلْكَ السِّنِينَ يَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَى قَبَائِلِ الْعَرَبِ فِي كُلِّ مَوْسِمٍ ، وَيُكَلِّمُ كُلَّ شَرِيفِ قَوْمٍ لا يَسَلْهُمْ مَعَ ذَلِكَ إِلا أَنْ يَرَوْهُ وَيَمْنَعُوهُ ، وَيَقُولُ : لا أُكْرِهُ أَحَدًا مِنْكُمْ عَلَى شَيْءٍ ، مَنْ رَضِيَ مِنْكُمْ بِالَّذِي أَدْعُوهُ إِلَيْهِ فَذَلِكَ ، وَمَنْ كَرِهَ لَمْ أُكْرِهْهُ ، إِنَّمَا أُرِيدُ أَنْ تُحْرِزُونِي مِمَّا يُرَادُ بِي مِنَ الْقَتْلِ حَتَّى أُبَلِّغَ رِسَالاتِ رَبِّي وَحَتَّى يَقْضِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِي وَلِمَنْ صَحِبَنِي بِمَا شَاءَ اللَّهُ ، فَلَمْ يَقْبَلْهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الْقَبَائِلِ ، إِلا قَالَ : قَوْمُ الرَّجُلِ أَعْلَمُ بِهِ ، أَتَرَوْنَ أَنَّ رَجُلا يُصْلِحُنَا وَقَدْ أَفْسَدَ قَوْمَهُ وَلَفَظُوهُ ؟ فَكَانَ ذَلِكَ مِمَّا ذَخَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلأَنْصَارِ وَأَكْرَمَهُمْ بِهِ ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ ارْتَدَّ الْبَلاءُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدُّ مَا كَانَ ، فَعَمَدَ لِثَقِيفٍ بِالطَّائِفِ رَجَاءَ أَنْ يَأْوُوَهُ ، فَوَجَدَ ثَلاثَةَ نَفَرٍ مِنْهُمْ سَادَةُ ثَقِيفٍ يَوْمَئِذٍ وَهُمْ أُخْوَةٌ : عَبْدُ يَالِيلَ بْنُ عَمْرٍو ، وَحَبِيبُ بْنُ عَمْرٍو ، وَمَسْعُودُ بْنُ عَمْرٍو ، فَعَرَضَ عَلَيْهِمْ نَفْسَهُ ، وَشَكَا إِلَيْهِمُ الْبَلاءَ وَمَا انْتَهَكَ مِنْهُ قَوْمُهُ ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ : أَنَا أَمْرُقُ أَسْتَارَ الْكَعْبَةِ إِنْ كَانَ اللَّهُ بَعَثَكَ بِشَيْءٍ قَطُّ ، وَقَالَ الآخَرُ : أَعَجَزَ اللَّهُ أَنْ يُرْسِلَ غَيْرَكَ ، وَقَالَ الآخَرُ : وَاللَّهِ لا أُكَلِّمُكَ بَعْدَ مَجْلِسِكَ هَذَا أَبَدًا ، وَاللَّهِ لَئِنْ كُنْتَ رَسُولَ اللَّهِ لأَنْتَ أَعْظَمُ شَرَفًا وَحَقًّا مِنْ أَنْ أُكَلِّمَكَ ، وَلَئِنْ كُنْتَ تَكْذِبُ عَلَى اللَّهِ لأَنْتَ أَشَرُّ مِنْ أَنْ أُكَلِّمَكَ ، وَتَهَزَّءُوا بِهِ وَأَفْشَوْا فِي قَوْمِهِمُ الَّذِي رَاجَعُوهُ بِهِ ، وَقَعَدُوا لَهُ صَفَّيْنِ عَلَى طَرِيقِهِ ، فَلَمَّا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ صَفَّيْهِمْ جَعَلُوا لا يَرْفَعُ رِجْلَيْهِ وَلا يَضَعُهُمَا إِلا رَضَخُوهُمَا بِالْحِجَارَةِ ، وَكَانُوا أَعَدُّوهَا حَتَّى أَدْمَوْا رِجْلَيْهِ ، فَخَلَصَ مِنْهُمْ وَهُمَا يَسِيلانِ الدِّمَاءَ ، فَعَمَدَ إِلَى حَائِطٍ مِنْ حَوَائِطِهِمْ ، وَاسْتَظَلَّ فِي ظِلِّ حَبَلَةٍ مِنْهُ ، وَهُوَ مَكْرُوبٌ مُوجَعٌ ، تَسِيلُ رِجْلاهُ دَمًا ، فَإِذَا فِي الْحَائِطِ عُقْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، وَشَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، فَلَمَّا رَآهُمَا كَرِهَ مَكَانَهُمَا لِمَا يَعْلَمُ مِنْ عَدَاوَتِهِمَا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، فَلَمَّا رَأَيَاهُ أَرْسَلا إِلَيْهِ غُلامًا لَهُمَا يُدْعَى عَدَّاسًا وَهُوَ نَصْرَانِيٌّ مِنْ أَهْلِ نِينَوَى مَعَهُ عِنَبٌ ، فَلَمَّا جَاءَهُ عَدَّاسٌ ، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مِنْ أَيِّ أَرْضٍ أَنْتَ يَا عَدَّاسُ ؟ قَالَ لَهُ عَدَّاسٌ : أَنَا مِنْ أَهْلِ نِينَوَى ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مِنْ مَدِينَةِ الرَّجُلِ الصَّالِحِ يُونُسَ بْنِ مَتَى ، فَقَالَ لَهُ عَدَّاسٌ : وَمَا يُدْرِيكَ مَنْ يُونُسُ بْنُ مَتَّى ، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ لا يَحْقِرُ أَحَدًا أَنْ يُبَلِّغَهُ رِسَالَةَ رَبِّهِ : أَنَا رَسُولُ اللَّهِ ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَخْبَرَنِي خَبَرَ يُونُسَ بْنِ مَتَى ، فَلَمَّا أَخْبَرَهُ بِمَا أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ شَأْنِ يُونُسَ بْنِ مَتَّى ، خَرَّ عَدَّاسٌ سَاجِدًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعَلَ يُقَبِّلُ قَدَمَيْهِ وَهُمَا يَسِيلانِ الدِّمَاءَ ، فَلَمَّا أَبْصَرَ عُقْبَةُ وَشَيْبَةُ مَا يَصْنَعُ غُلامُهُمَا سَكَنَا ، فَلَمَّا أَتَاهُمَا ، قَالا : مَا شَأْنُكَ سَجَدْتَ لِمُحَمَّدٍ ، وَقَبَّلْتَ قَدَمَيْهِ ، وَلَمْ نَرَكَ فَعَلْتَهُ بِأَحَدٍ مِنَّا ؟ قَالَ : هَذَا رَجُلٌ صَالِحٌ ، أَخْبَرَنِي بِشَيْءٍ عَرَفْتُهُ مِنْ شَأْنِ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَيْنَا يُدْعَى يُونُسَ بْنَ مَتَى ، فَضَحِكَا بِهِ ، وَقَالا : لا يَفْتِنُكَ عَنْ نَصْرَانِيَّتِكَ ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ خَدَّاعٌ ، فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَكَّةَ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنِ شِهَابٍ | محمد بن شهاب الزهري / ولد في :52 / توفي في :124 | الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه |
مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ | موسى بن عقبة القرشي / توفي في :141 | ثقة فقيه إمام في المغازي |
مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ | محمد بن فليح الأسلمي / توفي في :197 | صدوق يهم |
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ | إبراهيم بن المنذر الحزامي | صدوق حسن الحديث |
جَدِّي | الفضل بن محمد البيهقي / توفي في :282 | صدوق شيعي |
إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ | إسماعيل بن محمد النيسابوري | صدوق حسن الحديث |
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ | الحاكم النيسابوري / ولد في :321 / توفي في :405 | ثقة حافظ |
مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ | موسى بن عقبة القرشي / توفي في :141 | ثقة فقيه إمام في المغازي |
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ | إسماعيل بن إبراهيم القرشي | ثقة |
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ | إسماعيل بن أبي أويس الأصبحي | صدوق يخطئ |
الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْجَوْهَرِيُّ | القاسم بن عبد الله الجوهري / توفي في :275 | ثقة مأمون |
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَتَّابٍ الْعَبْدِيُّ | محمد بن عبد الله العبدي / ولد في :266 / توفي في :344 | ثقة |
أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ | محمد بن الحسين المتوثي / ولد في :335 / توفي في :415 | ثقة |