أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : فَحَدَّثَنِي مَعْبَدُ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْقَيْنِ أَخُو بَنِي سَلِمَةَ ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِيهِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : " خَرَجْنَا فِي الْحِجَّةِ الَّتِي بَايَعْنَا فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْعَقَبَةِ مَعَ مُشْرِكِي قَوْمِنَا ، وَمَعَنَا الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ كَبِيرُنَا ، وَسَيِّدُنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا بِظَاهِرِ الْبَيْدَاءِ ، قَالَ : يَا هَؤُلاءِ ، تَعْلَمُنَّ أَنِّي قَدْ رَأَيْتُ رَأْيًا ، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي تُوَافِقُونَ عَلَيْهِ ، أَمْ لا ؟ فَقُلْنَا : وَمَا هُوَ يَا أَبَا بِشْرٍ ؟ قَالَ : إِنِّي قَدْ أَرَدْتُ أَنْ أُصَلِّيَ إِلَى هَذِهِ الْبَنِيَّةِ ، وَلا أَجْعَلُهَا مِنِّي بِظَهْرٍ ، فَقُلْنَا : لا ، وَاللَّهِ لا تَفْعَلُ ، وَاللَّهِ مَا بَلَغَنَا أَنَّ نَبِيَّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي إِلا إِلَى الشَّامِ ، قَالَ : فَإِنِّي وَاللَّهِ لَمُصَلٍّ إِلَيْهَا ، فَكَانَ إِذَا حَضَرَتِ الصَّلاةُ تَوَجَّهَ إِلَى الْكَعْبَةِ ، وَتَوَجَّهْنَا إِلَى الشَّامِ حَتَّى قَدِمْنَا مَكَّةَ ، فَقَالَ لِيَ الْبَرَاءُ : يَا ابْنَ أَخِي ، انْطَلِقْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَسْأَلَهُ عَمَّا صَنَعْتُ فِي سَفَرِي هَذَا ، فَلَقَدْ وَجَدْتُ فِي نَفْسِي مِنْهُ بِخِلافِكُمْ إِيَّايَ ، قَالَ : فَخَرَجْنَا نَسْأَلُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَقِينَا رَجُلا بِالأَبْطَحِ ، فَقُلْنَا : هَلْ تَدُلُّنَا عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ؟ فَقَالَ : وَهَلْ تَعْرِفَانِهِ إِنْ رَأَيْتُمَاهُ ؟ فَقُلْنَا : لا ، وَاللَّهِ مَا نَعْرِفُهُ ، وَلَمْ نَكُنْ رَأَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : فَهَلْ تَعْرِفَانِ الْعَبَّاسَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ؟ فَقُلْنَا : نَعَمْ ، وَقَدْ كُنَّا نَعْرِفُهُ : كَانَ يَخْتَلِفُ إِلَيْنَا بِالتِّجَارَةِ ، فَقَالَ : فَإِذَا دَخَلْتُمَا الْمَسْجِدَ ، فَانْظُرَا الْعَبَّاسَ ، فَهُوَ الرَّجُلُ الَّذِي مَعَهُ ، قَالَ : فَدَخَلْنَا الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْعَبَّاسُ نَاحِيَةَ الْمَسْجِدِ جَالِسَيْنِ ، قَالَ : فَسَلَّمْنَا ، ثُمَّ جَلَسْنَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْعَبَّاسِ : هَلْ تَعْرِفُ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ يَا أَبَا الْفَضْلِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، هَذَا الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ سَيِّدُ قَوْمِهِ ، وَهَذَا كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ ، فَوَاللَّهِ مَا أَنْسَى قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الشَّاعِرَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَقَالَ لَهُ الْبَرَاءُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي قَدْ كُنْتُ رَأَيْتُ فِيَ سَفَرِي هَذَا رَأْيًا ، وَقَدْ أَحْبَبْتُ أَنْ أَسْالَكَ عَنْهُ لِتُخْبِرَنِي عَمَّا صَنَعْتُ فِيهِ ، قَالَ : وَمَا ذَاكَ ؟ قَالَ : رَأَيْتُ أَنْ لا أَجْعَلَ هَذِهِ الْبَنِيَّةَ مِنِّي بِظَهْرٍ ، فَصَلَّيْتُ إِلَيْهَا ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَدْ كُنْتَ عَلَى قِبْلَةٍ ، لَوْ صَبَرْتَ عَلَيْهَا ، فَرَجَعَ إِلَى قِبْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَهْلُهُ يَقُولُونَ : قَدْ مَاتَ عَلَيْهَا ، وَنَحْنُ أَعْلَمُ بِهِ ، قَدْ رَجَعَ إِلَى قِبْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَصَلَّى مَعَنَا إِلَى الشَّامِ ، ثُمَّ قَدْ وَاعَدَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَقَبَةَ أَوْسَطَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ، وَنَحْنُ سَبْعُونَ رَجُلا لِلْبَيْعَةِ ، وَمَعَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ أَبُو جَابِرٍ ، وَإِنَّهُ لَعَلَى شَرْكِهِ ، فَأَخَذْنَاهُ ، فَقُلْنَا : يَا أَبَا جَابِرٍ ، وَاللَّهِ إِنَّا لَنَرْغَبُ بِكَ أَنْ تَمُوتَ عَلَى مَا أَنْتَ عَلَيْهِ ، فَتَكُونَ لِهَذِهِ النَّارِ غَدًا حَطَبًا ، وَإِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ رَسُولا يَأْمُرُ بِتَوحِيدِهِ وَعِبَادَتِهِ ، وَقَدْ أَسْلَمَ رِجَالٌ مِنْ قَوْمِكَ ، وَقَدْ وَاعَدَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْبَيْعَةِ ، فَأَسْلَمَ وَطَهَّرَ ثِيَابَهُ ، وَحَضَرَهَا مَعَنَا ، فَكَانَ نَقِيبًا ، فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي وَاعَدَنَا فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى أَوَّلَ اللَّيْلِ مَعَ قَوْمِنَا ، فَلَمَّا اسْتَثْقَلَ النَّاسُ فِي النَّوْمِ تَسَلَّلْنَا مِنْ قُرَيْشٍ تَسَلُّلَ الْقَطَا حَتَّى إِذَا اجْتَمَعْنَا بِالْعَقَبَةِ ، فَأَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَمُّهُ الْعَبَّاسُ لَيْسَ مَعَهُ غَيْرُهُ ، أَحَبَّ أَنْ يَحْضُرَ أَمْرَ ابْنِ أَخِيهِ ، فَكَانَ أَوَّلَ مُتَكَلِّمٍ ، فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الْخَزْرَجِ ، وَإِنَّمَا كَانَتِ الْعَرَبُ تُسَمِّي هَذَا الْحَيَّ مِنَ الأَنْصَارِ أَوْسَهَا وَخَزْرَجَهَا ، إِنَّ مُحَمَّدًا مِنَّا حَيْثُ قَدْ عَلِمْتُمْ ، وَهُوَ فِي مَنَعَةٍ مِنْ قَوْمِهِ وَبِلادِهِ ، قَدْ مَنَعْنَاهُ مِمَّنْ هُوَ عَلَى مِثْلِ رَأْيِنَا فِيهِ ، وَقَدْ أَبَى إِلا الانْقِطَاعَ إِلَيْكُمْ وَإِلَى مَا دَعَوْتُمُوهُ إِلَيْهِ ، فَإِنْ كُنْتُمْ تَرَوْنَ أَنَّكُمْ وَافُونَ لَهُ بِمَا دَعَوْتُمُوهُ ، فَأَنْتُمْ وَمَا تَحَمَّلْتُمْ ، وَإِنْ كُنْتُمْ تَخْشَوْنَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ خُذْلانًا ، فَاتْرُكُوهُ فِي قَوْمِهِ ، فَإِنَّهُ فِي مَنَعَةٍ مِنْ عَشِيرَتِهِ وَقَوْمِهِ ، فَقُلْنَا : قَدْ سَمِعْنَا مَا قُلْتَ ، تَكَلَّمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَتَكَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَعَا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَتَلا الْقُرْآنَ ، وَرَغَّبَ فِي الإِسْلامِ ، فَأَجَبْنَاهُ بِالإِيمَانِ بِهِ وَالتَّصْدِيقِ لَهُ ، وَقُلْنَا لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، خُذْ لِرَبِّكَ وَلِنَفْسِكَ ، فَقَالَ : إِنِّي أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ تَمْنَعُونِي مِمَّا مَنَعْتُمْ مِنْهُ أَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَكُمْ ، فَأَجَابَهُ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ ، فَقَالَ : نَعَمْ ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، مِمَّا نَمْنَعُ مِنْهُ أُزُرَنَا ، فَبَايِعْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَنَحْنُ وَاللَّهِ أَهْلُ الْحَرْبِ ، وَأَهْلُ الْحَلْقَةِ ، وَرِثْنَاهَا كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ ، فَعَرَضَ فِي الْحَدِيثِ أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ أَقْوَامٍ حِبَالا ، وَإِنَّا قَاطِعُوهَا ، فَهَلْ عَسَيْتَ إِنِ اللَّهُ أَظْهَرَكَ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى قَوْمِكَ وَتَدَعَنَا ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بَلِ الدَّمُ الدَّمُ ، وَالْهَدْمُ الْهَدْمُ أَنَا مِنْكُمْ ، وَأَنْتُمْ مِنِّي ، أُسَالِمُ مَنْ سَالَمْتُمْ ، وَأُحَارِبُ مَنْ حَارَبْتُمْ ، فَقَالَ لَهُ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ : ابْسُطْ يَدَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ نُبَايِعْكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَخْرِجُوا إِلَيَّ مِنْكُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ، فَأَخْرَجُوهُمْ لَهُ ، فَكَانَ نَقِيبَ بَنِي النَّجَّارِ : أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ ، وَكَانَ نَقِيبَ بَنِي سَلِمَةَ : الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورَ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ ، وَكَانَ نَقِيبَ بَنِي سَاعِدَةَ : سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ ، وَالْمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو ، وَكَانَ نَقِيبَ بَنِي زُرَيْقٍ رَافِعُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلانِ ، وَكَانَ نَقِيبَ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ ، وَسَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ ، وَكَانَ نَقِيبَ الْقَوَافِلِ بَنِي عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ ، وَفِي الأَوْسِ مِنْ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ ، وَأَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ ، وَكَانَ نَقِيبَ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، سَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ ، فَكَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا تِسْعَةٌ مِنَ الْخَزْرَجِ ، وَثَلاثَةٌ مِنَ الأَوْسِ ، قَالَ : فَأَخَذَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَرَبَ عَلَيْهَا ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ بَايَعَ ، وَتَتَابَعَ النَّاسُ ، فَبَايَعُوا ، فَصَرَخَ الشَّيْطَانُ عَلَى الْعَقَبَةِ بِأَبْعَدِ وَاللَّهِ صَوْتٍ مَا سَمِعْتُهُ قَطُّ ، فَقَالَ : يَا أَهْلَ الْجَبَاجِبِ ، هَلا لَكُمْ فِي مُذَمَّمٍ مَا يَقُولُ مُحَمَّدٌ وَالصُّبَّاءُ مَعَهُ قَدِ اجْتَمَعُوا عَلَى حَرْبِكُمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَذَا أَزَبُّ الْعَقَبَةِ ، هَذَا ابْنُ أُزْيَبٍ أَمَا وَاللَّهِ لأَفْرُغَنَّ لَكَ ، ارْفَضُّوا إِلَى رِحَالِكُمْ ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ أَخُو بَنِي سَالِمٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنْ شِئْتَ لَنَمِيلَنَّ غَدًا عَلَى أَهْلِ مِنًى بِأَسْيَافِنَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّا لَمْ نُؤْمَرْ بِذَلِكَ ، ارْفَضُّوا إِلَى رِحَالِكُمْ ، فَرَجَعْنَا إِلَى رِحَالِنَا ، فَاضْطَجَعْنَا عَلَى فُرُشِنَا ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا أَقْبَلَتْ جِلَّةٌ مِنْ قُرَيْشٍ فِيهِمْ : الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ فَتًى شَابٌّ وَعَلَيْهِ نَعْلانِ جَدِيدَانِ حَتَّى جَاءُونَا فِي رِحَالِنَا ، فَقَالُوا : يَا مَعْشَرَ الْخَزْرَجِ ، إِنَّهُ قَدْ بَلَغَنَا أَنَّكُمْ جِئْتُمْ إِلَى صَاحِبِنَا لِتَسْتَخْرِجُوهُ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِنَا ، وَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا مِنَ الْعَرَبِ أَحَدٌ أَبْغَضُ إِلَيْنَا أَنْ يَنْشِبَ الْحَرْبُ فِيمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ مِنْكُمْ ، فَانْبَعَثَ مَنْ هُنَاكَ مِنْ قَوْمِنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَحْلِفُونَ لَهُمْ بِاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ هَذَا شَيْءٌ وَمَا فَعَلْنَاهُ ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى أَبِي جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ ، وَهُوَ صَامِتٌ ، وَأَنَا صَامِتٌ ، فَلَمَّا تَثَوَّرَ الْقَوْمُ لِيَنْطَلِقُوا ، قُلْتُ كَلِمَةً كَأَنِّي أَشْرِكُهُمْ فِي الْكَلامِ : يَا أَبَا جَابِرٍ ، أَنْتَ سَيِّدٌ مِنْ سَادَتِنَا وَكَهْلٌ مِنْ كُهُولِنَا ، لا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَتَّخِذَ مِثْلَ نَعْلَيْ هَذَا الْفَتَى مِنْ قُرَيْشٍ ؟ فَسَمِعَهُ الْفَتَى فَخَلَعَ نَعْلَيْهِ فَرَمَى بِهِمَا إِلَيَّ ، وَقَالَ : وَاللَّهِ لَتَلْبَسَنَّهُمَا ، فَقَالَ أَبُو جَابِرٍ : مَهْلا أَحْفَظْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ الرَّجُلَ ، يَقُولُ : أَخْجَلْتَهُ ، ارْدُدْ عَلَيْهِ نَعْلَيْهِ ، فَقُلْتُ : وَاللَّهِ لا أَرُدُّهُمَا ، فَأْلٌ صَالِحٌ ، وَاللَّهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ أَسْلُبَنَّهُ ، قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ ، قَالَ : ثُمَّ انْصَرَفُوا عَنْهُمْ وَأَتَوْا عَبْدَ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ، فَسَأَلُوهُ ، وَكَلَّمُوهُ ، فَقَالَ : إِنَّ هَذَا الأَمْرَ جَسِيمٌ ، وَمَا كَانَ قَوْمِي لِتَفَوَّتُوا عَلَيَّ بِمِثْلِهِ ، فَانْصَرَفُوا عَنْهُ " ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، فَذَكَرَ هَذِهِ الْقِصَّةَ بِإِسْنَادِ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ وَمَعْنَاهُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ | كعب بن مالك الأنصاري / توفي في :50 | صحابي |
عَبْدِ اللَّهِ | عبد الله بن كعب الأنصاري / توفي في :97 | ثقة |
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ | ابن إسحاق القرشي / توفي في :150 | صدوق مدلس |
أَبِي | جرير بن حازم الأزدي | ثقة |
مَعْبَدُ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْقَيْنِ | محمد بن كعب الأنصاري | ثقة |
ابْنِ إِسْحَاقَ | ابن إسحاق القرشي / توفي في :150 | صدوق مدلس |
وَهْبُ بْنُ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ | وهب بن جرير الأزدي / توفي في :206 | ثقة |
نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ | نصر بن علي الأزدي / توفي في :250 | ثقة ثبت |
يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ | يونس بن بكير الشيباني / توفي في :199 | صدوق حسن الحديث |
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ | أحمد بن عبد الجبار العطاردي | ضعيف الحديث |
يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ | يوسف بن يعقوب القاضي / توفي في :297 | ثقة |
الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ | الحسن بن محمد الأزهري | ثقة |
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ | محمد بن يعقوب الأموي / ولد في :247 / توفي في :346 | ثقة حافظ |
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ | الحاكم النيسابوري / ولد في :321 / توفي في :405 | ثقة حافظ |
أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ | علي بن محمد المقرئ / توفي في :420 | صدوق حسن الحديث |