وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : " فَلَمَّا أَيْقَنَتْ قُرَيْشٌ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ بُويِعَ ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ كَانَ بِمَكَّةَ مِنْ أَصْحَابِهِ أَنْ يَلْحَقُوا بِإِخْوَانِهِمْ بِالْمَدِينَةِ تَآمَرُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ ، فَقَالُوا : الآنَ فَأَجْمِعُوا فِي أَمْرِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَوَاللَّهِ لَكَأَنَّهُ قَدْ كَرَّ عَلَيْكُمْ بِالرِّجَالِ ، فَأَثْبِتُوهُ ، أَوِ اقْتُلُوهُ ، أَوْ أَخْرِجُوهُ ، فَاجْتَمَعُوا لَهُ فِي دَارِ النَّدْوَةِ لِيَقْتُلُوهُ ، فَلَمَّا دَخَلُوا الدَّارَ اعْتَرَضَهُمُ الشَّيْطَانُ فِي صُورَةِ رَجُلٍ جَمِيلٍ فِي بَتٍّ لَهُ وَالْبَتُّ : الْكِسَاءُ ، فَقَالَ : أَدْخُلُ ، فَقَالُوا : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ سَمِعَ بِالَّذِي اجْتَمَعْتُمْ لَهُ ، فَأَرَادَ أَنْ يَحْضُرَهُ مَعَكُمْ ، فَعَسَى أَنْ لا يَعْدِمَكُمْ مِنْهُ رَأْيٌ وَنُصْحٌ ، فَقَالُوا : أَجَلْ فَادْخُلْ ، فَلَمَّا دَخَلَ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : قَدْ كَانَ مِنَ الأَمْرِ مَا قَدْ عَلِمْتُمْ ، فَأَجْمِعُوا فِي هَذَا الرَّجُلِ رَأْيًا وَاحِدًا ، وَكَانَ مِمَّنِ اجْتَمَعَ لَهُ فِي دَارِ النَّدْوَةِ : شَيْبَةُ وَعُتْبَةُ ابْنَا رَبِيعَةَ ، وَأَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ ، وَالنَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ : أَرَى أَنْ تَحْبِسُوهُ وَتَرَبَّصُوا بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ حَتَّى يَهْلِكَ كَمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنَ الشُّعَرَاءِ : زُهَيْرُ بْنُ أَبِي سُلْمَى ، وَالنَّابِغَةُ ، وَغَيْرُهُمَا ، فَقَالَ النَّجْدِيُّ : وَاللَّهِ ، مَا هَذَا لَكُمْ بِرَأْيٍ ، وَاللَّهِ لَئِنْ فَعَلْتُمْ لَيَخْرُجَ رَأْيُهُ وَحَدِيثُهُ حَيْثُ حَبَسْتُمُوهُ إِلَى مَنْ وَرَاءَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَأَوْشَكَ أَنْ يَنْتَزِعُوهُ مِنْ أَيْدِيكُمْ ، ثُمَّ يَغْلِبُوكُمْ عَلَى مَا فِي أَيْدِيكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ : بَلْ نُخْرِجُهُ فَنَنْفِيهِ مِنْ بِلادِنَا ، فَإِذَا غُيِّبَ عَنَّا وَجْهُهُ وَحَدِيثُهُ ، فَوَاللَّهِ مَا نُبَالِي أَيْنَ وَقَعَ مِنَ الْبِلادِ ، وَلَئِنْ كَانَ أَجْمَعْنَا بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرَنَا وَأَصْلَحْنَا ذَاتَ بَيْنِنَا ، قَالَ النَّجْدِيُّ : لا وَاللَّهِ مَا هَذَا لَكُمْ بِرَأْيٍ ، أَمَا رَأَيْتُمْ حَلاوَةَ مَنْطِقِهِ وَحُسْنَ حَدِيثِهِ وَغَلَبَتَهُ عَلَى مَنْ يَلْقَاهُ دُونَ مَنْ خَالَفَهُ ، وَاللَّهِ لَكَأَنِّي بِهِ إِنْ فَعَلْتُمْ ذَلِكَ قَدْ دَخَلَ عَلَى قَبِيلَةٍ مِنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ ، فَأَصْفَقَتْ مَعَهُ عَلَى رَأْيِهِ ، ثُمَّ سَارَ بِهِمْ إِلَيْكُمْ حَتَّى يَطَأَكُمْ بِهِمْ ، فَلا وَاللَّهِ مَا هَذَا لَكُمْ بِرَأْيٍ ، قَالَ أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ : وَاللَّهِ إِنَّ لِي فِيهِ لَرَأْيًا مَا أَرَاكُمْ وَقَعْتُمْ عَلَيْهِ ! ، قَالُوا : وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : أَرَى أَنْ تَأْخُذُوا مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ غُلامًا نَهْدًا جَلْدًا نَسِيبًا وَسِيطًا ، ثُمَّ تُعْطُوهُمْ شِفَارًا صَارِمَةً ، ثُمَّ يَجْتَمِعُوا فَيَضْرِبُوهُ ضَرْبَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ ، فَإِذَا قَتَلْتُمُوهُ تَفَرَّقَ دَمُهُ فِي الْقَبَائِلِ ، فَلَمْ تَدْرِ عَبْدُ مَنَافٍ بَعْدَ ذَلِكَ مَا تَصْنَعُ ، وَلَمْ يَقْوَوْا عَلَى حَرْبِ قَوْمِهِمْ ، فَإِنَّمَا أَقْصَرُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ أَنْ يَأْخُذُوا الْعَقْلَ فَتَدُونَهُ لَهُمْ ، قَالَ النَّجْدِيُّ : لِلَّهِ دَرُّ الْفَتَى هَذَا الرَّأْيُ وَإِلا فَلا شَيْءَ ، فَتَفَرَّقُوا عَلَى ذَلِكَ وَاجْتَمَعُوا لَهُ ، وَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَبَرُ ، وَأُمِرَ أَنْ لا يَنَامَ عَلَى فِرَاشِهِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ ، فَلَمْ يَبِتْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ كَانَ يَبِيتُ ، وَبَيَّتَ عَلِيًّا فِي مَضْجَعِهِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنِ إِسْحَاقَ | ابن إسحاق القرشي / توفي في :150 | صدوق مدلس |
يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ | يونس بن بكير الشيباني / توفي في :199 | صدوق حسن الحديث |
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ | أحمد بن عبد الجبار العطاردي | ضعيف الحديث |
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ | محمد بن يعقوب الأموي / ولد في :247 / توفي في :346 | ثقة حافظ |
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ | الحاكم النيسابوري / ولد في :321 / توفي في :405 | ثقة حافظ |