قَالَ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ , قَالَ : لَمَّا أَطْلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ ، وَكَانَ فِي الأُسَارَى يَوْمَ بَدْرٍ ، بَعَثَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ وَرَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ , فَقَالَ : كُونَا بِبَطْنِ يَأْجِجَ حَتَّى تَمُرَّ بِكُمَا زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَاصْحَبَاهَا حَتَّى تَقْدَمَا بِهَا ، فَخَرَجَا بَعْدَ مَخْرَجِ أَبِي الْعَاصِ , فَظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ وَعَدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا ذَلِكَ , قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : وَذَلِكَ بَعْدَ بَدْرٍ بِشَهْرٍ , قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ : فَحُدِّثْتُ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَنَّهَا قَالَتْ : " لَمَّا قَدِمَ أَبُو الْعَاصِ مَكَّةَ , قَالَ لِي : تَجَهَّزِي فَالْحَقِي بِأَبِيكِ ، فَخَرَجْتُ أَتَجَهَّزُ فَلَقِيَتْنِي هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ , فَقَالَتْ : يَا بِنْتَ مُحَمَّدٍ ، أَلَمْ يَبْلُغْنِي أَنَّكِ تُرِيدِينَ اللُّحُوقَ بِأَبِيكِ ؟ فَقُلْتُ لَهَا : مَا أَرَدْتُ ذَلِكَ ، فَقَالَتْ لَهَا : أَيْ بِنْتَ عَمٍّ ، لا تَفْعَلِي ، إِنِّي امْرَأَةٌ مُوسِرَةٌ ، وَعِنْدِي سِلَعٌ مِنْ حَاجَتِكِ ، فَإِنْ أَرَدْتِ سِلْعَةً بِعْتُكِهَا ، أَوْ قَرْضًا مِنْ نَفَقَةٍ أَقْرَضْتُكِ ، فَإِنَّهُ لا يَدْخُلُ بَيْنَ النِّسَاءِ مَا بَيْنَ الرِّجَالِ ، قَالَتْ : فَوَاللَّهِ مَا أُرَاهَا قَالَتْ ذَلِكَ إِلا لِتَفْعَلَ فَخِفْتُهَا فَكَتَمْتُهَا ، وَقُلْتُ : مَا أُرِيدُ ذَلِكَ " ، فَلَمَّا فَرَغَتْ زَيْنَبُ مِنْ جِهَازِهَا ارْتَحَلَتْ ، وَخَرَجَ بِهَا حَمُوهَا يَقُودُ بِهَا نَهَارًا كِنَانَةُ بْنُ الرَّبِيعِ ، وَتَسَامَعَ بِذَلِكَ أَهْلُ مَكَّةَ ، وَخَرَجَ فِي طَلَبِهَا هَبَّارُ بْنُ الأَسْوَدِ ، وَنَافِعُ بْنُ عَبْدِ الْقَيْسِ الْفِهْرِيُّ ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَبَقَ إِلَيْهَا هَبَّارٌ ، فَرَوَّعَهَا بِالرُّمْحِ وَهِيَ فِي هَوْدَجِهَا ، وَبَرَكَ حَمُوهَا كِنَانَةُ ، وَنَثَرَ نَبْلَهُ ثُمَّ أَخَذَ قَوْسَهُ , وَقَالَ : وَاللَّهِ لا يَدْنُو مِنِّي رَجُلٌ إِلا وَضَعْتُ فِيهِ سَهْمًا ، وَأَقْبَلَ أَبُو سُفْيَانَ فِي أَشْرَافِ قُرَيْشٍ , فَقَالَ : يَا هَذَا أَمْسِكْ عَنَّا نَبْلَكَ حَتَّى نُكَلِّمَكَ ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ أَبُو سُفْيَانَ , وَقَالَ : إِنَّكَ لَمْ تَصْنَعْ شَيْئًا خَرَجْتَ بِالْمَرْأَةِ عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ ، وَقَدْ عَرَفْتَ مُصِيبَتَنَا الَّتِي أَصَابَتْنَا بِبَدْرٍ ، فَتَظُنُّ الْعَرَبُ وَتَتَحَدَّثُ أَنَّ هَذَا وَهْنٌ مِنَّا وَضَعْفٌ خُرُوجَكَ إِلَيْهِ بِابْنَتِهِ عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِنَا ، ارْجِعْ بِالْمَرْأَةِ فَأَقِمْ بِهَا أَيَّامًا ثُمَّ سُلَّهَا سَلا رَفِيقًا فِي اللَّيْلِ فَأَلْحِقْهَا بِأَبِيهَا ، فَلَعَمْرِي مَا لَنَا بِحَبْسِهَا عَنْ أَبِيهَا حَاجَةٌ ، وَمَا لَنَا فِي ذَلِكَ مِنْ ثُؤْرَةٍ فِيمَا أَصَابَ مِنَّا , فَفَعَلَ ، فَلَمَّا مَرَّ بِهِ يَوْمَانِ أَوْ ثَلاثَةٌ سَلَّهَا فَانْطَلَقَتْ حَتَّى قَدِمَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَذَكَرُوا أَنَّهَا قَدْ كَانَتْ أَلْقَتْ لِلرَّوْعَةِ الَّتِي أَصَابَتْهَا حِينَ رَوَّعَهَا هَبَّارُ بْنُ أُمِّ دِرْهَمٍ مَا فِي بَطْنِهَا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |