فَأَمَّا الْحَدِيثُ الصَّحِيحُ الَّذِي أَخْبَرَنَاهُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْمُقْرِئُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ , قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : " عَرَضَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ فِي الْقِتَالِ وَأَنَا ابْنُ الرَّابِعَةَ عَشْرَةَ فَلَمْ يُجِزْنِي ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْخَنْدَقِ وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ فَأَجَازَنِي , فَقَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، وَعُمَرُ يَوْمَئِذٍ خَلِيفَةٌ ، فَحَدَّثْتُهُ بِهَذَا الْحَدِيثِ , فَقَالَ : إِنَّ هَذَا لَحَدٌّ بَيْنَ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ ، وَكَتَبَ إِلَى عُمَّالِهِ أَنِ افْرِضُوا لابْنِ خَمْسَ عَشْرَةَ ، وَمَا كَانَ سِوَى ذَلِكَ فَأَلْحِقُوهُ بِالْعِيَالِ , أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحِ , مِنْ حَدِيثِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , فَيُحْتَمَلُ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ قَدْ طَعَنَ فِي أَرْبَعَ عَشْرَةَ يَوْمَ أُحُدٍ فَلَمْ يُجِزْهُ فِي الْقِتَالِ حِينَ عُرِضَ عَلَيْهِ ، وَكَانَ قَدِ اسْتَكْمَلَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً وَزَادَ عَلَيْهَا عَامَ الْخَنْدَقِ ، فَأَجَازَهُ حِينَ عُرِضَ عَلَيْهِ ، إِلا أَنَّهُ نَقَلَ الْخَمْسَ عَشْرَةَ لِتَعَلُّقِ الْحُكْمِ بِهَا دُونَ الزِّيَادَةِ ، وَذَهَبَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِلَى ظَاهِرِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ الصَّحِيحَةِ ، وَحُمِلَ قَوْلُ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَلَى ظَاهِرِهِ ، وَأَنَّ أَبَا سُفْيَانَ حِينَ خَرَجَ لِمَوْعِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَعْبَانَ ثُمَّ انْصَرَفَ ، خَرَجَ مُعِدًّا لِلْقِتَالِ عَامَئِذٍ فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ سَنَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ أُحُدٍ ، وَذَلِكَ يُخَالِفُ قَوْلَ الْجَمَاعَةِ فِي قَدْرِ الْمُدَّةِ بَيْنَ بَدْرٍ الآخِرَةِ وَالْخَنْدَقِ ، فَقَدْ رُوِّينَا قَبْلَ هَذَا عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ فِي تَارِيخِ خُرُوجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَوْعِدِ أَبِي سُفْيَانَ ، أَنَّهُ كَانَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَلاثٍ ، وَالْخَنْدَقُ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ ، وَرُوِّينَا عَنْهُ فِي قِصَّةِ الْخَنْدَقِ , أَنَّهُ قَالَ : فَخَرَجَ أَبُو سُفْيَانَ فِي آخِرِ السَّنَتَيْنِ يَعْنِي : مِنْ أُحُدٍ ، وَقَدْ قَالَ فِي أُحُدٍ : إِنَّهُ كَانَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَلاثٍ ، فَيَكُونُ قَوْلُهُ فِي أُحُدٍ : سَنَةَ ثَلاثٍ مَحْمُولا عَلَى الدُّخُولِ فِي الثَّالِثَةِ قَبْلَ كَمَالِهَا ، وَقَوْلُهُ فِي بَدْرٍ الآخِرَةِ ، وَهُوَ خُرُوجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَوْعِدِ أَبِي سُفْيَانَ : سَنَةَ ثَلاثٍ ، أَيْ بَعْدَ تَمَامِ ثَلاثِ سِنِينَ وَدُخُولِ الرَّابِعَةِ ، وَقَوْلُهُ فِي الْخَنْدَقِ : سَنَةَ أَرْبَعٍ ، أَيْ بَعْدَ تَمَامِ أَرْبَعِ سِنِينَ وَالدُّخُولِ فِي الْخَامِسَةِ , هَذَا عَلَى قَوْلِ مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُبْتَدَأَ التَّارِيخِ وَقَعَ مِنْ وَقْتِ قُدُومِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ ، وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُ أَهْلِ التَّوَارِيخِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ ، فَلَمْ يَعُدُّوا مَا بَقِيَ مِنْ تِلْكَ السَّنَةِ ، وَإِنَّمَا عَدُّوا مُبْتَدَأَ التَّارِيخِ مِنَ الْمُحَرَّمِ مِنَ السَّنَةِ الْقَابِلَةِ ، فَتَكُونُ غَزْوَةُ بَدْرٍ فِي السَّنَةِ الأُولَى ، وَأُحُدٌ فِي الثَّانِيَةِ ، وَغَزْوَةُ بَدْرٍ الآخِرَةِ فِي الثَّالِثَةِ ، وَالْخَنْدَقُ فِي الرَّابِعَةِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنِ عُمَرَ | عبد الله بن عمر العدوي / توفي في :73 | صحابي |
نَافِعٍ | نافع مولى ابن عمر / توفي في :116 | ثقة ثبت مشهور |
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ | عبيد الله بن عمر العدوي / توفي في :143 | ثقة ثبت |
مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ | محمد بن عبيد الطنافسي / ولد في :124 / توفي في :204 | ثقة يحفظ |
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ | الحسن بن علي العامري | صدوق حسن الحديث |
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ | محمد بن يعقوب الأموي / ولد في :247 / توفي في :346 | ثقة حافظ |
أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْمُقْرِئُ | عبد الرحمن بن أحمد المقرئ | مجهول الحال |