أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَتَّابٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ . وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَدِّي ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ . أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الأَسْوَدِ ، عَنْ عُرْوَةَ ، قَالُوا : وَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ رَاجِعًا ، فَقَالَ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا هَذَا بِفَتْحٍ ، لَقَدْ صُدِدْنَا عَنِ الْبَيْتِ وَصُدَّ هَدْيُنَا ، وَعَكَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحُدَيْبِيَةِ ، وَرَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَرَجَا ، فَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلُ رِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِهِ : أنَّ هَذَا لَيْسَ بِفَتْحٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بِئْسَ الْكَلامُ ، هَذَا أَعْظَمُ الْفَتْحِ ، لَقَدْ رَضِيَ الْمُشْرِكُونَ أَنْ يَدْفَعُوكُمْ بِالرَّاحِ عَنْ بِلادِهِمْ ، وَيَسْأَلُونَكُمُ الْقَضِيَّةَ ، وَيَرْغَبُونَ إِلَيْكُمْ فِي الأَمَانِ ، وَقَدْ رَأَوْا مِنْكُمْ مَا كَرِهُوا ، وَقَدْ أَظْفَرَكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمْ ، وَرَدَّكُمْ سَالِمِينَ غَانِمِينَ مَأْجُورِينَ ، فَهَذَا أَعْظَمُ الْفُتُوحِ ، أَنَسِيتُمْ يَوْمَ أُحُدٍ ، إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ ، وَأَنَا أَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ ؟ أَنَسِيتُمْ يَوْمَ الأَحْزَابِ ، إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ ، وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ ، وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ ، وَتَظُنُّونُ بِاللَّهِ الظُّنُونَا ؟ " ، قَالَ الْمُسْلِمُونَ : صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، هُوَ أَعْظَمُ الْفُتُوحِ ، وَاللَّهِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، مَا فَكَّرْنَا فِيمَا فَكَّرْتَ فِيهِ ، وَلأَنْتَ أَعْلَمُ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَبِالأُمُورِ مِنَّا ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ سُورَةَ الْفَتْحِ : إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا سورة الفتح آية 1 إِلَى قَوْلِهِ : صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا سورة الفتح آية 2 ، فَبَشَّرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَغْفِرَتِهِ ، وَتَمَامِ نِعْمَتِهِ ، وَفِي طَاعَةِ مَنْ أَطَاعَ ، وَنِفَاقِ مَنْ نَافَقَ ، ثُمَّ ذَكَرَ مَا الْمُنَافِقُونَ مُعْتَلُّونَ بِهِ إِذَا أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ، وَإِنَّمَا مَنَعَهُمْ مِنَ الْخُرُوجِ مَعَهُ أَنَّهُمْ ظَنُّوا أَنْ لَنْ يَرْجِعَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا ، وَظَنُّوا السُّوءَ ، ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّهُمْ إِذَا انْطَلَقُوا إِلَى مَغَانِمَ لِيَأْخُذُوهَا ، الْتَمَسُوا الْخُرُوجَ مَعَهُمْ لِعَرَضِ الدُّنْيَا ، ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّ الْمُنَافِقِينَ سَيُدْعَونَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ يُقَاتِلُونَهُمْ ، أَوْ يُسْلِمُونَ مَا يَبْتَلِيهِمْ ، فَإِنْ أَطَاعُوا أَثَابَهُمْ عَلَى الطَّاعَةِ ، وَإِنْ تَوَلَّوْا كَفِعْلِهِمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ عَذَّبَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ، ثُمَّ ذَكَرَ مَنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ، ثُمَّ ذَكَرَ مَا أَثَابَهُمْ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الْفَتْحِ وَالْمَغَانِمِ الْكَثِيرَةِ ، وَعَجَّلَ لَهُمْ مَغَانِمَ كَثِيرَةً ، ثُمَّ ذَكَرَ نِعْمَتَهُ عَلَيْهِمْ بِكَفِّ أَيْدِي الْعَدُوِّ عَنْهُمْ ، ثُمَّ بَشَّرَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ أَنَّهُ قَدْ أَحَاطَ بِهَا ، ثُمَّ ذَكَرَ أَنْ : وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الأَدْبَارَ ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا سورة الفتح آية 22 ، وَلأُعْطِيَنَّكُمُ النَّصْرَ وَالظَّفَرَ عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ ذَكَرَ الْمُشْرِكِينَ وَصَدَّهُمُ الْمُسْلِمِينَ عَنِ الْبَيْتِ الْحَرَامِ ، وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ ، وَأَخْبَرَ أَنْ : وَلَوْلا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ سورة الفتح آية 25 لَوْ كَانَ قِتَالٌ ، ثُمَّ قَالَ : لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا سورة الفتح آية 25 ، ثُمَّ ذَكَرَ الْحَمِيَّةَ الَّتِي جَعَلَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ حِينَ أَبَوْا أَنْ يُقِرُّوا لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِاسْمِهِ ، وَلِلرَّسُولِ بِاسْمِهِ ، وَذَكَرَ الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ مِنَ السَّكِينَةِ حَتَّى لا يَحْمُوا كَمَا حَمِيَ الْمُشْرِكُونَ لِوَقْعِ الْقِتَالِ ، فَيَكُونَ فِيهِ مَعَرَّةٌ ، ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّهُ قَدْ صَدَقَ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ : لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ سورة الفتح آية 27 إِلَى فَتْحًا قَرِيبًا سورة الفتح آية 27 ، هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي الأَسْوَدِ ، عَنْ عُرْوَةَ ، وَحَدِيثُ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ بِمَعْنَاهُ ، قَالَ : وَالْفَتْحُ الْقَرِيبُ الَّذِي أَعْطَاهُ اللَّهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الظَّفَرِ عَلَى عَدُوِّهِ فِي الْقَضِيَّةِ الَّتِي قَاضَاهُمْ عَلَيْهَا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ ، عَلَى أَنَّهُ يَرْجِعُ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ الَّذِي صُدَّ فِيهِ آمِنًا هُوَ فِي أَصْحَابِهِ ، وَيَقُولُ نَاسٌ : الْفَتْحُ الْقَرِيبُ خَيْبَرُ وَمَا ذُكِرَ فِيهَا ، وَقَدْ سَمَّى اللَّهُ فَتْحَ خَيْبَرَ فِي آيَةٍ أُخْرَى فَتْحًا قَرِيبًا ، قَالَ : فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا سورة الفتح آية 18 ، فَكَانَ الصُّلْحُ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ قُرَيْشٍ سَنَتَيْنِ ، يَأْمَنُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، وَحَدِيثُ عُرْوَةَ بِمَعْنَاهُ وَقَولُهُمَا : " سَنَتَيْنِ " ، يُرِيدَانِ بَقَاءَهُ ، حَتَّى نَقْضَ الْمُشْرِكُونَ عَهْدَهُمْ ، وَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ لِفَتْحِ مَكَّةَ ، فَأَمَّا الْمُدَّةُ الَّتِي وَقَعَ عَلَيْهَا عَقْدُ الصُّلْحِ ، فَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ الْمَحْفُوظُ مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ وَهِيَ عَشْرُ سِنِينَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُرْوَةَ | عروة بن الزبير الأسدي / توفي في :94 | ثقة فقيه مشهور |
أَبُو الأَسْوَدِ | محمد بن عبد الرحمن الأسدي / توفي في :131 | ثقة |
ابْنُ لَهِيعَةَ | عبد الله بن لهيعة الحضرمي / ولد في :97 / توفي في :174 | ضعيف الحديث |
أَبِي | عمرو بن خالد الحراني / توفي في :229 | ثقة |
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ | محمد بن عمرو الحراني / توفي في :292 | مجهول الحال |
أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ | محمد بن عمرو الرزاز / ولد في :251 / توفي في :339 | ثقة ثبت |
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ | الحاكم النيسابوري / ولد في :321 / توفي في :405 | ثقة حافظ |
ابْنِ شِهَابٍ | محمد بن شهاب الزهري / ولد في :52 / توفي في :124 | الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه |
مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ | موسى بن عقبة القرشي / توفي في :141 | ثقة فقيه إمام في المغازي |
مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ | محمد بن فليح الأسلمي / توفي في :197 | صدوق يهم |
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ | إبراهيم بن المنذر الحزامي | صدوق حسن الحديث |
جَدِّي | الفضل بن محمد البيهقي / توفي في :282 | صدوق شيعي |
إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ | إسماعيل بن محمد النيسابوري | صدوق حسن الحديث |
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ | الحاكم النيسابوري / ولد في :321 / توفي في :405 | ثقة حافظ |
مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ | موسى بن عقبة القرشي / توفي في :141 | ثقة فقيه إمام في المغازي |
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ | إسماعيل بن إبراهيم القرشي | ثقة |
ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ | إسماعيل بن أبي أويس الأصبحي | صدوق يخطئ |
الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ | القاسم بن عبد الله الجوهري / توفي في :275 | ثقة مأمون |
أَبُو بَكْرِ بْنُ عَتَّابٍ | محمد بن عبد الله العبدي / ولد في :266 / توفي في :344 | ثقة |
أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ | محمد بن الحسين المتوثي / ولد في :335 / توفي في :415 | ثقة |