قَالَ قَالَ عَاصِمٌ , وَأَخْبَرَنِي رِجَالٌ مِنْ قَوْمِي أَنَّ رَجُلا مِنَ الْمُنَافِقِينَ كَانَ مَعْرُوفًا نِفَاقُهُ كَانَ يَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ سَارَ ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ بِالْحَجَرِ مَا كَانَ وَدُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ دَعَا ، فَأَرْسَلَ اللَّهُ السَّحَابَةَ فَأَمْطَرَتْ حَتَّى ارْتَوَى النَّاسُ ، فَأَقْبَلْنَا عَلَيْهِ ، فَقُلْنَا : وَيْحَكَ ، هَلْ بَعْدَ هَذَا مِنْ شَيْءٍ ؟ قَالَ : سَحَابَةٌ مَارَّةٌ , ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَارَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ ضَلَّتْ نَاقَتُهُ فَخَرَجَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ فِي طَلَبِهَا ، وَعِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمَارَةُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْصَارِيُّ ، وَكَانَ فِي رَحْلِهِ زَيْدٌ ، وَكَانَ مُنَافِقًا ، فَقَالَ زَيْدٌ : لَيْسَ مُحَمَّدٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ وَيخْبِرُكُمْ خَبَرَ السَّمَاءِ وَهُوَ لا يَدْرِي أَمْرَ نَاقَتِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعُمَارَةُ بْنُ حَزْمٍ عِنْدَهُ : " إِنَّ رَجُلا قَالَ : هَذَا مُحَمَّدٌ يخْبِرُكُمْ أَنَّهُ نَبِيٌّ وَيخْبِرُكُمْ بِأَمْرِ السَّمَاءِ ، وَهُوَ لا يَدْرِي أَيْنَ نَاقَتُهُ ، وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ إِلا مَا عَلَّمَنِيَ اللَّهُ ، وَقَدْ دَلَّنِي اللَّهُ عَلَيْهَا ، هِيَ فِي الْوَادِي قَدْ حَبَسَتْهَا الشَّجَرَةُ بِزِمَامِهَا " فَانْطَلَقُوا فَجَاءُوا بِهَا ، فَرَجَعَ عُمَارَةُ إِلَى رَحْلِهِ ، فَحَدَّثَهُمْ عَمَّا جَاءَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خَبَرِ الرَّجُلِ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ فِي رَحْلِ عُمَارَةَ : إِنَّمَا قَالَ زَيْدٌ وَاللَّهِ هَذِهِ الْمَقَالَةَ قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ ، فَأَقْبَلَ عُمَارَةُ عَلَى زَيْدٍ يَجَأُ فِي عُنُقِهِ ، وَيَقُولُ : إِنَّ فِيَ رَحْلِي لَدَاهِيَةٌ وَمَا أَدْرِي ، اخْرُجْ عَنِّي يَا عَدُوَّ اللَّهِ فَلا تَصْحَبْنِي ، فَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ : إِنَّ زَيْدًا تَابَ ، وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ : لَمْ يَزَلْ مُصِرًّا حَتَّى هَلَكَ , وَرُوِّينَا فِي قِصَّةِ الرَّاحِلَةِ شَبِيهًا بِهَذِهِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ مَوْصُولا .