أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرُو بْنُ مَطَرٍ ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْمُسْتَفَاضِ الْفِرْيَابِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو وَهْبٍ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسَرِّحٍ الْجِرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ الْقُرَشِيُّ الْحَرَّانِيُّ ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيِّ ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي مَشْجَعَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ ، عَنِ ابْنِ زَمْلٍ الْجُهَنِيِّ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ قَالَ وَهُوَ ثَانٍ رِجْلَيْهِ : سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا سَبْعِينَ مَرَّةً ، ثُمَّ يَقُولُ : سَبْعِينَ بِسَبْعِ مِائَةٍ لا خَيْرَ لِمَنْ كَانَتْ ذُنُوبُهُ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِ مِائَةٍ ، ثُمَّ يَقُولُ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ ، ثُمَّ يَسْتَقْبِلُ النَّاسَ بِوَجْهِهِ وَكَانَ تُعْجِبُهُ الرُّؤْيَا ، ثُمَّ يَقُولُ : هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ شَيْئًا ؟ ، قَالَ ابْنُ زَمْلٍ : فَقُلْتُ : أَنَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، قَالَ : خَيْرٌ تُلَقَّاهُ وَشَرٌّ تُوَقَّاهُ ، وَخَيْرٌ لَنَا وَشَرٌّ عَلَى أَعْدَائِنَا ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ اقْصُصْ رُؤْيَاكَ ، فَقُلْتُ : رَأَيْتُ جَمِيعَ النَّاسِ عَلَى طَرِيقٍ رَحْبٍ سَهْلٍ لاحِبٍ , وَالنَّاسُ عَلَى الْجَادَّةِ مُنْطَلِقِينَ , فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ أَشْفَى ذَلِكَ الطَّرِيقُ عَلَى مَرْجٍ لَمْ تَرَ عَيْنِي مِثْلَهُ يَرِفُّ رَفِيفًا يَقْطُرُ مَاؤُهُ مِنْ أَنْوَاعِ الْكَلأِ ، قَالَ : فَكَأَنِّي بِالرَّعْلَةِ الأُولَى حِينَ أَشْفَوْا عَلَى الْمَرْجِ كَبَّرُوا ، ثُمَّ أَكَبُّوا رَوَاحِلَهُمْ فِي الطَّرِيقِ فَلَمْ يَظْلِمُوهُ يَمِينًا وَلا شِمَالا ، قَالَ : فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ مُنْطَلِقِينَ ، ثُمَّ جَاءَتِ الرَّعْلَةُ الثَّانِيَةُ وَهُمْ أَكْثَرُ مِنْهُمْ أَضْعَافًا ، فَلَمَّا أَشْفَوْا عَلَى الْمَرْجِ كَبَّرُوا ، ثُمَّ أَكَبُّوا رَوَاحِلَهُمْ فِي الطَّرِيقِ مِنْهُمُ الْمُرْتِعُ , وَمِنْهُمُ الآخِذُ الضِّغْثَ وَمَضَوْا عَلَى ذَلِكَ ، قَالَ : ثُمَّ قَدِمَ عُظْمُ النَّاسِ ، فَلَمَّا أَشْفَوْا عَلَى الْمَرْجِ كَبَّرُوا ، وَقَالُوا : هَذَا خَيْرُ الْمَنْزِلِ , فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَمِيلُونَ يَمِينًا وَشِمَالا ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ لَزِمْتُ الطَّرِيقَ حَتَّى أُتِيَ أَقْصَى الْمَرْجِ ، فَإِذَا أَنَا بِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَى مِنْبَرٍ فِيهِ سَبْعُ دَرَجَاتٍ , وَأَنْتَ فِي أَعْلاهَا دَرَجَةً , وَإِذْ عَنْ يَمِينِكَ رَجُلٌ آدَمُ شَعْثٌ أَقْنَى ، إِذَا هُوَ تَكَلَّمَ يَسْمُو فَيَفْرَعُ الرِّجَالَ طُولا , وَإِذَا عَنْ يَسَارِهِ رَجُلٌ رَبْعَةٌ تَارٌّ أَحْمَرُ كَثِيرُ خِيلانِ الْوَجْهِ كَأَنَّمَا حُمِّمَ شَعْرُهُ بِالْمَاءِ , إِذَا هُوَ تَكَلَّمَ أَصْغَيتُمْ لَهُ إِكْرَامًا لَهُ , وَإِذَا أَمَامَكُمْ رَجُلٌ شَيْخٌ أَشْبَهُ النَّاسِ بِكَ خَلْقًا وَوَجْهًا , كُلُّكُمْ تَؤُمُّونَهُ تُرِيدُونَهُ وَإِذَا أَمَامَ ذَلِكَ نَاقَةٌ عَجْفَاءُ شَارِفٌ , وَإِذَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّكَ تَبْعَثُهَا ، قَالَ : فَانْتَقَعَ لَوْنُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعَةً ، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَمَّا مَا رَأَيْتَ مِنَ الطَّرِيقِ السَّهْلِ الرَّحْبِ اللاحِبِ فَذَاكَ مَا حَمَلْتُكُمْ عَلَيْهِ مِنَ الْهُدَى ، وَأَنْتُمْ عَلَيْهِ ، وَأَمَّا الْمَرْجُ الَّذِي رَأَيْتَ فَالدُّنْيَا وَغَضَارَةُ عَيْشِهَا , مَضَيْتُ أَنَا وَأَصْحَابِي لَمْ نَتَعَلَّقْ مِنْهَا وَلَمْ تَتَعَلَّقْ مِنَّا ، وَلَمْ نُرِدْهَا ، وَلَمْ تُرِدْنَا , ثُمَّ جَاءَتِ الرَّعْلَةُ الثَّانِيَةُ مِنْ بَعْدِنَا وَهُمْ أَكْثَرُ مِنَّا أَضْعَافًا فَمِنْهُمُ الْمُرْتِعُ , وَمِنْهُمُ الآخِذُ الضِّغْثَ وَلَجُّوا عَلَى ذَلِكَ , ثُمَّ جَاءَ عُظْمُ النَّاسِ فَمَالُوا فِي الْمَرْجِ يَمِينًا وَشِمَالا , فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، وَأَمَّا أَنْتَ فَمَضَيْتَ عَلَى طَرِيقَةٍ صَالِحَةٍ , فَلَنْ تَزَالَ عَلَيْهَا حَتَّى تَلْقَانِي , وَأَمَّا الْمِنْبَرُ الَّذِي فِيهِ سَبْعُ دَرَجَاتٍ وَأَنَا فِي أَعْلاهَا دَرَجَةً فَالدُّنْيَا سَبْعَةُ آلافِ سَنَةٍ أَنَا فِي آخِرِهَا أَلْفًا , وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي رَأَيْتَ عَلَى يَمِينِي الآدَمُ الشَّعْثُ فَذَلِكَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ إِذَا تَكَلَّمَ يَعْلُو الرِّجَالَ بِفَضْلِ كَلامِ اللَّهِ إِيَّاهُ , وَالَّذِي رَأَيْتَ مِنَ التَّارِّ الرَّبْعَةِ الْكَثِيرِ خِيلانِ الْوَجْهِ , كَأَنَّمَا حُمِّمَ شَعْرُهُ بِالْمَاءِ , فَذَاكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ نُكْرِمُهُ لإِكْرَامِ اللَّهِ إِيَّاهُ , أَمَا الشَّيْخُ الَّذِي رَأَيْتَ أَشْبَهَ النَّاسِ بِي خَلْقًا وَوَجْهًا فَذَلِكَ أَبُونَا إِبْرَاهِيمُ كُلُّنَا نَؤُمُّهُ وَنَقْتَدِي بِهِ , وَأَمَّا النَّاقَةُ الَّتِي رَأَيْتَ وَرَأَيْتَنِي أَبْعَثُهَا فَهِيَ السَّاعَةُ عَلَيْنَا تَقُومُ لا نَبِيَّ بَعْدِي وَلا أُمَّةَ بَعْدَ أُمَّتِي " ، قَالَ : فَمَا سَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رُؤْيَا بَعْدَ هَذَا إِلا أَنْ يَجِيءَ الرَّجُلُ فَيُحَدِّثَهُ بِهَا مُتَبَرِّعًا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنِ زَمْلٍ الْجُهَنِيِّ | ابن زمل الجهني | صحابي |
أَبِي مَشْجَعَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ | أبو مشجعة بن ربعي الجهني | مقبول |
مَسْلَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيِّ | مسلمة بن عبد الله الجهني | مقبول |
سُلَيْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ الْقُرَشِيُّ الْحَرَّانِيُّ | سليمان بن عطاء القرشي | متروك الحديث |
أَبُو وَهْبٍ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسَرِّحٍ الْجِرَانِيُّ | وليد بن عبد الملك الحراني / ولد في :154 / توفي في :240 | صدوق حسن الحديث |
جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْمُسْتَفَاضِ الْفِرْيَابِيُّ | جعفر بن محمد الفريابي | ثقة حافظ حجة |
أَبُو عَمْرُو بْنُ مَطَرٍ | محمد بن جعفر المزكي / ولد في :265 / توفي في :360 | ثقة |
أَبُو نَصْرٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ | عمر بن عبد العزيز | مجهول الحال |