أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الأَصْبَهَانِيُّ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَلَفٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، قَالَ : وَأَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ رَجُلا أَخْبَرَهُ ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيِّهَانِ : أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، خَرَجَ فَإِذَا هُوَ بِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ ، فَعَمَدَ نَحْوَهُ فَوَقَفَ فَسَلَّمَ ، فَرَدَّ عُمَرُ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ : مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ ؟ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : بَلْ أَنْتَ مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ ؟ قَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ : إِنِّي سَأَلْتُكَ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَنِي ، فَقَالَ عُمَرُ : أَخْرَجَنِي الْجُوعُ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَأَنَا أَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكَ ، فَجَلَسَا يَتَحَدَّثَانِ ، فَطَلَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَعَمَدَ نَحْوَهُمَا حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِمَا ، فَسَلَّمَ ، فَرَدَّا عَلَيْهِ السَّلامَ ، فَقَالَ : " مَا أَخْرَجَكُمَا هَذِهِ السَّاعَةَ ؟ " فَنَظَرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَى صَاحِبِهِ ، لَيْسَ مِنْهُمَا وَاحِدٌ إِلا وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُخْبِرَ صَاحِبُهُ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، خَرَجَ قَبْلِي وَخَرَجْتُ بَعْدَهُ ، فَسَأَلْتُهُ : مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ ؟ فَقَالَ : بَلْ أَنْتَ مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ ؟ فَقُلْتُ : إِنِّي سَأَلْتُكَ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَنِي ، فَقَالَ : أَخْرَجَنِي الْجُوعُ ، فَقُلْتُ لَهُ : أَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَأَنَا ، فَأَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكُمَا " ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، " تَعْلَمَانِ مِنْ أَحَدٍ نَضِيفُهُ الْيَوْمَ ؟ " قَالا : نَعَمْ ، أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ ، لَهُ أَعْذُقٌ وَجَدْيٌ ، إِنْ جِئْنَاهُ نَجِدْ عِنْدَهُ فَضْلَ تَمْرٍ . فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَصَاحِبَاهُ حَتَّى دَخَلُوا الْحَائِطَ ، فَسَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَمِعَتْ أُمُّ الْهَيْثَمِ تَسْلِيمَهُ فَفَدَّتْ بِالأَبِ وَالأُمِّ ، وَأَخْرَجَتْ حِلْسًا لَهَا مِنْ شَعَرٍ فَجَلَسُوا عَلَيْهِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فَأَيْنَ أَبُو الْهَيْثَمِ ؟ " ، فَقَالَتْ : ذَاكَ ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا مِنَ الْمَاءِ . وَطَلَعَ أَبُو الْهَيْثَمِ بِالْقِرْبَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ ، فَلَمَّا أَنْ رَأَى وَضَحَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ ظَهْرَانَيِ النَّخْلِ ، أَسْنَدَهَا إِلَى جِذْعٍ ، وَأَقْبَلَ يُفَدِّي بِالأَبِ وَالأُمِّ . فَلَمَّا رَآهُمْ عَرَفَ الَّذِي بِهِمْ ، فَقَالَ لأُمِّ الْهَيْثَمِ : هَلْ أَطْعَمْتِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَصَاحِبَيْهِ شَيْئًا ؟ فَقَالَتْ : إِنَّمَا جَلَسَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّاعَةَ ، قَالَ : فَمَا عِنْدَكِ ؟ قَالَتْ : عِنْدِي حَبَّاتٌ مِنْ شَعِيرٍ ، قَالَ : كَرْكِرِيهَا وَاعْجِنِي وَاخْبِزِي إِذْ لَمْ يَكُونُوا يَعْرِفُونَ الْخَمِيرَ ، قَالَ : وَأَخَذَ الشَّفْرَةَ ، فَرَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُوَلِّيًا ، فَقَالَ : " إِيَّاكَ وَذَاتِ الدَّرِّ " ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّمَا أُرِيدُ عُنَيِّقًا فِي الْغَنَمِ ، فَذَبَحَ وَنَصَبَ ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ جَاءَ بِذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَكَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَصَاحِبَاهُ فَشَبِعُوا ، لا عَهْدَ لَهُمْ بِمِثْلِهَا ، فَمَا مَكَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا يَسِيرًا حَتَّى أُتِيَ بِأَسِيرٍ مِنَ الْيَمَنِ ، فَجَاءَتْهُ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ابْنَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، تَشْكُو إِلَيْهِ الْعَمَلَ وَتُرِيهُ يَدَهَا وَتَسْأَلُهُ إِيَّاهُ ، قَالَ : " لا ، وَلَكِنْ أُعْطِيهِ أَبَا الْهَيْثَمِ ، فَقَدْ رَأَيْتُهُ وَمَا لَقِيَ هُوَ وَمُرَيَّتُهُ يَوْمَ ضِفْنَاهُمْ " . فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ وَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ ، فَقَالَ : " خُذْ هَذَا الْغُلامَ يُعِينُكَ عَلَى حَائِطِكَ ، وَاسْتَوْصِ بِهِ خَيْرًا " ، فَقَالَ : فَمَكَثَ عِنْدَ أَبِي الْهَيْثَمِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثَ ، فَقَالَ : لَقَدْ كُنْتُ مُشْتَغِلا أَنَا وَصَاحِبَتِي بِحَائِطِنَا ، فَاذْهَبْ فَلا رَبَّ لَكَ إِلا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فَخَرَجَ ذَلِكَ الْغُلامُ إِلَى الشَّامِ وَرُزِقَ فِيهَا . رَوَاهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ زُهَيْرٍ ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ : هُوَ عِلْمِي : بَشِيرُ بْنُ سَلْمَانَ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيِّهَانِ | مالك بن التيهان الأنصاري | صحابي |
رَجُلا | اسم مبهم | |
أَبِيهِ | سلمة بن دينار الأعرج | ثقة |
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ | عبد العزيز بن أبي حازم المخزومي / ولد في :102 / توفي في :184 | ثقة |
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ | إبراهيم بن محمد الشافعي | ثقة |
أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ | عبد الله بن أحمد التميمي / توفي في :279 | صدوق حسن الحديث |
أَبُو سَعِيدٍ | محمد بن موسى بن شاذان / توفي في :421 | ثقة |
عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ | عبد العزيز بن أبي حازم المخزومي / ولد في :102 / توفي في :184 | ثقة |
الْقَعْنَبِيُّ | عبد الله بن مسلمة الحارثي / توفي في :221 | ثقة |
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَلَفٍ | عبد الرحمن بن خلف الضبي / توفي في :279 | صدوق حسن الحديث |
أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِيِّ | أحمد بن محمد العنزي | ثقة حافظ |
أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الأَصْبَهَانِيُّ | عبد الله بن يوسف الأصبهاني / ولد في :315 / توفي في :409 | ثقة |