أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ رَحِمَهُ اللَّهُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ : " فَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِظْهَارَ دِينِهِ ، وَإِعْزَازَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنْجَازَ مَوْعِدِهِ لَهُ ، خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَوْسِمِ الَّذِي لَقِيَهُ فِيهِ النَّفَرُ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَعَرَضَ نَفْسَهُ عَلَى قَبَائِلِ الْعَرَبِ ، كَمَا كَانَ يَصْنَعُ كُلَّ مَوْسِمٍ ، فَبَيْنَمَا هُوَ عِنْدَ الْعَقَبَةِ لَقِيَ رَهْطًا مِنَ الْخَزْرَجِ أَرَادَ اللَّهُ بِهِمْ خَيْرًا " ، قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، عَنْ أَشْيَاخٍ مِنْ قَوْمِهِ ، قَالُوا : لَمَّا لَقِيَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ لَهُمْ : مِمَّنْ أَنْتُمْ ؟ قَالُوا : نَفَرٌ مِنَ الْخَزْرَجِ ، قَالَ : أَمِنْ مَوَالِي يَهُودَ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : أَفَلا تَجْلِسُونَ أُكَلِّمْكُمْ ؟ قَالُوا : بَلَى ، قَالَ : فَجَلَسُوا مَعَهُ ، فَدَعَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَرَضَ عَلَيْهِمُ الإِسْلامَ ، وَتَلا عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ ، وَكَانَ مِمَّا صَنَعَ اللَّهُ لَهُمْ فِي الإِسْلامِ أَنَّ يَهُودَ كَانُوا مَعَهُمْ بِبِلادِهِمْ ، وَكَانُوا أَهْلَ كِتَابٍ وَعِلْمٍ ، وَكَانَتِ الأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ أَهْلَ شِرْكٍ وَأَصْحَابَ أَوْثَانٍ ، فَكَانُوا إِذَا كَانَ بَيْنَهُمْ شَيْءٌ ، قَالَتِ الْيَهُودُ : إِنَّ نَبِيًّا مَبْعُوثٌ الآنَ قَدْ أَظَلَّ زَمَانُهُ نَتَّبِعُهُ فَنَقْتُلُكُمْ مَعَهُ قَتْلَ عَادٍ وَإِرَمَ ، فَلَمَّا كَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُولَئِكَ النَّفَرَ وَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : يَا قَوْمِ ، اعْلَمُوا وَاللَّهِ أَنَّ هَذَا النَّبِيَّ الَّذِي تَوَعَّدَكُمْ بِهِ يَهُودُ فَلا تَسْبِقَنَّكُمْ إِلَيْهِ ، فَأَجَابُوهُ لَمَّا دَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَقَبِلُوا مِنْهُ مَا عَرَضَ عَلَيْهِمْ مِنَ الإِسْلامِ ، وَقَالُوا لَهُ : إِنَّا قَدْ تَرَكْنَا قَوْمَنَا ، وَلا قَوْمٌ بَيْنَهُمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ وَالشَّرِّ مَا بَيْنَهُمْ ، وَعَسَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَجْمَعَهُمُ اللَّهُ بِكَ وَسَنَقْدَمُ عَلَيْهِمْ ، فَنَدْعُوهُمْ إِلَى أَمْرِكَ ، وَنَعْرِضُ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَجَبْنَاكَ إِلَيْهِ مِنْ هَذَا الدِّينِ ، فَإِنْ يَجْمَعْهُمُ اللَّهُ عَلَيْكَ فَلا رَجُلَ أَعَزُّ مِنْكَ ، ثُمَّ انْصَرَفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاجِعِينَ إِلَى بِلادِهِمْ قَدْ آمَنُوا وَصَدَّقُوا وَهُمْ فِيمَا يَزْعُمُونَ سِتَّةُ نَفَرٍ مِنَ الْخَزْرَجِ مِنْهُمْ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ : أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ ، وَهُوَ أَبُو أُمَامَةَ ، وَعَوْفُ بْنُ مَالِكِ بْنِ رِفَاعَةَ ، وَرَافِعُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلانِ ، وَقُطْبَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ حَدِيدَةَ ، وَعُقْبَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ زِيَادِ ، وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، وَذَكَرَ أَنْسَابَهُمْ إِلا أَنِّي اخْتَصَرْتُهَا ، قَالَ : فَلَمَّا قَدِمُوا الْمَدِينَةَ إِلَى قَوْمِهِمْ ذَكَرُوا لَهُمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَدَعَوْهُمْ إِلَى الإِسْلامِ حَتَّى فَشَا فِيهِمْ ، فَلَمْ يَبْقَ دَارٌ مِنْ دُورِ الأَنْصَارِ إِلا وَفِيهَا ذِكْرٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ أَتَى الْمَوْسِمَ اثْنَا عَشَرَ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ ، فَلَقَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْعَقَبَةِ ، وَهِيَ الْعَقَبَةُ الأُولَى ، فَبَايَعُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَيْعَةِ النِّسَاءِ ، قَبْلَ أَنْ تُفْتَرَضَ الْحَرْبُ ، مِنْهُمْ : أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ ، وَعَوْفٌ وَمُعَاذٌ ابْنَا الْحَارِثِ ، وَرَافِعُ بْنُ مَالِكِ ، وَذَكْوَانُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ ، وَعُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ ، وَيَزِيدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ ، وَعَبَّاسُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ ، وَعُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ ، وَقُطْبَةُ بْنُ عَامِرٍ ، وَأَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ ، وَعُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ حَلِيفَانِ لَهُمْ " ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ الإِسْفَرَايِينِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ أَنَّهُ بَيْنَمَا نَفَرٌ مِنْهُمْ قَدْ رَمَوَا الْجَمْرَةَ ، ثُمَّ انْصَرَفُوا عَنْهَا اعْتَرَضَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : مِمَّنْ أَنْتُمْ ؟ قَالُوا : مِنَ الْخَزْرَجِ ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِمَعْنَى رِوَايَةِ يُونُسَ ، إِلا أَنَّهُ عَدَّ فِي السِّتَّةِ عَوْفَ ابْنَ عَفْرَاءَ ، وَمُعَاذَ ابْنَ عَفْرَاءَ بَدَلا مِنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ ، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
رَجُلٌ | اسم مبهم | |
عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ | عاصم بن عمر الأنصاري | ثقة |
أَشْيَاخٍ | اسم مبهم | |
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ | ابن إسحاق القرشي / توفي في :150 | صدوق مدلس |
أَبِي | جرير بن حازم الأزدي | ثقة |
عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ | عاصم بن عمر الأنصاري | ثقة |
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ | ابن إسحاق القرشي / توفي في :150 | صدوق مدلس |
وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ | وهب بن جرير الأزدي / توفي في :206 | ثقة |
نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ | نصر بن علي الأزدي / توفي في :250 | ثقة ثبت |
يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ | يونس بن بكير الشيباني / توفي في :199 | صدوق حسن الحديث |
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ | أحمد بن عبد الجبار العطاردي | ضعيف الحديث |
يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي | يوسف بن يعقوب القاضي / توفي في :297 | ثقة |
الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ | الحسن بن محمد الأزهري | ثقة |
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ | محمد بن يعقوب الأموي / ولد في :247 / توفي في :346 | ثقة حافظ |
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ | الحاكم النيسابوري / ولد في :321 / توفي في :405 | ثقة حافظ |
أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ الإِسْفَرَايِينِيُّ | علي بن محمد المقرئ / توفي في :420 | صدوق حسن الحديث |