باب ذكر مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم والايات التي ظهرت عند ولادته وقبلها وبعدها


تفسير

رقم الحديث : 40

أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ : وَكَانَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ ، فِيمَا يَذْكُرُونَ ، قَدْ نَذَرَ حِينَ لَقِيَ مِنْ قُرَيْشٍ عِنْدَ حَفْرِ زَمْزَمَ مَا لَقِيَ لَئِنْ وُلِدَ لَهُ عَشَرَةُ نَفَرٍ ، ثُمَّ بَلَغُوا مَعَهُ حَتَّى يَمْنَعُوهُ لَيَنْحَرَنَّ أَحَدَهُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَ الْكَعْبَةِ ، فَلَمَّا تَوَافَى بَنُوهُ عَشَرَةً : الْحَارِثُ ، وَالزُّبَيْرُ ، وَحَجْلٌ ، وَضِرَارٌ ، وَالْمُقَوَّمُ ، وَأَبُو لَهَبٍ ، وَالْعَبَّاسُ ، وَحَمْزَةُ ، وَأَبُو طَالِبٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ ، وَعَرَفَ أَنَّهُمْ سَيَمْنَعُونَهُ جَمَعَهُمْ ، ثُمَّ أَخْبَرَهُمْ بِنَذْرِهِ الَّذِي نَذَرَ ، وَدَعَاهُمْ إِلَى الْوَفَاءِ لِلَّهِ تَعَالَى بِذَلِكَ ، فَأَطَاعُوا لَهُ ، وَقَالُوا : كَيْفَ نَصْنَعُ ؟ قَالَ : يَأْخُذُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ قِدْحًا ، فَيَكْتُبُ فِيهِ اسْمَهُ ، ثُمَّ تَأْتُونِي ، فَفَعَلُوا ثُمَّ أَتَوْهُ ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ فِي دُخُولِهِ عَلَى هُبَلَ عَظِيمِ أَصْنَامِهِمْ ، قَالَ : وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، أَبُو رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْغَرَ بَنِي أَبِيهِ ، وَكَانَ هُوَ وَالزُّبَيْرُ وَأَبُو طَالِبٍ لِفَاطِمَةَ بِنْتِ عَمْرِو بْنِ عَائِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ ، وَكَانَ فِيمَا يَزْعُمُونَ أَحَبَّ وَلَدِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِلَيْهِ ، فَلَمَّا أَخَذَ صَاحِبُ الْقِدَاحِ الْقِدْحَ لِيَضْرِبَ بِهَا ، قَامَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ عِنْدَ هُبَلَ ، يَدْعُو : أَلا يَخْرُجَ الْقِدْحُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ ، فَخَرَجَ الْقِدْحُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ ، فَأَخَذَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بِيَدِهِ ، وَأَخَذَ الشِّفْرَةَ ، ثُمَّ أَقْبَلَ بِهِ إِلَى إِسَافٍ وَنَائِلَةَ الْوَثَنَيْنِ اللَّذَيْنِ تَنْحَرُ قُرَيْشٌ عِنْدَهُمَا ذَبَائِحَهُمْ لِيَذْبَحَهُ ، فَقَامَتْ إِلَيْهِ قُرَيْشٌ مِنْ أَنْدِيَتِهَا ، فَقَالُوا : مَاذَا تُرِيدُ يَا عَبْدَ الْمُطَّلِبِ ؟ قَالَ : أَذْبَحُهُ ، قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : وَذَكَرُوا أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ اجْتَرَّهُ مِنْ تَحْتِ رِجْلِ أَبِيهِ حَتَّى خَدَشَ وَجْهَ عَبْدِ اللَّهِ خَدْشًا لَمْ يَزَلْ فِي وَجْهِهِ حَتَّى مَاتَ ، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ وَبَنُوهُ : وَاللَّهِ لا تَذْبَحُهُ أَبَدًا وَنَحْنُ أَحْيَاءٌ حَتَّى نُعْذَرَ فِيهِ ، وَلَئِنْ فَعَلْتَ هَذَا لا يَزَالُ رَجُلٌ مِنَّا يَأْتِي بِابْنِهِ حَتَّى يَذْبَحُهُ ، فَمَا بَقَاءُ النَّاسِ عَلَى ذَلِكَ ؟ ! وَقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ابْنَ أُخْتِ الْقَوْمِ : وَاللَّهِ لا تَذْبَحُهُ أَبَدًا حَتَّى نُعْذَرَ فِيهِ ، فَإِنْ كَانَ فِدَاءً فَدَيْنَاهُ بِأَمْوَالِنَا ، وَذَكَرَ أَشْعَارَهُمْ فِي ذَلِكَ ، إِلَى أَنْ قَالَ : فَقَالَتْ لَهُ قُرَيْشٌ وَبَنُوهُ : لا تَفْعَلْ ، وَانْطَلِقْ إِلَى الْحِجَازِ ، فَإِنِّ بِهِ عَرَّافَةً ، يُقَالُ لَهَا : سَجَاحُ ، لَهَا تَابِعٌ ، فَسَلْهَا ، ثُمَّ أَنْتَ عَلَى رَأْسِ أَمْرِكَ ، فَقَالَ : نَعَمْ ، فَانْطَلَقُوا حَتَّى جَاءُوهَا ، وَهِيَ فِيمَا يَزْعُمُونَ بِخَيْبَرَ ، فَسَأَلُوهَا ، فَقَالَتِ : ارْجِعُوا عَنِّي الْيَوْمَ حَتَّى يَأْتِيَنِي تَابِعِي ، فَأَسْأَلَهُ ، فَخَرَجَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ يَدْعُو اللَّهَ ، قَالَ : ثُمَّ غَدَوْا إِلَيْهَا ، فَقَالَتْ : نَعَمْ ، قَدْ جَاءَنِي تَابِعِي بِالْخَبَرِ ، فَكَمِ الدِّيَةُ فِيكُمْ ؟ فَقَالُوا : عَشَرَةٌ مِنَ الإِبِلِ وَكَانَتْ كَذَلِكَ ، قَالَتْ : فَارْجِعُوا إِلَى بِلادِكُمْ ، فَقَدِّمُوا صَاحِبَكُمْ ، وَقَدِّمُوا عَشْرًا مِنَ الإِبِلِ ، ثُمَّ اضْرِبُوا عَلَيْهَا بِالْقِدَاحِ ، فَإِنْ خَرَجَتِ الْقِدَاحُ عَلَى صَاحِبِكُمْ ، فَزِيدُوا مِنَ الإِبِلِ حَتَّى يَرْضَى رَبُّكُمْ ، فَإِذَا خَرَجَتِ الْقِدَاحُ عَلَى الإِبِلِ ، فَقَدْ رَضِيَ رَبُّكُمْ ، فَانْحَرُوهَا ، وَنَجَا صَاحِبُكُمْ ، فَخَرَجُوا حَتَّى قَدِمُوا مَكَّةَ وَفَعَلُوا ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ فِي سَجْعِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ودَعَوَاتِهِ ، وَخُرُوجِ السَّهْمِ إِلَيْهِمْ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ ، وَزِيَادَةِ عَشْرٍ مِنَ الإِبِلِ كُلَّمَا خَرَجَ السَّهْمُ عَلَيْهِ ، حَتَّى بَلَغَتِ الإِبِلُ مِائَةً ، وَقَامَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ يَدْعُو اللَّهَ تَعَالَى ، ثُمَّ ضَرَبُوا ، فَخَرَجَ السَّهْمُ عَلَى الإِبِلِ ، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ ، وَمَنْ حَضَرَهُ : قَدِ انْتَهَى رِضَا رَبِّكَ ، وَخَلُصَ لَكَ ابْنُكَ ، فَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ : لا وَاللَّهِ حَتَّى أَضْرِبَ عَلَيْهَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، فَضَرَبَ ، فَخَرَجَ عَلَى الإِبِلِ فِي الْمَرَّاتِ الثَّلاثِ ، فَنُحِرَتْ ، ثُمَّ تُرِكَتْ لا يُصَدُّ عَنْهَا أَحَدٌ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.