قَالَ قَالَ الْوَاقِدِيُّ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَبِي هُنَيْدَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ أَبِي عَتَّابٍ ، قَالَ الْوَاقِدِيُّ : وَأَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ ، قَالَ : وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، وَزَادَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْحَدِيثِ ، وَغَيْرُهُمْ قَدْ حَدَّثَنِي أَيْضًا ، قَالُوا : بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَنَّ جَمْعًا مِنْ غَطَفَانَ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ مُحَارِبٍ بِذِي أَمَرَّ , قَدْ تَجَمَّعُوا يُرِيدُونَ أَنْ يُصِيبُوا مِنْ أَطْرَافِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مَعَهُمْ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ : دُعْثُورُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ مُحَارِبٍ ، فَنَدَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُسْلِمِينَ ، فَخَرَجَ فِي أَرْبَعِ مِائَةِ رَجُلٍ وَخَمْسِينَ رَجُلا وَمَعَهُمْ أَفْرَاسٌ , فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي مَسِيرِهِ ، إِلَى أَنْ قَالَ : وَهَرَبَتْ مِنْهُ الأَعْرَابُ فَوْقَ ذُرًى مِنَ الْجِبَالِ ، وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَا أَمَرَّ وَعَسْكَرَ بِهِ ، فَأَصَابَهُمْ مَطَرٌ كَثِيرٌ ، فَذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَاجَتِهِ فَأَصَابَهُ ذَلِكَ الْمَطَرُ فَبَلَّ ثَوْبَهُ ، وَقَدْ جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَادِيَ ذِي أَمَرَّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَصْحَابِهِ ، ثُمَّ نَزَعَ ثِيَابَهُ فَنَشَرَهَا لِتَجِفَّ وَأَلْقَاهَا عَلَى شَجَرَةٍ ثُمَّ اضْطَجَعَ تَحْتَهَا ، وَالأَعْرَابُ يَنْظُرُونَ إِلَى كُلِّ مَا يَفْعَلُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتِ الأَعْرَابُ لِدُعْثُورٍ ، وَكَانَ سَيِّدَهَا وَأَشْجَعَهَا : قَدْ أَمْكَنَكَ مُحَمَّدٌ ، وَقَدِ انْفَرَدَ مِنْ أَصْحَابِهِ حَيْثُ إِنْ غَوَّثَ بِأَصْحَابِهِ لَمْ يُغَثْ حَتَّى تَقْتُلَهُ ، فَاخْتَارَ سَيْفًا مِنْ سُيوفِهِمْ صَارِمًا ثُمَّ أَقْبَلَ مُشْتَمِلا عَلَى السَّيْفِ ، حَتَّى قَامَ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسَّيْفِ مَشْهُورًا , فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي الْيَوْمَ ؟ قَالَ : " اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ " ، وَدَفَعَ جِبْرِيلُ فِي صَدْرِهِ فَوَقَعَ السَّيْفُ مِنْ يَدِهِ , فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَامَ عَلَى رَأْسِهِ , فَقَالَ : " مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي ؟ " قَالَ : لا أَحَدَ ، وَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَلا أُكَثِّرُ عَلَيْكَ جَمْعًا أَبَدًا ، فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيْفَهُ ، ثُمَّ أَدْبَرَ ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ , ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ لأَنْتَ خَيْرٌ مِنِّي ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَنَا أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْكَ " ، فَأَتَى قَوْمَهُ فَقَالُوا : أَيْنَ مَا كُنْتَ تَقُولُ وَقَدْ أَمْكَنَكَ وَالسَّيْفُ فِي يَدِكَ ؟ قَالَ : قَدْ كَانَ وَاللَّهِ ذَلِكَ رَأْيِي ، وَلَكِنْ نَظَرْتُ إِلَى رَجُلٍ أَبْيَضَ طَوِيلٍ فَدَفَعَ فِي صَدْرِي ، فَوَقَعْتُ لِظَهْرِي فَعَرَفْتُ أَنَّهُ مَلَكٌ ، وَشَهِدْتُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَاللَّهِ لا أُكَثِّرُ عَلَيْهِ ، وَجَعَلَ يَدْعُو قَوْمَهُ إِلَى الإِسْلامِ ، وَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ سورة المائدة آية 11 ، قَالَ : وَكَانَتْ غَيْبَتُهُ إِحْدَى عَشْرَةَ لَيْلَةً ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ كَذَا قَالَ الْوَاقِدِيُّ , وَقَدْ رُوِيَ فِي غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ قِصَّةٌ أُخْرَى , فِي الأَعْرَابِيِّ الَّذِي قَامَ عَلَى رَأْسِهِ بِالسَّيْفِ , وَقَالَ : مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي ؟ فَإِنْ كَانَ الْوَاقِدِيُّ قَدْ حَفِظَ مَا ذُكِرَ فِي هَذِهِ الْغَزْوَةِ فَكَأَنَّهُمَا قِصَّتَانِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ | عبد الله بن أبي بكر الأنصاري / ولد في :65 / توفي في :135 | ثقة ثبت |
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ | عبد الرحمن بن محمد الأنصاري | ضعيف الحديث |
الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ | الضحاك بن عثمان الحزامي | صدوق حسن الحديث |
زَيْدُ بْنُ أَبِي عَتَّابٍ | زيد بن أبي عتاب الشامي | ثقة |
مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَبِي هُنَيْدَةَ | محمد بن زياد | مجهول الحال |
الْوَاقِدِيُّ | محمد بن عمر الواقدي / ولد في :130 / توفي في :207 | ضعيف الحديث |