وَذُكِرَ لَنَا ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، وَذُكِرَ لَنَا ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " اللَّهُمَّ اكْفِنِي ابْنَ الأَشْرَفِ بِمَا شِئْتَ " ، فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَقْتُلُهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " نَعَمْ " ، فَقَامَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ مُنْقَلِبًا إِلَى أَهْلِهِ ، فَلَقِيَ سِلْكَانَ بْنَ سَلامَةَ فِي الْمَقْبَرَةِ عَامِدًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَمَرَنِي بِقَتْلِ ابْنِ الأَشْرَفِ ، وَأَنْتَ نَدِيمُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَلَمْ يَأْمَنْ غَيْرَكَ ، فَأَخْرِجْهُ إِلَيَّ أَقْتُلْهُ ، فَقَالَ لَهُ سِلْكَانُ : إِنْ أَمَرَنِي فَعَلْتُ , فَرَجَعَ مَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ سِلْكَانُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَمَرْتَ بِقَتْلِ كَعْبِ بْنِ الأَشْرَفِ ؟ قَالَ : " نَعَمْ " ، قَالَ سِلْكَانُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَحِلِّلْنِي فِيمَا قُلْتُ لابْنِ الأَشْرَفِ ، قَالَ : " أَنْتَ فِي حِلٍّ مِمَّا قُلْتَ " , فَخَرَجَ سِلْكَانُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ ، وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرِ بْنِ وَقْشٍ ، وَسَلَمَةُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ وَقْشٍ ، وَأَبُو عَبْسِ بْنُ جَبْرٍ ، حَتَّى أَتَوْهُ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ ، فَتَوَارَوْا فِي ظِلالِ جُذُوعِ النَّخْلِ ، وَخَرَجَ سِلْكَانُ فَصَرَخَ : يَا كَعْبُ ، فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ : مَنْ هَذَا ؟ فَقَالَ لَهُ سِلْكَانُ : هَذَا أَبُو لَيْلَى يَا أَبَا نَائِلَةَ ، وَكَانَ كَعْبٌ يُكَنَّى : أَبَا نَائِلَةَ ، فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ : لا تَنْزِلْ يَا أَبَا نَائِلَةَ ، إِنَّهُ قَاتِلُكَ ، فَقَالَ : مَا كَانَ أَخِي لِيَأْتِيَنِي إِلا بِخَيْرٍ ، لَوْ يُدْعَى الْفَتَى لِطَعْنَةٍ أَجَابَ , فَخَرَجَ كَعْبٌ ، فَلَمَّا فَتَحَ بَابَ الرَّبَضِ , قَالَ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ أَخُوكَ ، فَطَأْطِئْ لِي رَأْسَكَ ، فَطَأْطَأَهُ ، فَعَرَفَهُ فَنَزَلَ إِلَيْهِ ، فَمَشَى بِهِ سِلْكَانُ نَحْوَ الْقَوْمِ ، وَقَالَ لَهُ سِلْكَانُ : جِئْنَا وَأَصَابَتْنَا شِدَّةٌ مَعَ صَاحِبِنَا هَذَا ، فَجِئْتُكَ لأَتَحَدَّثَ مَعَكَ وَلأُرْهِنَكَ دِرْعِي فِي شَعِيرٍ ، فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ : قَدْ حَدَّثْتُكَ أَنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ ذَلِكَ ، وَلَكِنْ نَحْنُ عِنْدَنَا تَمْرٌ وَشَعِيرٌ وَعَبِيرٌ ، فَأْتُونَا ، قَالَ : لَعَلَّنَا أَنْ نَفْعَلَ ، ثُمَّ أَدْخَلَ سِلْكَانُ يَدَهُ فِي رَأْسِ كَعْبٍ ثُمَّ شَمَّهَا , فَقَالَ : مَا أَطْيَبَ عَبِيرَكُمْ هَذَا ، صَنَعَ ذَلِكَ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ حَتَّى أَمِنَهُ ، ثُمَّ أَخَذَ سِلْكَانُ بِرَأْسِهِ أَخْذَةً نَصَّلَهُ مِنْهَا ، فَجَأَرَ عَدُوُّ اللَّهِ جَأْرَةً رَفِيعَةً ، وَصَاحَتِ امْرَأَتُهُ , وَقَالَتْ : يَا صَاحِبَاهُ ، فَعَانَقَهُ سِلْكَانُ , وَقَالَ : اقْتُلُونِي وَعَدُوَّ اللَّهِ ، فَلَمْ يَزَالُوا يَتَخَلَّصُونَ بِأَسْيَافِهِمْ حَتَّى طَعَنَهُ أَحَدُهُمْ فِي بَطْنِهِ طَعْنَةً بِالسَّيْفِ خَرَجَ مِنْهَا مُصْرَانُهُ ، وَخَلَصُوا إِلَيْهِ فَضَرَبُوهُ بِأَسْيَافِهِمْ ، وَكَانُوا فِي بَعْضِ مَا يَتَخَلَّصُونَ إِلَيْهِ ، وَسِلْكَانُ مُعَانِقُهُ ، أَصَابُوا عَبَّادَ بْنَ بِشْرٍ فِي وَجْهِهِ أَوْ فِي رِجْلِهِ وَلا يَشْعُرُونَ , ثُمَّ خَرَجُوا يَشْتَدُّونَ سِرَاعًا حَتَّى إِذَا كَانُوا بِجُرْفِ بُعَاثٍ ، فَقَدُوا صَاحِبَهُمْ وَنَزَفَهُ الدَّمُ ، فَرَجَعُوا أَدْرَاجَهُمْ فَوَجَدُوهُ مِنْ وَرَاءِ الْجُرْفِ ، فَاحْتَمَلُوهُ حَتَّى أَتَوْا بِهِ أَهْلَهُمْ مِنْ لَيْلَتِهِمْ ، فَقَتَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ابْنَ الأَشْرَفِ بِعَدَاوَتِهِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، وَهِجَائِهِ إِيَّاهُ ، وَتَأْلِيبِهِ قُرَيْشًا ، وَإِعْلائِهِ عَلَيْهِ قُرَيْشًا بِذَلِكَ .