أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي , قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : وَنَادَاهُمْ أَبُو سُفْيَانَ حِينَ ارْتَحَلُوا : إِنَّ مَوْعِدَكُمْ مَوْسِمُ بَدْرٍ ، وَكَانَ يَقُومُ فِي بَدْرٍ كُلَّ عَامٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " قُولُوا : نَعَمْ " ، فَقَالُوا : نَعَمْ ، قَدْ فَعَلْنَا ، وَنَادَوْا أَبَا سُفْيَانَ بِذَلِكَ , قَالَ عُرْوَةُ : وَانْكَفَئُوا يَعْنِي : الْمُشْرِكِينَ , إِلَى أَثْقَالِهِمْ ، وَلا يَدْرِي الْمُسْلِمُونَ مَا يُرِيدُونَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنْ رَأَيْتُمُوهُمْ رَكِبُوا وَجَعَلُوا الأَثْقَالَ تَتْبَعُ آثَارَ الْخَيْلِ فَهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَدْنُوا مِنَ الْبُيوتِ وَالآطَامِ الَّتِي فِيهَا الذَّرَارِيُّ وَالنِّسَاءُ ، وَأُقْسِمُ لَئِنْ فَعَلُوا لأُوَاقِعَنَّهُمْ فِي جَوْفِهَا " ، فَلَمَّا أَدْبَرُوا بَعَثَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ فِي آثَارِهِمْ , وَقَالَ : " اعْلَمْ لَنَا أَمْرَهُمْ " ، فَانْطَلَقَ سَعْدٌ يَسْعَى ، ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ : رَأَيْتُ خَيْلَهُمْ تَضْرِبُ بِأَذْنَابِهَا مَجْنُونَةً مُدْبِرَةً ، وَرَأَيْتُ الْقَوْمَ قَدْ تَحَمَّلُوا عَلَى الأَثْقَالِ سَائِرِينَ ، فَطَابَتْ أَنْفُسُهُمْ لِذَهَابِ الْعَدُوِّ ، وَانْتَشَرُوا يَبْتَغُونَ قَتْلاهُمْ ، فَلَمْ يَجِدُوا قَتِيلا إِلا قَدْ مَثَّلُوا بِهِ ، غَيْرَ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ ، كَانَ أَبُوهُ مَعَ الْمُشْرِكِينَ فَتُرِكَ لَهُ ، وَوَجَدُوا حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ بُقِرَ بَطْنُهُ ، وَاحْتُمِلَتْ كَبِدُهُ ، حَمَلَهَا وَحْشِيٌّ ، وَهُوَ قَتَلَهُ وَشَقَّ بَطْنَهُ ، فَذَهَبَ بِكَبِدِهِ إِلَى هِنْدِ بِنْتِ عُتْبَةَ فِي نَذْرٍ نَذَرَتْهُ حِينَ قَتَلَ أَبَاهَا يَوْمَ بَدْرٍ ، وَأَقْبَلَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى قَتْلاهُمْ يَدْفِنُونَهُمْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ , قَالَ : وَخَرَجَ نِسَاءٌ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ وَالأَنْصَارِ فَحَمَلْنَ الْمَاءَ وَالطَّعَامَ عَلَى ظُهُورِهِنَّ ، وَخَرَجَتْ فِيهِنَّ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا أَبْصَرَتْ أَبَاهَا وَالَّذِي بِهِ مِنَ الدِّمَاءِ اعْتَنَقَتْهُ ، وَجَعَلَتْ تَمْسَحُ الدِّمَاءَ عَنْ وَجْهِهِ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ دَمَّوْا وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى رَجُلٍ قَتَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ، وَسَعَى عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الْمِهْرَاسِ , وَقَالَ لِفَاطِمَةَ : أَمْسِكِي هَذَا السَّيْفَ غَيْرَ ذَمِيمٍ ، فَأَتَى بِمَاءٍ فِي مِجَنَّةٍ ، فَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَشْرَبَ مِنْهُ فَوَجَدَ لَهُ رِيحًا , فَقَالَ : " هَذَا مَاءٌ آجِنٌ " ، فَتَمَضْمَضَ مِنْهُ ، وَغَسَلَتْ فَاطِمَةُ عَنْ أَبِيهَا الدِّمَاءَ ، فَلَمَّا أَبْصَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيْفَ عَلِيٍّ مُخَضَّبًا دَمًا , قَالَ : " إِنْ كُنْتَ أَحْسَنْتَ الْقِتَالَ فَقَدْ أَحْسَنَ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ ، وَالْحَارِثُ بْنُ الصِّمَّةِ ، وَسَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ " ، وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَخْبِرُونِي عَنِ النَّاسِ مَا فَعَلُوا ؟ أَوْ أَيْنَ ذَهَبُوا ؟ " قَالَ : كَفَرَ عَامَّتُهُمْ ، قَالَ : " أَمَا إِنَّ الْمُشْرِكِينَ لَنْ يُصِيبُوا مِنَّا مِثْلَهَا أَبَدًا ، نُبَيْحَهُمْ ، ثُمَّ أَقْبَلُوا إِلَى دُورِهِمْ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ | عروة بن الزبير الأسدي / توفي في :94 | ثقة فقيه مشهور |
أَبِي الأَسْوَدِ | محمد بن عبد الرحمن الأسدي / توفي في :131 | ثقة |
ابْنُ لَهِيعَةَ | عبد الله بن لهيعة الحضرمي / ولد في :97 / توفي في :174 | ضعيف الحديث |
أَبِي | عمرو بن خالد الحراني / توفي في :229 | ثقة |
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ | محمد بن عمرو الحراني / توفي في :292 | مجهول الحال |
أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ | محمد بن محمد الجمال / توفي في :346 | ثقة ثبت |
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ | الحاكم النيسابوري / ولد في :321 / توفي في :405 | ثقة حافظ |