أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : فَبَيْنَمَا النَّاسُ عَلَى خَوْفِهِمْ , أَتَى نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ الأَشْجَعِيُّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : فَحَدَّثَنِي رَجُلٌ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ , قَالَ : جَاءَ نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ الأَشْجَعِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ ، وَلَمْ يَعْلَمْ بِي أَحَدٌ مِنْ قَوْمِي ، فَمُرْنِي أَمْرَكَ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّمَا أَنْتَ فِينَا رَجُلٌ وَاحِدٌ ، فَخَذِّلْ عَنَّا مَا اسْتَطَعْتَ ، فَإِنَّمَا الْحَرْبُ خَدْعَةٌ " ، فَانْطَلَقَ نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ حَتَّى أَتَى بَنِي قُرَيْظَةَ , فَقَالَ لَهُمْ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْظَةَ , وَكَانَ لَهُمْ نَدِيمًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ , إِنِّي لَكُمْ نَدِيمٌ وَصَدِيقٌ ، قَدْ عَرَفْتُمْ ذَلِكَ ، فَقَالُوا : صَدَقْتَ ، فَقَالَ : تَعْلَمُونَ وَاللَّهِ مَا أَنْتُمْ وَقُرَيْشٌ وَغَطَفَانُ مِنْ مُحَمَّدٍ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ ، إِنَّ الْبَلَدَ لَبَلَدُكُمْ وَبِهِ أَمْوَالُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَنِسَاؤُكُمْ ، وَإِنَّ قُرَيْشًا وَغَطَفَانَ بِلادُهُمْ غَيْرُهَا ، وَإِنَّمَا جَاءُوا حَتَّى نَزَلُوا مَعَكُمْ ، فَإِنْ رَأَوْا فُرْصَةً انْتَهَزُوهَا ، وَإِنْ رَأَوْا غَيْرَ ذَلِكَ رَجَعُوا إِلَى بِلادِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَنِسَائِهِمْ وَأَبْنَائِهِمْ ، وَخَلَّوْا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الرَّجُلِ ، فَلا طَاقَةَ لَكُمْ بِهِ ، وَإِنْ هُمْ فَعَلُوا ذَلِكَ فَلا تُقَاتِلُوهُمْ حَتَّى تَأْخُذُوا مِنْهُمْ رَهْنًا مِنْ أَشْرَافِهِمْ ، تَسْتَوْثِقُونَ بِهِ مِنْهُمْ أَنْ لا يَبْرَحُوا حَتَّى يُنَاجِزُوا مُحَمَّدًا ، فَقَالُوا لَهُ : لَقَدْ أَشَرْتَ بِرَأْيٍ وَنُصْحٍ , ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى قُرَيْشٍ ، فَأَتَى أَبَا سُفْيَانَ وَأَشْرَافَ قُرَيْشٍ , فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، إِنَّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمْ وُدِّي إِيَّاكُمْ ، وَفِرَاقِي مُحَمَّدًا وَدِينَهُ ، وَإِنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِنَصِيحَةٍ , فَاكْتُمُوا عَلَيَّ ، فَقَالُوا : نَفْعَلُ ، مَا أَنْتَ عِنْدَنَا بِمُتَّهَمٍ ، فَقَالَ : تَعْلَمُونَ أَنَّ بَنِي قُرَيْظَةَ مِنْ يَهُودَ ، قَدْ نَدِمُوا عَلَى مَا صَنَعُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مُحَمَّدٍ ، فَبَعَثُوا إِلَيْهِ أَلا يُرْضِيكَ عَنَّا أَنْ نَأْخُذَ لَكَ مِنَ الْقَوْمِ رَهْنًا مِنْ أَشْرَافِهِمْ ، وَنَدْفَعَهُمْ إِلَيْكَ فَتَضْرِبَ أَعْنَاقَهُمْ ، ثُمَّ نَكُونَ مَعَكَ عَلَيْهِمْ ، حَتَّى تُخْرِجَهُمْ مِنْ بِلادِكَ ؟ فَقَالَ : " بَلَى " ، فَإِنْ بَعَثُوا إِلَيْكُمْ يَسْأَلُونَكُمْ نَفَرًا مِنْ رِجَالِكُمْ فَلا تُعْطُوهُمْ رَجُلا وَاحِدًا وَاحْذَرُوا ، ثُمَّ جَاءَ غَطَفَانَ , فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ غَطَفَانَ ، قَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي رَجُلٌ مِنْكُمْ ، قَالُوا : صَدَقْتَ ، فَقَالَ لَهُمْ كَمَا قَالَ لِهَذَا الْحَيِّ مِنْ قُرَيْشٍ , فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبُو سُفْيَانَ ، وَذَلِكَ يَوْمُ السَّبْتِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ ، وَكَانَ مِمَّا صَنَعَ اللَّهُ بِهِ لِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بَعَثَ إِلَيْهِمْ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ عِكْرِمَةَ بْنَ أَبِي جَهْلٍ فِي نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ , يَقُولُ لَكُمْ : يَا مَعْشَرَ يَهُودَ ، إِنَّ الْكُرَاعَ وَالْخُفَّ قَدْ هَلَكَا ، وَإِنَّا لَسْنَا بِدَارِ مُقَامٍ ، فَاخْرُجُوا إِلَى مُحَمَّدٍ نُنَاجِزْهُ ، فَبَعَثُوا إِلَيْهِ : إِنَّ الْيَوْمَ السَّبْتُ ، وَهُوَ يَوْمٌ لا نَعْمَلُ فِيهِ شَيْئًا ، وَلَسْنَا مَعَ ذَلِكَ بِالَّذِينَ نُقَاتِلُ مَعَكُمْ ، حَتَّى تُعْطُونَا رَهْنًا مِنْ رِجَالِكُمْ نَسْتَوْثِقُ بِهِمْ ، لا تَذْهَبُوا وَتَدَعُونَا حَتَّى نُنَاجِزَ مُحَمَّدًا ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ : قَدْ وَاللَّهِ حَذَّرَنَا هَذَا نُعَيْمٌ , فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ أَبُو سُفْيَانَ : إِنَّا لا نُعْطِيكُمْ رَجُلا وَاحِدًا ، فَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ تَخْرُجُوا فَتُقَاتِلُونَ ، وَإِنْ شِئْتُمْ فَاقْعُدُوا ، فَقَالَتْ يَهُودُ : هَذَا وَاللَّهِ الَّذِي قَالَ نُعَيْمٌ ، وَاللَّهِ مَا أَرَادَ الْقَوْمُ أَلا يُقَاتِلُوا مَعَهُمْ ، فَإِنْ أَصَابُوا فُرْصَةً انْتَهَزُوهَا ، وَإِلا مَضَوْا فَذَهَبُوا إِلَى بِلادِهِمْ ، وَخَلَّوْا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الرَّجُلِ ، فَبَعَثُوا إِلَيْهِمْ : إِنَّا وَاللَّهِ لا نُقَاتِلُ مَعَكُمْ حَتَّى تُعْطُونَا رَهْنًا ، فَأَبَى أَنْ يَفْعَلَ ، فَبَعَثَ اللَّهُ الرِّيحَ عَلَى أَبِي سُفْيَانَ وَأَصْحَابِهِ , وَغَطَفَانَ وَجُنُودِهِ الَّتِي بَعَثَ ، فَخَذَلَهُمُ اللَّهُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ الأَشْجَعِيُّ | نعيم بن مسعود الأشجعي / توفي في :36 | صحابي |
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ | عبد الله بن كعب الأنصاري / توفي في :97 | ثقة |
ابْنِ إِسْحَاقَ | ابن إسحاق القرشي / توفي في :150 | صدوق مدلس |
يُونُسُ | يونس بن بكير الشيباني / توفي في :199 | صدوق حسن الحديث |
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ | أحمد بن عبد الجبار العطاردي | ضعيف الحديث |
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ | محمد بن يعقوب الأموي / ولد في :247 / توفي في :346 | ثقة حافظ |
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ | الحاكم النيسابوري / ولد في :321 / توفي في :405 | ثقة حافظ |