أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ : مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ ، أَنَّهُ قَالَ : هَلْ تَدْرِي عَمَّا كَانَ إِسْلامُ ثَعْلَبَةَ وَأُسَيْدٍ ابْنَيْ سُعْية ، وَأَسَدِ بْنِ عُبَيْدٍ ، نَفَرٍ مِنْ هَزَلٍ ، لَمْ يَكُونُوا مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ ، وَلا نَضِيرٍ ، كَانُوا فَوْقَ ذَلِكَ ، فَقُلْتُ : لا ، قَالَ : فَإِنَّهُ قَدِمَ عَلَيْنَا رَجُلٌ مِنَ الشَّامِ مِنْ يَهُودَ ، يُقَالُ لَهُ : ابْنُ الْهَيِّبَانِ ، فَذَكَرَ الْقِصَّةَ ، بِمَعْنَى رِوَايَةِ جَرِيرٍ ، وَزَادَ قَالَ : فَلَمَّا كَانَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةُ الَّتِي افْتُتِحَتْ فِيهَا قُرَيْظَةُ ، قَالَ أُولَئِكَ الْفِتْيَةُ الثَّلاثَةُ ، وَكَانُوا شَبَابًا أَحْدَاثًا : يَا مَعْشَرَ يَهُودَ ، هَذَا الَّذِي كَانَ ذَكَرَ لَكُمُ ابْنُ الْهَيِّبَانِ ، قَالُوا : مَا هُوَ ؟ قَالَ : بَلَى ، وَاللَّهِ إِنَّهُ لَهُوَ يَا مَعْشَرَ يَهُودَ ، إِنَّهُ وَاللَّهِ لَهُوَ بِصِفَتِهِ ، ثُمَّ نَزَلُوا فَأَسْلَمُوا وَخَلَّوْا أَمْوَالَهُمْ وَأَوْلادَهُمْ وَأَهْالِيَهُمْ ، قَالُوا : وَكَانَتْ أَمْوَالُهُمْ فِي الْحِصْنِ مَعَ الْمُشْرِكِينَ ، فَلَمَّا فُتِحَ ، رُدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ ، وَخَرَجَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ فِيمَا زَعَمَ ابْنُ إِسْحَاقَ عَمْرُو بْنُ سُعْدَى الْقُرَظِيُّ ، فَمَرَّ بِحَرِسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ ، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : أَنَا عَمْرُو بْنُ سُعْدَى ، وَكَانَ عَمْرٌو قَدْ أَبَى أَنْ يَدْخُلَ مَعَ بَنِي قُرَيْظَةَ فِي غَدْرِهِمْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ : لا أَغْدِرُ بِمُحَمَّدٍ أَبَدًا ، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ حِينَ عَرَفَهُ : اللَّهُمَّ لا تَحْرِمْنِي عَثَرَاتِ الْكِرَامِ ، ثُمَّ خَلَّى سَبِيلَهُ فَخَرَجَ ، حَتَّى بَاتَ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ ، ثُمَّ ذَهَبَ فَلَمْ يُدْرَ أَيْنَ ذَهَبَ مِنَ الأَرْضِ إِلَى يَوْمِهِ هَذَا ، فَذُكِرَ شَأْنُهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " ذَاكَ رَجُلٌ نَجَّاهُ اللَّهُ بِوَفَائِهِ " ، وَبَعْضُ النَّاسِ يَزْعُمُ أَنَّهُ كَانَ أُوثِقَ فِيمَنْ أُوثِقَ ، مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ حِينَ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَصْبَحَتْ رُمَّتُهُ مُلْقَاةً وَلا يُدْرَى أَيْنَ ذَهَبَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَمْرِ الْخَنْدَقِ ، وَأَمْرِ بَنِي قُرَيْظَةَ ، الْقُرْآنَ فِي سُورَةِ الأَحْزَابِ ، يَذْكُرُ فِيهَا مَا نَزَلَ مِنَ الْبَلاءِ وَنِعْمَتَهُ عَلَيْهِمْ ، وَكِفَايَتَهُ إِيَّاهُمْ ، إِذْ فَرَّجَ ذَلِكَ عَنْهُمْ بَعْدَ سُوءِ الظَّنِّ ، وَقَوْلَ مَنْ قَالَ مِنْ أَهْلِ النِّفَاقِ : يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا سورة الأحزاب آية 9 .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
شَيْخٍ | اسم مبهم | |
عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ | عاصم بن عمر الأنصاري | ثقة |
ابْنِ إِسْحَاقَ | ابن إسحاق القرشي / توفي في :150 | صدوق مدلس |
يُونُسُ | يونس بن بكير الشيباني / توفي في :199 | صدوق حسن الحديث |
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ | أحمد بن عبد الجبار العطاردي | ضعيف الحديث |
أَبُو الْعَبَّاسِ : مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ | محمد بن يعقوب الأموي / ولد في :247 / توفي في :346 | ثقة حافظ |
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ | الحاكم النيسابوري / ولد في :321 / توفي في :405 | ثقة حافظ |