باب ذكر اسلام خالد بن الوليد رضي الله عنه


تفسير

رقم الحديث : 1752

أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ : مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ مِنْ فِيهِ ، قَالَ : " كُنَّا قَوْمًا تُجَّارًا ، وَكَانَتِ الْحَرْبُ قَدْ حَضَرَتْنَا حَتَّى نَهَكَتْ أَمْوَالَنَا ، فَلَمَّا كَانَتِ الْهُدْنَةُ ، هُدْنَةُ الْحُدَيْبِيَةِ ، بَيْنَنَا وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ نَأْمَنْ أَنْ وَجَدْنَا أَمْنًا ، فَخَرَجْتُ تَاجِرًا إِلَى الشَّامِ مَعَ رَهْطٍ مِنْ قُرَيْشِ ، فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ بِمَكَّةَ امْرَأَةً وَلا رَجُلا إِلا قَدْ حَمَّلَنِي بِضَاعَةً ، وَكَانَ وَجْهُ مَتْجَرِنَا مِنَ الشَّامِ حَتَّى غَزَّةَ مِنْ أَرْضِ فِلَسْطِينَ ، فَخَرَجْنَا حَتَّى قَدِمْنَاهَا ، وَذَلِكَ حِينَ ظَهَرَ قَيْصَرُ صَاحِبُ الرُّومِ عَلَى مَنْ كَانَ فِي بِلادِهِ مِنَ الْفُرْسِ ، فَأَخْرَجَهُمْ مِنْهَا ، وَرُدَّ عَلَيْهِ صَلِيبَهُ الأَعْظَمُ ، وَقَدْ كَانَ اسْتَلَبُوهُ إِيَّاهُ ، فَلَمَّا بَلَغَهُ ذَلِكَ وَكَانَ مَنْزِلُهُ بِحِمْصَ مِنْ أَرْضِ الشَّامِ ، فَخَرَجَ مِنْهَا يَمْشِي مُتَشَكِّرًا إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ لِيُصَلِّيَ فِيهِ ، تُبْسَطُ لَهُ الْبُسْطُ ، وَتُطْرَحُ لَهُ عَلَيْهَا الرَّيَاحِينُ ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى إِيلِيَاءَ فَصَلَّى بِهَا ، فَأَصْبَحَ ذَاتَ غَدَاةٍ وَهُوَ مَهْمُومٌ يُقَلِّبُ طَرْفَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَقَالَتْ لَهُ بَطَارِقَتُهُ : أَيُّهَا الْمَلِكُ ، لَقَدْ أَصْبَحْتَ مَهْمُومًا ؟ فَقَالَ : أَجَلْ ، فَقَالُوا : وَمَا ذَاكَ ؟ فَقَالَ : أُرِيتُ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ أَنَّ مَلَكَ الْخِتَانِ ظَاهِرٌ ، فَقَالُوا : وَاللَّهِ مَا نَعْلَمُ أُمَّةً مِنَ الأُمَمِ تَخْتَتِنُ إِلا يَهُودُ وَهُمْ تَحْتَ يَدَيْكَ فِي سُلْطَانِكَ ، فَإِنْ كَانَ قَدْ وَقَعَ هَذَا فِي نَفْسِكَ مِنْهُمْ ، فَابْعَثَ فِي مَمْلَكَتِكَ كُلِّهَا ، فَلا يَبْقَى يَهُودِيٌّ إِلا ضَرَبْتَ عُنُقَهُ فَتَسْتَرِيحَ مِنْ هَذَا الْهَمِّ ، فَإِنَّهُمْ فِي ذَلِكَ مِنْ رَأْيِهِمْ يُدَبِّرُونَهُ إِذْ أَتَاهُمْ رَسُولُ صَاحِبِ بُصْرَى بِرَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ قَدْ وَقَعَ إِلَيْهِمْ ، فَقَالَ : أَيُّهَا الْمَلِكُ ، إِنَّ هَذَا رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ مِنْ أَهْلِ الشَّاءِ ، وَالإِبِلِ يُحَدِّثُكَ عَنْ حَدَّثٍ كَانَ بِبِلادِهِ ، فَسَلْهُ عَنْهُ ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيْهِ ، قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ : سَلْهُ مَا هَذَا الْخَبَرُ الَّذِي كَانَ فِي بِلادِهِ ؟ فَسَأَلَهُ فَقَالَ : رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ مِنْ قُرَيْشٍ خَرَجَ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ وَقَدِ اتَّبَعَهُ أَقْوَامٌ وَخَالَفَهُ آخَرُونَ ، وَقَدْ كَانَتْ بَيْنَهُمْ مَلاحِمُ فِي مَوَاطِنَ ، فَخَرَجْتُ مِنْ بِلادِي وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ ، فَلَمَّا أَخْبَرَهُ الْخَبَرَ ، قَالَ : جَرِّدُوهُ فَإِذَا هُوَ مَخْتُونٌ ، فَقَالَ : هَذَا وَاللَّهِ الَّذِي أُرِيتُ لا مَا تَقُولُونَ ، أَعْطِهِ ثَوْبَهُ ، انْطَلِقْ لِشَأْنِكَ ، ثُمَّ دَعَا صَاحِبَ شُرْطَتِهِ ، فَقَالَ لَهُ : قَلِّبْ لِيَ الشَّامَ ظَهْرًا وَبَطْنًا حَتَّى تَأْتِيَ بِرَجُلٍ مِنْ قَوْمِ هَذَا أَسْأَلُهُ عَنْ شَأْنِهِ ، فَوَاللَّهِ إِنِّي وَأَصْحَابِي لَبِغَزَّةَ إِذْ هَجَمَ عَلَيْنَا فَسَأَلَنَا : مِمَّنْ أَنْتُمْ ؟ فَأَخْبَرَنَاهُ ، فَسَاقَنَا إِلَيْهِ جَمِيعًا ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَيْهِ ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ مِنَ رَجُلٍ قَطُّ أَزْعُمُ أَنَّهُ كَانَ أَدْهَى مِنْ ذَلِكَ الأَغْلَفِ ، يُرِيدُ هِرَقْلَ ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَيْهِ ، قَالَ : أَيُّكُمْ أَمَسُّ بِهِ رَحِمًا ؟ فَقُلْتُ : أَنَا ، قَالَ : أَدْنُوهُ مِنِّي ، فَأَجْلَسَنِي بَيْنَ يَدَيْهِ ، ثُمَّ أَمَرَ بِأَصْحَابِي فَأَجْلَسَهُمْ خَلْفِي ، وَقَالَ : إِنْ كَذَبَ فَرُدُّوا عَلَيْهِ ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : فَلَقَدْ عَرَفْتُ أَنْ لَوْ كَذَبْتُ مَا رَدُّوا عَلَيَّ ، وَلَكِنِّي كُنْتُ امْرَأً سَيِّدًا أَتَكَرَّمُ وَأَسْتَحِي مِنَ الْكَذِبِ ، وَعَرَفْتُ أَنَّ أَدْنَى مَا يَكُونُ فِي ذَلِكَ أَنْ يَرْوُوهُ عَنِّي ، ثُمَّ يَتَحَدَّثُوا بِهِ عَنِّي بِمَكَّةَ ، فَلَمْ أَكْذِبْهُ ، فَقَالَ : أَخْبِرْنِي عَنْ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي خَرَجَ فِيكُمْ ، فَزَهَّدْتُ لَهُ شَأْنَهُ ، وَصَغَّرْتُ لَهُ أَمْرَهُ ، فَوَاللَّهِ مَا الْتَفَتَ إِلَى ذَلِكَ مِنِّي ، وَقَالَ : أَخْبِرْنِي عَمَّا أَسْأَلُكَ عَنْهُ مِنْ أَمْرِهِ ، فَقُلْتُ : سَلْنِي عَمَّا بَدَا لَكَ ، فَقَالَ : كَيْفَ نَسَبُهُ فِيكُمْ ؟ فَقُلْتُ : مَحْضًا مِنْ أَوْسَطِنَا نَسَبًا ، قَالَ : فَأَخْبِرْنِي هَلْ كَانَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ أَحَدٌ يَقُولُ مِثْلَ قَوْلِهِ فَهُوَ يَتَشَبَّهُ بِهِ ؟ فَقُلْتُ : لا ، قَالَ : فَأَخْبِرْنِي هَلْ كَانَ لَهُ مُلْكٌ فَاسْتَلَبْتُمُوهُ إِيَّاهُ فَجَاءَ بِهَذَا الْحَدِيثِ لِتَرُدُّوا عَلَيْهِ مُلْكَهُ ؟ فَقُلْتُ : لا ، قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَتْبَاعِهِ مَنْ هُمْ ؟ فَقُلْتُ : الأَحْدَاثُ ، وَالضُّعَفَاءُ ، وَالْمَسَاكِينُ ، فَأَمَّا أَشْرَافُ قَوْمِهِ وَذَوُو الأَسْنَانِ مِنْهُمْ فَلا ، قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَمَّنْ يَصْحَبُهُ ، أَيُحِبُّهُ وَيَلْزَمُهُ أَمْ يَقْلِيهِ وَيُفَارِقُهُ ؟ قُلْتُ : قَلَّ مَا صَحِبَهُ رَجُلٌ فَفَارَقَهُ ، قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْحَرْبِ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ ، فَقُلْتُ : سِجَالٌ ، تُدَالُ عَلَيْنَا وَتُدَالُ عَلَيْهِ ، قَالَ : فَأَخْبِرْنِي هَلْ يَغْدِرُ ؟ فَلَمْ أَجِدْ شَيْئًا أَغْمِزُ فِيهِ إِلا هِيَ ، قُلْتُ : لا ، وَنَحْنُ مِنْهُ فِي هُدْنَةٍ وَلا نَأْمَنُ غَدْرَهُ ، فَوَاللَّهِ مَا الْتَفَتَ إِلَيْهَا مِنِّي ، فَأَعَادَ عَلَيَّ الْحَدِيثَ ، فَقَالَ : زَعَمْتَ أَنَّهُ مِنْ أَمْحَضِهِمْ نَسَبًا ، وَكَذَلِكَ يَأْخُذُ اللَّهُ النَّبِيَّ إِذَا أَخَذَهُ ، لا يَأْخُذُهُ إِلا مِنْ أَوْسَطِ قَوْمِهِ ، وَسَأَلْتُكَ : هَلْ كَانَ لَهُ مُلْكٌ فَاسْتَلَبْتُمُوهُ إِيَّاهُ ، فَجَاءَ بِهَذَا الْحَدِيثِ لِتَرُدُّوا عَلَيْهِ مُلْكَهُ ؟ فَقُلْتَ : لا ، وَسَأَلْتُكَ عَنْ أَتْبَاعِهِ ، فَزَعَمْتَ أَنَّهُمُ الأَحْدَاثُ ، وَالْمَسَاكِينُ ، وَالضُّعَفَاءُ ، وَكَذَلِكَ أَتْبَاعُ الأَنْبِيَاءِ فِي كُلِّ زَمَانٍ ، وَسَأَلْتُكَ عَمَّنْ يَتْبَعُهُ ، أَيُحِبُّهُ وَيَلْزَمُهُ أَمْ يَقْلِيهِ وَيُفَارِقُهُ ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهُ قَلَّ مَنْ يَصْحَبُهُ فَيُفَارِقُهُ ، وَكَذَلِكَ حَلاوَةُ الإِيمَانِ لا تَدْخُلُ قَلْبًا فَتَخْرُجَ مِنْهُ وَسَأَلْتُكَ : كَيْفَ الْحَرْبُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهَا سِجَالٌ ، يُدَالُ عَلَيْكُمْ وَتُدَالُونَ عَلَيْهِ ، وَكَذَلِكَ تَكُونُ حَرْبُ الأَنْبِيَاءِ وَلَهُمْ تَكُونُ الْعَاقِبَةُ ، وَسَأَلْتُكَ : هَلْ يَغْدِرُ ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهُ لا يَغْدِرُ ، فَلَئِنْ كُنْتَ صَدَقْتَنِي لَيَغْلِبَنِّي عَلَى مَا تَحْتَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ ، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي عِنْدَهُ فَأَغْسِلُ قَدَمَيْهِ ، الْحَقْ بِشَأْنِكَ ، فَقُمْتُ وَأَنَا أَضْرِبُ بِإِحْدَى يَدَيَّ عَلَى الأُخْرَى ، أَقُولُ : أَيْ عِبَادَ اللَّهِ ، لَقَدْ أَمْرُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ ، أَصْبَحَ مُلُوكُ بَنِي الأَصْفَرِ يَخَافُونَهُ فِي سُلْطَانِهِمْ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ

ضعيف الحديث

Whoops, looks like something went wrong.