وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ : مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى السُّلَمِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ , حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْعَبْدِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا مِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ رِفَاعَةَ السَّلامِيُّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَهُوَ الْقَاسِمُ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبِي يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ , قَالَ : جَاءَ ثَعْلَبَةُ بْنُ حَاطِبٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي مَالا ، قَالَ : " وَيْحَكَ يَا ثَعْلَبَةُ ! قَلِيلٌ تُطِيقُ شُكْرَهُ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ لا تُطِيقُهُ " ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي مَالا ، قَالَ : " وَيْحَكَ يَا ثَعْلَبَةُ ! قَلِيلٌ تُؤَدِّي شُكْرَهُ ، خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ لا تُطِيقُهُ " ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي مَالا ، قَالَ : " وَيْحَكَ يَا ثَعْلَبَةُ ! أَمَا تُحِبُّ أَنْ تَكُونَ مِثْلِي ، فَلَوْ شِئْتُ أَنْ يُسَيِّرَ رَبِّي هَذِهِ الْجِبَالَ مَعِي ذَهَبًا لَسَارَتْ " ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِيَ مَالا ، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنْ آتَانِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَالا لأُعْطِيَنَّ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ ، قَالَ : " وَيْحَكَ يَا ثَعْلَبَةُ ! قَلِيلٌ تُطِيقُ شُكْرَهُ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ لا تُطِيقُهُ " ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! ادْعُ اللَّهَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اللَّهُمَّ ارْزُقْهُ مَالا " ، قَالَ : فَاتَّخَذَ أَوِ اشْتَرَى غَنَمًا فَبُورِكَ لَهُ فِيهَا وَنَمَتْ كَمَا يَنْمُو الدُّودُ ، حَتَّى ضَاقَتْ بِهِ الْمَدِينَةُ فَتَنَحَّى بِهَا ، فَكَانَ يَشْهَدُ الصَّلاةَ بِالنَّهَارِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا يَشْهَدُهَا بِاللَّيْلِ ، ثُمَّ نَمَتْ كَمَا يَنْمُو الدُّودُ ، فَتَنَحَّى بِهَا ، وَكَانَ لا يَشْهَدُ الصَّلاةَ بِاللَّيْلِ وَلا بِالنَّهَارِ إِلا مِنْ جُمُعَةٍ إِلَى جُمُعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ نَمَتْ كَمَا يَنْمُو الدُّودُ ، فَضَاقَ بِهِ مَكَانُهُ فَتَنَحَّى بِهِ فَكَانَ لا يَشْهَدُ جُمُعَةً وَلا جِنَازَةً مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَجَعَلَ يتَلَقَّى الرُّكْبَانَ وَيَسْأَلُهُمْ عَنِ الأَخْبَارِ ، وَفَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَأَلَ عَنْهُ فَأَخْبَرُوهُ أَنَّهُ اشْتَرَى غَنَمًا ، وَأَنَّ الْمَدِينَةَ ضَاقَتْ بِهِ ، وَأَخْبَرُوهُ خَبَرَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَيْحَ ثَعْلَبَةَ بْنَ حَاطِبٍ ! وَيْحَ ثَعْلَبَةَ بْنَ حَاطِبٍ ! " , ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَبِي وَأُمِّي أَنْ يَأْخُذَ الصَّدَقَاتِ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا سورة التوبة آية 103 الآيَةَ , فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَيْنِ رَجُلا مِنْ جُهَيْنَةَ , وَرَجُلا مِنْ بَنِي سَلِمَةَ يَأْخُذَانِ الصَّدَقَةَ ، وَكَتَبَ لَهُمَا أَسْنَانَ الإِبِلِ وَالْغَنَمِ كَيْفَ يَأْخُذَانِهَا عَلَى وُجُوهِهَا وَأَمَرَهُمَا أَنْ يَمُرَّا عَلَى ثَعْلَبَةَ بْنِ حَاطِبٍ , وَرَجُلٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ , فَخَرَجَا فَمَرَّا بِثَعْلَبَةَ فَسَأَلاهُ الصَّدَقَةَ ، فَقَالَ : أَرِيَانِي كِتَابَكُمَا ، فَنَظَرَ فِيهِ ، فَقَالَ : مَا هَذَا إِلا جِزْيَةٌ ، انْطَلِقَا حَتَّى تَفْرُغَا ، ثُمَّ مُرَّا بِي , قَالَ : فَانْطَلَقَا وَسَمِعَ بِهِمَا السُّلَمِيُّ ، فَاسْتَقْبَلَهُمَا بِخِيَارِ إِبِلِهِ ، فَقَالَ : إِنَّمَا عَلَيْكَ دُونَ هَذَا ، فَقَالَ : مَا كُنْتُ أَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ إِلا بِخَيْرِ مَالِي فَقَبِلا , فَلَمَّا فَرَغَا مَرَّا بِثَعْلَبَةَ ، فَقَالَ : أَرِيَانِي كِتَابَكُمَا ، فَنَظَرَ فِيهِ ، فَقَالَ : مَا هَذَا إِلا جِزْيَةٌ ، انْطَلِقَا حَتَّى أَرَى رَأْيِي , فَانْطَلَقَا حَتَّى قَدِمَا الْمَدِينَةَ ، فَلَمَّا رَآهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَبْلَ أَنْ يُكَلِّمَهُمَا : " وَيْحَ ثَعْلَبَةَ بْنَ حَاطِبٍ " ، وَدَعَا لِلسُّلَمِيِّ بِالْبَرَكَةِ ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ سورة التوبة آية 75 الثَّلاثَ الآيَاتِ , قَالَ : فَسَمِعَ بَعْضُ أَقَارِبِ ثَعْلَبَةَ ، فَقَالَ : وَيْحَكَ يَا ثَعْلَبَةُ ، أَنْزَلَ اللَّهُ فِيكَ كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : فَقَدِمَ ثَعْلَبَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ صَدَقَةُ مَالِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ قَدْ مَنَعَنِي أَنْ أَقْبَلَ مِنْكَ " ، قَالَ : فَجَعَلَ يَبْكِي وَيَحْثِي التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هَذَا عَمَلُكَ بِنَفْسِكَ ، أَمَرْتُكَ فَلَمْ تُطِعْنِي " ، فَلَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى مَضَى , ثُمَّ أَتَى أَبَا بَكْرٍ ، فَقَالَ : يَا أَبَا بَكْرِ ! اقْبَلْ مِنِّي صَدَقَتِي ، فَقَدْ عَرَفْتَ مَنْزِلَتِي مِنَ الأَنْصَارِ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : لَمْ يقْبَلْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَقْبَلُهَا ؟ فَلَمْ يَقْبَلْهَا أَبُو بَكْرٍ ، ثُمَّ وَلِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَأَتَاهُ ، فَقَالَ : يَا أَبَا حَفْصٍ ! يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ! اقْبَلْ مِنِّي صَدَقَتِي ، قَالَ : وَتثقلَ إِلَيْهِ بِالْمُهَاجِرِينَ , وَالأَنْصَارِ , وَأَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ عُمَرُ : لَمْ يَقْبَلْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلا أَبُو بَكْرٍ , أَقْبَلُهَا أَنَا ! فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا ، ثُمَّ وَلِيَ عُثْمَانُ ، فَهَلَكَ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ ، وَفِيهِ نَزَلَتْ : " الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ سورة التوبة آية 79 " , قَالَ : وَذَلِكَ فِي الصَّدَقَةِ , هَذَا حَدِيثٌ مَشْهُوَرٌ فِيمَا بَيْنَ أَهْلِ التَّفْسِيرِ وَإِنَّمَا يُرْوَى مَوْصُولا بِأَسَانِيدَ ضِعَافٍ ، فَإِنْ كَانَ امْتِنَاعُهُ مِنْ قَبُولِ تَوْبَتِهِ وَقَبُولِ صَدَقَتِهِ مَحْفُوظًا فَكَأَنَّهُ عُرِفَ نِفَاقُهُ قَدِيمًا ثُمَّ زِيَادَةُ نِفَاقِهِ وَمَوْتُهُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ مِنَ الآيَةِ حَدِيثًا ، فَلَمْ يَرَوْنَهُ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ ، فَلَمْ يَأْخُذْهَا مِنْهُ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ | صدي بن عجلان الباهلي | صحابي |
الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ | القاسم بن عبد الرحمن الشامي / توفي في :112 | ثقة |
عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ | علي بن يزيد الألهاني / توفي في :113 | منكر الحديث |
مُعَاذُ بْنُ رِفَاعَةَ السَّلامِيُّ | معان بن رفاعة السلامي / توفي في :150 | ضعيف الحديث |
مِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ | مسكين بن بكير الحراني / توفي في :198 | صدوق حسن الحديث |
الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ | الحسن بن أحمد الأموي | ثقة |
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْعَبْدِيُّ | محمد بن إبراهيم العبدي / ولد في :204 / توفي في :290 | ثقة حافظ فقيه |
أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدَةَ | محمد بن عبد الله التميمي / ولد في :272 / توفي في :364 | صدوق حسن الحديث |
أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ : مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى السُّلَمِيُّ | أبو عبد الرحمن السلمي / ولد في :330 / توفي في :412 | ضعيف الحديث |