وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ بِبَغْدَادَ ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّرْقُفِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، وَلَيْسَ بِابْنِ غَزْوَانَ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : نَزَلَ بِنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، فَلَمَّا رَحَلَ ، قَالَ لِي مَوْلايَ : ارْكَبْ مَعَهُ فَشَيِّعْهُ ، قَالَ : فَرَكِبْتُ فَمَرَرْنَا بِوَادٍ فَإِذَا نَحْنُ بِحَيَّةٍ مَيْتَةٍ مَطْرُوحَةٍ عَلَى الطَّرِيقِ ، فَنَزَلَ عُمَرُ فَنَحَّاهَا وَوَارَاهَا ، ثُمَّ رَكِبَ فَبَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ إِذَا هَاتِفٌ يَهْتِفُ ، وَهُوَ يَقُولُ : يَا خَرْقَاءُ ، يَا خَرْقَاءُ ، قَالَ : فَالْتَفَتْنَا يَمِينًا وَشِمَالا فَلَمْ نَرَ أَحَدًا ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : أَسْأَلُكَ بِاللَّهِ أَيُّهَا الْهَاتِفُ ، إِنْ كُنْتَ مِمَّنْ يَظْهَرُ إِلا ظَهَرْتَ ، وَإِنْ كُنْتَ مِمَّنْ لا يَظْهَرُ أَخْبِرْنَا مَا الْخَرْقَاءُ ؟ قَالَ : الْحَيَّةُ الَّتِي دَفَنْتُمْ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَهَا يَوْمًا : يَا خَرْقَاءُ ، " تَمُوتِينَ بِفَلاةٍ مِنَ الأَرْضِ يَدْفِنُكِ خَيْرُ مُؤْمِنٍ مِنَ أَهْلِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : وَمَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ ، قَالَ : أَنَا مِنَ التِّسْعَةِ أَوِ السَّبْعَةِ ، شَكِّ التَّرْقُفِيُّ ، الَّذِينَ بَايَعُوا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْمَكَانِ ، أَوْ قَالَ : فِي هَذَا الْوَادِي ، شَكَّ التَّرْقُفِيُّ أَيْضًا ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : آللَّهِ أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : آللَّهِ إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ، فَدَمَعَتْ عَيْنَا عُمَرُ وَانْصَرَفْنَا " ، قُلْتُ : إِسْنَادُ هَذَا الْحَدِيثِ ، إِذَا انْضَمَّ إِلَى الأَوَّلِ قَوِيَا فِيمَا اجْتَمَعَا فِيهِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |