باب ذكر السور التي نزلت بمكة والتي نزلت بالمدينة


تفسير

رقم الحديث : 3083

قَالَ قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ : فَحَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ : أَنَّ حُذَيْفَةَ قَدِمَ عَلَى عُثْمَانَ ، وَكَانَ يُغَازِي أَهْلَ الشَّامِ مَعَ أَهْلِ الْعِرَاقِ فِي فَتْحِ أَرْمِينِيَّةَ وَأَذْرَبِيجَانَ ، قَالَ : فَأَفْزَعَ حُذَيْفَةَ اخْتِلافُهُمْ فِي الْقِرَاءَةِ ، فَقَالَ : " يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَدْرِكْ هَذِهِ الأُمَّةَ ، قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِفُوا فِي الْكِتَابِ ، كَمَا اخْتَلَفَ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى ، فَبَعَثَ عُثْمَانُ إِلَى حَفْصَةَ : أَرْسِلِي بِالصُّحُفِ نَنْسَخْهَا فِي الْمَصَاحِفِ ثُمَّ نَرُدَّهَا عَلَيْكِ ، فَبُعِثَ بِهَا إِلَيْهِ ، فَدَعَا زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ ، فَأَمَرَهُ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ ، وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ ، وَالْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ أَنْ يَنْسَخُوا الصُّحُفَ فِي الْمَصَاحِفِ ، وَقَالَ : مَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدٌ فَاكْتِبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ ، فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ ، فَكَتَبُوا الصُّحُفَ فِي الْمَصَاحِفِ ، فَبَعَثَ إِلَى كُلِّ أُفُقٍ بِمُصْحَفٍ ، وَأَمَرَ بِمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي كُلِّ صَحِيفَةٍ أَوْ صُحُفٍ أَنْ تُمْحَى ، أَوْ تُحْرَقَ " ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ : وَاخْتَلَفُوا يَوْمَئِذٍ فِي التَّابُوتِ ، فَقَالَ زَيْدٌ : التَّابُوةُ ، وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ وَابْنُ الزُّبَيْرِ : التَّابُوتُ ، فَرَفَعُوا اخْتِلافَهُمْ إِلَى عُثْمَانَ ، فَقَالَ : اكْتُبُوهَا التَّابُوتَ ، فَإِنَّهَا بِلِسَانِهِمْ " . قَالَ : وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ بِهَذَا الْحَدِيثِ بِالأَسَانِيدِ الَّتِي حَدَّثَنَا بِهَا أَبُو الْوَلِيدِ ، إِلا أَنَّ أَبَا الْوَلِيدِ ذَكَرِ فِي حَدِيثِهِ ، أَنَّ عُثْمَانَ أَمَرَ الْقَوْمَ أَنْ يَنْسَخُوا الصُّحُفَ فِي الْمَصَاحِفِ ، فَذَكَرَهُمْ ، وَذَكَرَ فِيهِمُ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ ، وَخَالَفَهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ ، فَقَالَ : عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ ، وَزَادَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ فِي حَدِيثِهِ ، أَنَّ عُثْمَانَ رَدَّ الصُّحُفَ إِلَى حَفْصَةَ ، وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ رَدَّ الصَّحِيفَةَ إِلَى حَفْصَةَ ، وَوَصَلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ فِي حَدِيثِهِ أَنَّهُمُ اخْتَلَفُوا هُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي التَّابُوتِ ، فَقَالَ الرَّهْطُ الْقُرَشِيُّونَ : التَّابُوتُ ، وَقَالَ زَيْدُ : التَّابُوةُ ، فَرَفَعُوا اخْتِلافَهُمْ إِلَى عُثْمَانَ ، فَقَالَ : " اكْتُبُوهُ التَّابُوتَ فَإِنَّهَ لِسَانُ قُرَيْشٍ " ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، قُلْتُ : وَالَّذِي يَعْمَلُ عَلَى أَنَّ الآيَاتِ كَانَتْ مُؤَلَّفَةً فِي سُوَرِهَا مَا رُوِّينَا فِي كِتَابِ السُّنَنِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ فِي صَلاةِ كَيْتَ بِسُورَةِ كَيْتَ ، وَفِي صَلاةِ كَيْتَ بِسُورَةِ كَيْتَ ، وَأَنَّ جَمَاعَةً مِنَ الصَّحَابَةِ حَفِظُوا جَمِيعَ الْقُرْآنَ ، وَحَفَظُوهُ فِي صُدُورِهِمْ ، مِنْهُمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ ، وَأَبُو زَيْدٍ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ وَذَكَرُوا مَعَهُمْ غَيْرَهُمْ ، قَدْ ذَكَرْنَاهُمْ فِي كِتَابِ الْمَدْخَلِ ، وَفِي كُلِّ ذَلِكَ دَلالَةٌ عَلَى أَنَّ آيَاتِ الْقُرْآنِ كَانَتْ مُؤَلَّفَةً فِي سُوَرِهَا ، إِلا أَنَّهَا كَانَتْ فِي صُدُورِ الرِّجَالِ مُثْبَتَةً ، وَعَلَى الرِّقَاعِ وَغَيْرِهَا مَكْتُوبَةً ، فَرَأَى أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ جَمْعَهَا فِي صُحُفٍ ، ثُمَّ رَأَى عُثْمَانُ نَسْخَهَا فِي مَصَاحِفَ , قَالَ أَهْلُ الْعِلْمِ : إِلا أَنَّ سُورَةَ بَرَاءَةٌ كَانَتْ مِنْ آخِرِ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ ، لَمْ يُبَيِّنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْضِعَهَا مِنَ التَّأْلِيفِ ، حَتَّى خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا ، وَكَانَتْ قِصَّتُهَا شَبِيهَةٌ بِالأَنْفَالِ ، فَقَرَنَتْهَا الصَّحَابَةُ بِالأَنْفَالِ ، وَبَيَانُ ذَلِكَ فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

صحابي

الزُّهْرِيُّ

الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه

Whoops, looks like something went wrong.