أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا شَافِعُ بْنُ مُحَمَّدٍ , حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ سَلامَةَ الْمُزَنِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ رِجَالا مِنْ قُرَيْشٍ دَخَلُوا عَلَى أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، فَقَالَ : أَلا أُحَدِّثُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالُوا : بَلَى ، فَحَدَّثَنَا عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ ، قَالَ : " لَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ جِبْرِيلُ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ! إِنَّ اللَّهَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ تَكْرِيمًا لَكَ ، وَتَشْرِيفًا لَكَ ، وَخَاصَّةً لَكَ ، أَسْأَلُكَ عَمَّا هُوَ أَعْلَمُ بِهِ مِنْكَ ، يَقُولُ : كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ ، قَالَ : أَجِدُنِي يَا جِبْرِيلُ مَغْمُومًا ، وَأَجِدُنِي يَا جِبْرِيلُ مَكْرُوبًا ، ثُمَّ جَاءَهُ الْيَوْمَ الثَّانِيَ ، وَقَالَ لَهُ : ذَلِكَ ، فَرَدَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا رَدَّ أَوَّلَ يَوْمٍ ، ثُمَّ جَاءَهُ الْيَوْمَ الثَّالِثَ ، فَقَالَ لَهُ : كَمَا قَالَ أَوَّلَ يَوْمٍ ، وَرَدَّ عَلَيْهِ كَمَا رَدَّ ، وَجَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ ، يُقَالُ لَهُ إِسْمَاعِيلُ عَلَى مِائَةِ أَلْفٍ ، كُلُّ مَلَكٍ عَلَى مِائَةِ أَلْفِ مَلَكٍ ، اسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ ، فَسَأَلَ عَنْهُ ، ثُمَّ قَالَ جِبْرِيلُ : هَذَا مَلَكُ الْمَوْتِ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْكَ ، مَا اسْتَأْذَنَ عَلَى آدَمِيٍّ قَبْلَكَ ، وَلا يَسْتَأْذِنُ عَلَى آدَمِيٍّ بَعْدَكَ ، فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلامُ : ائْذَنْ لَهُ ، فَأَذِنَ لَهُ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ اللَّهَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ ، فَإِنْ أَمَرْتَنِي أَنْ أَقْبِضَ رُوحَكَ قَبَضْتُهُ ، وَإِنْ أَمَرْتَنِي أَنْ أَتْرُكَهُ تَرَكْتُهُ ، فَقَالَ : أَوَتَفْعَلُ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ ؟ ، قَالَ : نَعَمْ ! بِذَلِكَ أُمِرْتُ ، وَأُمِرْتُ أَنْ أُطِيعَكَ ، فَنَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جِبْرِيلَ ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ اللَّهَ اشْتَاقَ إِلَى لِقَائِكَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَلَكِ الْمَوْتِ : امْضِ لِمَا أُمِرْتَ بِهِ ، فَقَبَضَ رُوحَهُ ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَاءَتِ التَّعْزِيَةُ ، سَمِعُوا صَوْتًا مِنْ نَاحِيَةِ الْبَيْتِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، إِنَّ فِي اللَّهِ عَزَاءٌ مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ ، وَخَلَفًا مِنْ كُلِّ هَالِكٍ ، وَدَرْكًا مِنْ كُلِّ فَائِتٍ ، فَبِاللَّهِ فَثِقُوا ، وَإِيَّاهُ فَارْجُوا فَإِنَّمَا الْمُصَابُ مَنْ حُرِمَ الثَّوَابَ ، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَتَدْرُونَ مَنْ هَذَا ؟ هَذَا الْخَضِرُ عَلَيْهِ السَّلامُ " ، لَقَدْ رُوِّينَا هَذَا فِي الْخَبَرِ الَّذِي قَبْلَهُ بِإِسْنَادٍ آخَرَ ، وَالْمُرَادُ بِقَوْلِهِ : إِنَّ اللَّهَ اشْتَاقَ إِلَى لِقَائِكَ ، أَيْ أَرَادَ رَدَّكَ مِنْ دُنْيَاكَ إِلَى آخِرَتِكَ لِيَزِيدَ فِي كَرَامَتِكَ ، وَنِعْمَتِكَ وَقُرْبَتِكَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ | علي زين العابدين / ولد في :35 / توفي في :93 | ثقة ثبت |
أَبِيهِ | محمد الباقر / ولد في :55 / توفي في :118 | ثقة |
جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ | جعفر الصادق | صدوق فقيه إمام |
الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ | القاسم بن عبد الله العمري / توفي في :161 | متروك متهم بالكذب |
الشَّافِعِيُّ | أحمد بن محمد الشافعي | ثقة |
أَبُو جَعْفَرِ بْنُ سَلامَةَ الْمُزَنِيُّ | أحمد بن محمد الطحاوي | ثقة ثبت |
شَافِعُ بْنُ مُحَمَّدٍ | أبو النضر بن أبي عوانة | صدوق حسن الحديث |
أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ | إبراهيم بن محمد المهرجاني | ثقة حافظ |