أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ، أنا أَبُو بُكَيْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى ، نا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَيْهَقِيُّ ، نا هَارُونُ بْنُ الْفَضْلِ الرَّازِيُّ ، نا جَرِيرٌ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ ، قَالَ : لَمَّا مَاتَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ وَجَدُوا بِظَهْرِهِ أَثَرًا ، فَسَأَلُوا عَنْهُ ، فَقَالُوا : " هَذَا مِمَّا كَانَ يَنْقُلُ الْجِرَبَ بِاللَّيْلِ عَلَى ظَهْرِهِ إِلَى مَنَازِلِ الأَرَامِلِ " ، قَالَ أَحْمَدُ : " وَمِنْهَا أَنْ لا يَمُنَّ عَلَى السَّائِلِ وَلا يُؤْذِيَهُ بالتَّعْيِيرِ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى سورة البقرة آية 264 وَقَالَ : قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى سورة البقرة آية 263 ، وَمَعْنَى هَذَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ الصَّدَقَةَ تُسِرُّ السَّائِلَ ، وَتُوجِبُ لِلْمُعْطِي أَجْرًا ، وَالْمَنِّ وَالأَذَى يَسُوءُ السَّائِلَ وَيُوجِبُ عَلَى الْمُعْطِي إِثْمًا ، فَإِنْ ذَهَبَ أَحَدُهُمَا بِالأَجْرِ قِصَاصًا صَارَ الْمُعْطِي كَأَنْ لَمْ يُعْطِ ، وَلَمْ يَمْنُنْ ، وَعَادَ إِلَى أَصْلِ أَمْرِهِ ، قَالَ : وَالْحَسَنَةُ إِنَّمَا تَكُونُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِذَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَإِذَا جَاءَ الْمَنُّ فَقَدِ انْصَرَفَتِ الْعَطِيَّةُ عَنْ وَجْهِ اللَّهِ إِلَى وَجْهِ الْمُعْطِي ، وَلَوْلا ذَلِكَ لَمْ يَمُنَّ ، وَإِذَا انْصَرَفَتْ إِلَى وَجْهِهِ ارْتَفَعَ حُكْمُ التَّضْعيفِ عَنْهَا ، وَذَهَبَ مَا كَانَ فِيهَا مِنْ إِدْخَالِ السُّرُورِ عَلَى الْمُعْطِي ، أَوَلا بإِدْخالِ الْمَسَاءَةِ فِيهَا ، ثَانِيًا فَصَارَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الْعَطَاءِ ، وَالْمَنِّ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
جَرِيرٌ | جرير بن عبد الحميد الضبي | ثقة |