أَخْبَرَنَا أَبُو ذَرِّ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ الْمُذَكِّرُ ، وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ ، قَالا : نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمِهْرِجَانِيُّ ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ ، أنا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي أُمِّهِ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ الْيَمَانِيِّ ، قَالَ : " لَمَّا تَابَ اللَّهُ عَلَى آدَمَ ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَسِيرَ إِلَى مَكَّةَ ، فَطَوَى لَهُ الأَرْضَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى مَكَّةَ ، فَلَقِيَتْهُ الْمَلائِكَةُ بِالأَبْطَحِ فَرَحَّبَتْ بِهِ ، وَقَالَتْ لَهُ : يَا آدَمُ ! إِنَّا لَمُسْتَطَرَكَ بِرُّ حَجِّكَ ، أَمَا إِنَّا قَدْ حَجَجْنَا هَذَا الْبَيْتَ قَبْلَكَ بِأَلْفَيْ عَامٍ ، وَأَمَرَ اللَّهُ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ يُعَلِّمُهُ الْمَنَاسِكَ وَالْمَشَاعِرَ كُلِّهَا ، وَانْطَلَقَ بِهِ حَتَّى أَوْقَفَهُ فِي عَرَفَاتٍ ، وَالْمُزْدَلِفَةِ ، وَبِمِنًى ، وَعَلَى الْجِمَارِ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الصَّلاةَ وَالزَّكَاةَ وَالصَّوْمَ وَالاغْتِسَالَ مِنَ الْجَنَابَةِ " ، وَذَكَرَ وَهْبٌ : " أَنَّ الْبَيْتَ كَانَ عَلَى عَهْدِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ يَاقُوتَةً حَمْرَاءَ تَلْتَهِبُ نُورًا مِنْ يَاقُوتِ الْجَنَّةِ لَهَا بَابَانِ شَرْقِيٌّ وَغَرْبِيٌّ مِنْ ذَهَبٍ مِنْ تِبْرِ الْجَنَّةِ ، وَكَانَ فِيهَا ثَلاثُ قَنَادِيلَ مِنْ تِبْرِ الْجَنَّةِ فِيهَا نُورٌ يَلْتَهِبُ بِلَهَبٍ مَنْظُومٍ بِنُجُومٍ مِنْ يَاقُوتٍ أَبْيَضَ ، وَالرُّكْنُ يَوْمَئِذٍ نَجْمٌ مِنْ نُجُومِهَا يَاقُوتَةٌ بَيْضَاءُ فَلَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى كَانَ فِي عَهْدِ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلامُ ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ : إِنَّ خَيْمَةَ آدَمَ وَهِيَ الْيَاقُوتَةُ لَمْ تَزَلْ فِي مَكَانِهَا حَتَّى قَبَضَ اللَّهُ آدَمَ ثُمَّ رَفَعَهَا إِلَيْهِ وَبَنَى بَنُو آدَمَ فِي مَوْضِعَهَا بَيْتًا مِنَ الطِّينِ وَالْحِجَارَةِ فَلَمَّا يَزَلْ مَعْمُورًا حَتَّى كَانَ زَمَنُ الْغَرَقِ فَرُفِعَ مِنَ الْغَرَقِ فَوُضِعَ تَحْتَ الْعَرْشِ ، وَمَكَثَتِ الأَرْضُ خَرَابًا أَلْفَيْ سَنَةٍ فَلَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى كَانَ زَمَنُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ فَأَمَرَهُ أَنْ يَبْنِي بَيْتَهُ فَجَاءَتِ السَّكِينَةُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ كَأَنَّهَا سَحَابَةٌ فِيهَا رَأْسٌ تَتَكَلَّمُ لَهَا وَجْهٌ كَوَجْهِ الإِنْسَانِ ، فَقَالَتْ : يَا إِبْرَاهِيمُ ! خُذْ قَدْرَ ظِلِّي فَابْنِ عَلَيْهِ لا تَزِدْ شَيْئًا ، وَلا تُنْقِصْ فَأَخَذَ إِبْرَاهِيمُ قَدْرَ ظِلِّهَا ثُمَّ بَنَى هُوَ وَإِسْمَاعِيلُ الْبَيْتَ ، وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ سَقْفا فَكَانَ النَّاسُ يُلْقُونَ فِيهِ الْحُلِيَّ وَالْمَتَاعَ حَتَّى إِذَا كَادَ أَنْ يَمْتَلِئَ اسْتَعَدَّ لَهُ خَمْسُ نَفَرٍ لِيَسْرِقُوا مَا فِيهِ فَقَامَ كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى زَاوِيَةٍ ، وَانْقَحَمَ الْخَامِسُ فَسَقَطَ عَلَى رَأْسِهِ فَهَلَكَ ، وَبَعَثَ اللَّهُ عِنْدَ ذَلِكَ حَيَّةً بَيْضَاءَ سَوْدَاءَ الرَّأْسِ وَالذَّنَبِ فَحَرَسَتِ الْبَيْتَ خَمْسَ مِائَةِ عَامٍ لا يَقْرَبُ أَحَدٌ إِلا أَهْلَكَتْهُ فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى بِنْتُهُ قُرَيْشٌ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |