تفسير

رقم الحديث : 6716

أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِِ بْنِ بِشْرَانَ ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ ، نا ابْنُ نُمَيْرٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : قِيلَ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، " أَكَفَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ؟ قَالَ : لا ، وَلَكِنْ عُرِضَتْ عَلَيْهِمْ فِتْنَةٌ فَأَبَوْا أَنْ يَرْكَبُوهَا ، فَضُرِبُوا عَلَيْهَا حَتَّى رَكِبُوهَا ، ثُمَّ عُرِضَتْ عَلَيْهِمْ أَكْبَرُ مِنْهَا ، فَقَالُوا : لا نَرْكَبُ هَذِهِ أَبَدًا ، فَضُرِبُوا عَلَيْهَا حَتَّى رَكِبُوهَا ، فَانْسَلَخُوا مِنْ دِينِهِمْ كَمَا يَنْسَلِخُ الرَّجُلُ مِنْ قَمِيصِهِ " . قَالَ أَحْمَدُ : قَالَ أَصْحَابُنَا : وَالْخَتْمُ عَلَى الْقَلْبِ ، وَالطَّبْعُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ ، وَمَنْ طُبِعَ عَلَى قَلْبِهِ فِي ذَنْبٍ لَمْ يَتُبْ مِنْهُ أَبَدًا ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ سورة البقرة آية 6 ، فَآيَسَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِيمَانِهِمْ ، وَأَشَارَ إِلَى سَبَبِ ذَلِكَ وَعِلَّتِهِ ، فَقَالَ : خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ سورة البقرة آية 7 ، وَمَعْنَى الْخَتْمِ : التَّغْطِيَةُ عَلَى الشَّيْءِ وَالاسْتِيثَاقُ مِنْهُ حَتَّى لا يَدْخُلَهُ شَيْءٌ ، فَقَوْلُهُ : خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ أَيْ طَبَعَ اللَّهُ ، وَالْخَاتَمُ بِمَنْزِلَةِ الطَّابَعِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهَا لا تَعْقِلُ وَلا تَعِي خَيْرًا ، فَأَخْبَرَ أَنَّهُ حَالَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الدَّوَاعِي إِلَى الإِيمَانِ أَنْ يَخْلُصَ إِلَى قُلُوبِهِمْ ، وَحَالَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَبَيْنَ إِبْصَارِ مَا فِي الإِيمَانِ مِنَ الصَّوَابِ ، فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْكَافِرَ مَطْبُوعٌ عَلَى قَلْبِهِ مُسْتَحِيلٌ وُجُودُ الإِيمَانِ مِنْهُ ، وَقَالَ : أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ سورة النحل آية 108 ، فَأَخْبَرَ أَنَّ الْمَطْبُوعَ عَلَيْهِ غَافِلٌ ، وَوُجُودُ الْفِعْلِ الَّذِي شَرْطُهُ الاخْتِيَارُ عَنِ الْغَافِلِ عَنْهُ غَيْرُ مُمْكِنٍ ، وَأَصْلُ الطَّبْعِ فِي اللُّغَةِ مِنَ الْوَسَخِ وَالدَّنَسِ يَغْشَيَانِ السَّيْفَ ، ثُمَّ يُسْتَعْمَلُ فِيمَا يُشْبِهُ الْوَسَخَ وَالدَّنَسَ مِنَ الآثَامِ وَالأَقْذَارِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْمَقَابِحِ ، وَالاسْتِثْنَاءُ فِي قَوْلِهِ : بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلا سورة النساء آية 155 مِنْ جَمَاعَةِ الْيَهُودِ الَّذِينَ ابْتَدَأَتِ الْقَصَّةُ بِذِكْرِهِمْ لا مِنَ الْمَطْبُوعِ عَلَى قُلُوبِهِمْ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونُوا مَأْمُورِينَ بِالإِيمَانِ وَلا يَجُوزُ وُجُودُهُ مِنْهُمْ ، فَقَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الْكُفَّارِ أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ، وَالأَمْرُ بِالإِيمَانِ غَيْرُ زَائِلٍ عَنْهُمْ ، وَأَخْبَرَ أَنَّهُ أَوْحَى إِلَى نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلامُ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلا مَنْ قَدْ آمَنَ ، وَلِذَلِكَ غَرَّقَهُمْ ، ثُمَّ لا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ : إِنَّ الأَمْرَ بِالإِيمَانِ زَالَ عَنْهُمْ ، وَلَعَنَ إِبْلِيسَ وَجَعَلَهُ شَيْطَانًا ، فَصَارَ مِمَّنْ لا يُؤْمِنُ وَلا يَتُوبُ أَبَدًا ، وَلا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ إِنَّ الأَمْرَ بِالإِيمَانِ وَالتَّوْبَةِ زَائِلٌ عَنْهُ ، فَكَذَلِكَ الْمَطْبُوعُ عَلَى قَلْبِهِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، وَهَكَذَا كُلُّهُ مَعْنَى قَوْلِ الْحَلِيمِيِّ وَغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ .

الرواه :

الأسم الرتبة
حُذَيْفَةَ

صحابي

أَبُو الْحُسَيْنِِ بْنِ بِشْرَانَ

ثقة ثبت

Whoops, looks like something went wrong.