باب القول فيمن يكون مؤمنا بايمان غيره


تفسير

رقم الحديث : 74

وَفِيمَا أَنْبَأَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ إِجَازَةً ، أنبا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ ، أنبا الرَّبِيعُ ، قَالَ : قَالَ الشَّافِعِيُّ ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى الإِقْرَارُ بِالإِيمَانِ وَجْهَانِ : فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الأَوْثَانِ ، وَمَنْ لا دِينَ لَهُ يَدَّعِي أَنَّهُ دِينُ نُبُوَّةٍ ، فَإِذَا شَهِدَ أنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، فَقَدْ أَقَرَّ بِالإِيمَانِ ، وَمَتَى رَجَعَ عَنْهُ قُتِلَ ، وَمَنْ كَانَ عَلَى دِينِ الْيَهُودِيَّةِ ، وَالنَّصْرَانِيَّةِ ، فَهَؤُلاءِ يَدَّعُونَ دِينَ مُوسَى ، وَعِيسَى عَلَيْهِمَا الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ، وَقَدْ بَدَّلُوا مِنْهُ ، وَقَدْ أُخِذَ عَلَيْهِمْ فِيهِ الإِيمَانُ بِمُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَفَرُوا بِتَرْكِ الإِيمَانِ بِهِ ، وَاتِّبَاعِ دِينِهِ مَعَ مَا كَفَرُوا بِهِ مِنَ الْكَذِبِ عَلَى اللَّهِ قَبْلَهُ ، فَقَدْ قِيلَ لِي : إِنَّ فِيهِمْ مَنْ هُوَ مُقِيمٌ عَلَى دِينِهِ يَشْهَدُ أنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَيَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَيَقُولُ : لَمْ يُبْعَثْ إِلَيْنَا ، فَإِنْ كَانَ فِيهِمْ أَحَدٌ هَكَذَا ، فَقَالَ أَحَدٌ مِنْهُمْ : أَشْهَدُ أنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، لَمْ يَكُنْ هَذَا مُسْتَكْمِلَ الإِقْرَارِ بِالإِيمَانِ حَتَّى يَقُولَ : وَإِنَّ دِينَ مُحَمَّدٍ حَقٌّ ، أَوْ فَرْضٌ ، وَأَبْرَأُ مِمَّا خَالَفَ دِينَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَوْ دِينَ الإِسْلامِ ، فَإِذَا قَالَ هَذَا ، فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الإِقْرَارَ بِالإِيمَانِ " ، وَبَسَطَ الْكَلامَ فِيهِ ، وَعَلَى قيَاسِ هَذَا فَكُلُّ مَنْ تَلَفَّظَ بِكَلامٍ مُحْتَمَلٍ ، لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ مِنْهُ صَرِيحَ إِقْرَارٍ بِالإِيمَانِ حَتَّى يَأْتِيَ بِمَا يُخْرِجُهُ عَنْ حَدِّ الاحْتِمَالِ ، وَقَدْ بَسَطَ الْحَلِيمِيُّ ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ، الْكَلامَ فِي شَرْحِهِ ، وَقَدْ يَنْعَقِدُ الإِيمَانُ بِغَيْرِ الْقَوْلِ الْمَعْرُوفِ إِذَا أَتَى بِمَا يُؤَدِّي مَعْنَاهُ ، وَمَا ذَكَرْنَا مِنَ الآيَةِ دَلالَةٌ عَلَى ذَلِكَ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.