الثاني من شعب الايمان وهو باب في الايمان برسل الله صلوات الله عليهم عامة


تفسير

رقم الحديث : 130

أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَارِثِ الْبَغْدَادِيُّ ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : " إِنَّ مِنَ الْمَلائِكَةِ قَبِيلَةً يُقَالُ لَهَا : الْجِنُّ ، وَكَانَ إِبْلِيسُ مِنْهَا ، وَكَانَ يَسُوسُ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، فَسَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَمَسَخَهُ شَيْطَانًا رَجِيمًا " ، قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : فَهَذَا إِنْ ثَبَتَ يَدُلُّ عَلَى مُفَارَقَةِ هَؤُلاءِ الْقَبِيلَةِ غَيْرَهُمْ مِنَ الْمَلائِكَةِ فِي التَّسْمِيَةِ . وَزَعَمَ مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ : أَنَّ خَلْقَ إِبْلِيسَ ، وَخَلْقَ هَؤُلاءِ وَقَعَ مِنْ نَارِ السَّمُومِ ، وَمِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ ، وَهُمْ كَانُوا خُزَّانَ الْجَنَّةِ ، رَأَسَهُمْ إِبْلِيسُ ، وَكَانُوا أَهْلَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَهَبَطُوا إِلَى الأَرْضِ حِينَ اقْتَتَلَتِ الْجِنُّ الَّذِينَ كَانُوا سُكَّانَ الأَرْضِ ، وَهُمُ الَّذِينَ أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ : إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً سورة البقرة آية 30 ، وَزَعَمَ الْكَلْبِيُّ : أَنَّهُمْ كَانُوا خُزَّانَ الْجِنَانِ ، يُقَالُ لِذَلِكَ الْجِنَّةُ ، الْجِنُّ ، اشْتُقَّ لَهُمُ اسْمٌ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَكَانَ مَعَ إِبْلِيسَ أَقَالِيدُ الْجِنَانِ ، وَخَلَقَهُ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ ، وَهِيَ نَارٌ لا دُخَانَ لَهَا فَاقْتَتَلَ الْجِنُّ بَنُو الْجَانِّ ، فِيمَا بَيْنَهُمْ فَبَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى إِبْلِيسَ مِنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا فِي جُنْدٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ ، فَهَبَطُوا إِلَى الأَرْضِ ، فَأَخْرَجُوا الْجِنَّ بَنِي الْجَانِّ مِنْهَا ، وَأَلْحَقُوهُمْ بِجَزَائِرِ الْبَحْرِ ، وَسَكَنُوا الأَرْضَ ، وَهُمُ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ : إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً سورة البقرة آية 30 ، وَلَمْ يَعْنِ بِهِ الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ ، قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : فَعَلَى هَذَا يَحْتَمِلُ إِنْ كَانَ خَلْقُ هَؤُلاءِ أَيْضًا وَقَعَ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ ، أَنْ يَكُونُوا إِنَّمَا يُسَمَّوْنَ الْجِنَّ لِمَا ذَكَرَهُ الْكَلْبِيُّ ، أَوْ لِمُوَافَقَتِهِمِ الْجِنَّ فِي أَصْلِ الْخِلْقَةِ ، وَخَلْقُ غَيْرِهِمْ مِنَ الْمَلائِكَةِ ، وَقَعَ مِنْ نُورٍ ، كَمَا رَوَيْنَا مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ ، وَقَوْلُهُ : وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا سورة الصافات آية 158 ، يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِهِ هَذِهِ الْقَبِيلَةَ الَّتِي يُقَالُ لَهَا : الْجِنُّ دُونَ غَيْرِهِمْ مِنَ الْمَلائِكَةِ ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ ، قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى مُفَارَقَةِ الْجِنِّ الْمَلائِكَةَ ، أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَخْبَرَ أَنَّهُ يَسْأَلُ الْمَلائِكَةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ، فَيَقُولُ لَهُمْ : أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ سورة سبأ آية 40 ، فَيَقُولُ الْمَلائِكَةُ : سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ سورة سبأ آية 41 ، فَثَبَتَ بِهَذَا أَنَّ الْمَلائِكَةَ غَيْرُ الْجِنِّ ، فَقَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ هَذَا التَّبَرِّي مِنَ الْمَلأِ الأَعْلَى الَّذِينَ كَانُوا لا يُسَمَّوْنَ جِنًّا ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

الرواه :

الأسم الرتبة
ابْنِ عَبَّاسٍ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.