أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي وَالِدِي إِسْحَاقُ بْنُ يَسَارٍ ، قَالَ : حُدِّثْتُ " أَنَّهُ كَانَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، امْرَأَةٌ مَعَ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ ، فَمَرَّ بِامْرَأَتِهِ تِلْكَ ، وَقَدْ أَصَابَهُ أَثَرٌ مِنْ طِينٍ ، عَمِلَ بِهِ ، فَدَعَاهَا إِلَى نَفْسِهِ ، فَأَبْطَأَتْ عَلَيْهِ ، لِمَا رَأَتْ مِنْ عَمَلِ الطِّينِ ، فَدَخَلَ فَغَسَلَ عَنْهُ أَثَرَ الطِّينِ ، ثُمَّ دَخَلَ عَامِدًا إِلَى آمِنَةَ ، ثُمَّ دَعَتْهُ صَاحِبَتُهُ ، الَّتِي كَانَ أَرَادَ إِلَى نَفْسِهَا ، فَأَبَى لِلَّذِي صَنَعَتْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ، فَدَخَلَ عَلَى آمِنَةَ ، فَأَصَابَهَا ، ثُمَّ خَرَجَ فَدَعَاهَا إِلَى نَفْسِهِ ، فَقَالَتْ : لا حَاجَةَ لِي بِكَ ، مَرَرْتَ بِي وَبَيْنَ عَيْنَيْكَ غُرَّةٌ ، فَرَجَوْتُ أَنْ أُصِيبَهَا مِنْكَ ، فَلَمَّا دَخَلْتَ عَلَى آمِنَةَ ، ذَهَبَتْ بِهَا مِنْكَ ، قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : فَحَمَلَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : فَكَانَتْ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ تُحَدِّثُ ، أَنَّهَا أُتِيَتْ حِينَ حَمَلَتْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقِيلَ لَهَا : إِنَّكِ قَدْ حَمَلْتِ بِسَيِّدِ هَذِهِ الأُمَّةِ ، فَإِذَا وَقَعَ بِالأَرْضِ ، فَقُولِي : أُعِيذُ الْوَاحِدَ مِنْ شَرِّ كُلِّ حَاسِدٍ فِي كُلِّ بَرٍّ عَاهِدٍ ، وَكُلِّ عَبْدٍ رَائِدٍ ، يُرَوِّدُ كُلَّ رَائِدٍ ، فَإِنَّهُ عَبْدُ الْحَمِيدِ الْمَاجِدُ ، حَتَّى أَرَاهُ قَدْ أَتَى الْمَشَاهِدَ قَالَ : وَآيَةُ ذَلِكَ أَنْ يَخْرُجَ مَعَهُ نُورٌ يَمْلأُ قُصُورَ بُصْرَى مِنْ أَرْضِ الشَّامِ ، فَإِذَا وَقَعَ فَسَمِّيهِ مُحَمَّدًا ، فَإِنَّ اسْمَهُ فِي التَّوْرَاةِ أَحْمَدُ ، يَحْمَدُهُ أَهْلُ السَّمَاءِ وَأَهْلُ الأَرْضِ ، وَاسْمُهُ فِي الإِنْجِيلِ أَحْمَدُ ، يَحْمَدُهُ أَهْلُ السَّمَاءِ وَأَهْلُ الأَرْضِ ، وَاسْمُهُ فِي الْقُرْآنِ مُحَمَّدٌ ، فَسَمِّيهِ بِذَلِكَ ، فَلَمَّا وَضَعَتْهُ ، بَعَثَتْ إِلَى عَبْدِ الْمُطَّلِبِ جَارِيَتَهَا ، وَقَدْ هَلَكَ أَبُوهُ عَبْدُ اللَّهِ وَهِيَ حُبْلَى ، وَيُقَالُ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ هَلَكَ ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنُ ثَمَانِيَةٍ وَعِشْرِينَ شَهْرًا ، وَاللَّهُ أَعْلَمَ أَيَّ ذَلِكَ كَانَ ، قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : وَمَاتَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنُ ثَمَانِ سِنِينَ ، وَهَلَكَتْ أُمُّهُ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ بِالأَبْوَاءِ ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنُ سِتِّ سِنِينَ ، قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : فَلَمَّا وَضَعَتْهُ بَعَثَتْ إِلَى عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَقَالَتْ : قَدْ وُلِدَ لَكَ اللَّيْلَةَ غُلامٌ ، فَانْظُرْ إِلَيْهِ ، فَلَمَّا جَاءَهَا أَخْبَرَتْهُ بِخَبَرِهِ ، وَحَدَّثَتْهُ بِمَا رَأَتْ حِينَ حَمَلَتْ بِهِ ، وَمَا قِيلَ لَهَا فِيهِ ، وَمَا أُمِرَتْ أَنْ تُسَمِّيَهُ ، فَأَخَذَهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ ، فَأَدْخَلَهُ فِي جَوْفِ الْكَعْبَةِ ، وَذَكَرَ ابْنُ إِسْحَاقَ دُعَاءَهُ وَأَبْيَاتَهُ الَّتِي قَالَهَا فِي شُكْرِ اللَّهِ تَعَالَى ، عَلَى مَا وَهَبَهُ ، قَالَ : وَاسْتُرْضِعَ لَهُ مِنْ حَلِيمَةَ بِنْتِ أَبِي ذُؤَيْبٍ ، وَأَبُو ذُؤَيْبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ شَجْنَةَ بْنِ جَابِرِ بْنِ رِزَامِ بْنِ نَاصِرَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ عَيْلانَ بْنِ مُضَرَ ، وَاسْمُ أَبِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، الَّذِي أَرْضَعَهُ : الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ مَلانَ بْنِ نَاصِرَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ ، وَإِخْوَتُهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ ، وَأُنَيْسَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ ، وَحُذَافَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ وَهِيَ الشَّيْمَاءُ ، وَذَكَرُوا أَنَّهَا كَانَتْ تَحْضُنُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مَعَ أُمِّهِ ، إِذَا كَانَ عِنْدَهُمْ ، وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ بْنِ آدَدَ بْنِ الْمُقَوِّمِ بْنِ نَاحُورَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ نَابِتِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ آزَرَ ، وَهُوَ فِي التَّوْرَاةِ ابْنُ تَارِخَ بْنِ نَاحُورَ بْنِ أَرِغُوَا بْنِ سَارِحِ بْنِ فَالِخِ بْنِ عَابِرِ بْنِ شَالَخَ بْنِ أَرْفَخْشَذَ بْنِ سَامَ بْنِ نُوحِ بْنِ لَمَكَ بْنِ مُتَوَشْلِخَ بْنِ أَخْنُوخَ بْنِ يَرْدَ بْنِ مُهَلايِيلَ بْنِ قَيْنَانَ بْنِ أَنُّوشَ بْنِ شِيثَ بْنِ آدَمَ أَبِي الْبَشَرِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى الأَنْبِيَاءِ الطَّيِّبِينَ الأَخْيَارُ " . أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَارِسِيُّ ، أنا أَبُو إِسْحَاقَ الأَصْبَهَانِيُّ ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ فَارِسٍ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، فَذَكَرَ هَذَا النَّسَبَ ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ : آدَدَ ، وَقَالَ فِي آزَرَ وَهُوَ فِي التَّوْرَاةِ ، تَارِحُ بْنُ نَاحُورَ بْنِ عَوْرَ بْنِ فَلاحِ بْنِ عَابِرِ بْنِ شَالَخَ بْنِ سَامَ بْنِ نُوحِ بْنِ لامِكَ بْنِ مُتَوَشْلِخَ بْنِ خَنُوخِ بْنِ مُهْلَيْلَ بْنِ قَنَانِ بْنِ شِيشَ بْنِ آدَمَ وَرَوَاهُ سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، فَخَالَفَهُ فِي بَعْضِ مَا رَوَاهُ ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ رَحِمَهُ اللَّهُ : نِسْبَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، صَحِيحَةٌ إِلَى عَدْنَانَ ، وَمَا وَرَاءَ ذَلِكَ ، فَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ يُعْتَمَدُ ، قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَذَلِكَ لاخْتِلافِ النَّسَّابِينَ فِي ذَلِكَ ، مِنْهُمْ مَنْ يَزِيدُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْقُصُ ، وَمِنْهُ مَنْ يُغَيِّرُ . أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ ، قَالَ : قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، أَمْلَى عَلَيَّ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ الطَّوِيلِ التَّيْمِيُّ ، فَقَالَ : مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ . فَذَكَرَ مِثْلَهُ إِلَى مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ ، وَأَقْرَبُ النَّاسِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ وَهُمُ الْعَبَّاسُ وَآلُ أَبِي طَالِبٍ وَآلُ الْحَارِثِ وَآلُ أَبِي لَهَبٍ ، وَأَبُو طَالِبٍ وَعَبْدُ اللَّهِ أَبُو رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَخَوَانِ مِنْ أُمٍّ دُونَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَبَنُو عَبْدِ شَمْسٍ وَالْمُطَّلِبِ وَهُمْ إِخْوَةُ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ ، ثُمَّ يَلِيهِمْ إِخْوَتُهُمْ لأَبِيهِمْ بَنُو نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ ، ثُمَّ يَلِيهِمْ بَنُو أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ ، وَبَنُو عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ ، وَذَكَرَ سَائِرَ الْقَبَائِلِ ثُمَّ قَالَ إِبْرَاهِيمُ : وَوَلَدُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ ، عَشَرَةُ نَفَرٍ وَسِتُّ نِسْوَةٍ : الْعَبَّاسُ ، وَحَمْزَةُ ، وَعَبْدُ اللَّهِ ، وَأَبُو طَالِبٍ وَاسْمُهُ عَبْدُ مَنَافٍ ، وَالزُّبَيْرُ ، وَالْحَارِثُ ، وَحَجْلٌ ، وَالْمُقَوِّمُ ، وَأَبُو لَهَبٍ وَاسْمُهُ عَبْدُ الْعُزَّى ، وَصَفِيَّةُ ، وَأَمُّ حَكِيمٍ وَهِيَ الْبَيْضَاءُ ، وَعَاتِكَةُ ، وَأُمَيْمَةُ ، وَأَرْوَى ، وَبَرَّةُ ، قَالَ : فَوَلَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، سَيِّدَ وَلَدِ آدَمَ مُحَمَّدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، وَأُمُّهُ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ ، ثُمَّ ذَكَرَ أَنْسَابَ الْجَدَّاتِ ، ثُمَّ قَالَ : وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَشْرَفُ وَلَدِ آدَمَ حَسَبًا ، وَأَفْضَلُهُمْ نَسَبًا ، مِنْ قِبَلِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |