أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أنا ابْنُ نَجِيحٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي يُوسُفُ بْنُ مَاهَكَ ، قَالَ : إِنِّي عِنْدَ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، إِذْ جَاءَهَا أَعْرَابِيٌّ ، فَقَالَ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَرِينِي مُصْحَفَكِ ، قَالَتْ : " لِمَهْ ؟ " ، قَالَ : لَعَلِّي أُؤَلِّفُ الْقُرْآنَ عَلَيْهِ ، وَأَنَا أَقْرَؤُهُ غَيْرَ مُؤَلَّفٍ ، قَالَتْ : " وَمَا يَضُرُّكَ أَيَّةَ قَرَأْتَ قَبْلُ ؟ إِنَّمَا أُنْزِلَ أَوَّلَ مَا أُنْزِلَ مِنْهُ سُورَةٌ مِنَ الْمُفَصَّلِ ، فِيهَا ذِكْرُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، حَتَّى إِذَا ثَابَ النَّاسُ إِلَى الإِسْلامِ ، نَزَلَ الْحَلالُ وَالْحَرَامُ ، وَلَوْ نَزَلَ أَوَّلُ شَيْءٍ لا تَشْرَبُوا الْخَمْرَ ، لَقَالُوا : لا نَدَعُهَا أَبَدًا ، وَلَوْ نَزَلَ لا تَزْنُوا ، لَقَالُوا : لا نَدَعُ الزِّنَا ، لَقَدْ نَزَلَ بِمَكَّةَ وَإِنِّي لَجَارِيَةٌ أَلْعَبُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ سورة القمر آية 46 ، وَمَا نَزَلَتْ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَالنِّسَاءِ ، إِلا وَأَنَا عِنْدَهُ " ، قَالَ : فَأَطْرَحَتْ لَهُ الْمُصْحَفَ ، فَأَمْلَتْ عَلَيْهِ آيَّ السُّوَرِ " . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ . قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَأَحْسَنُ مَا يُحْتَجُّ بِهِ فِي هَذَا الْفَصْلِ ، أَنْ يُقَالَ : هَذَا التَّأْلِيفُ لِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ جَلَّ مَأْخُوذٌ مِنْ جَمْعَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَعَلَّهُ أَخَذَهُ مِنْ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَالأَوْلَى بِالْقَارِئِ أَنْ يَقْرَأَهُ عَلَى التَّأْلِيفِ الْمَنْقُولِ الْمُجْتَمَعِ عَلَيْهِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَائِشَةَ | عائشة بنت أبي بكر الصديق / توفي في :57 | صحابي |