أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ نَظِيفٍ الْفَرَّاءُ ، بِمَكَّةَ ، ثنا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْعَتَكِيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ ، بِمَتِيحَ ، ثنا صَالِحُ بْنُ زِيَادٍ أَبُو شُعَيْبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْيَزِيدِيَّ ، يَقُولُ : عَبَرَ حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ ، عَلَى بَابِ قَوْمٍ بِالْبَصْرَةِ ، فَاسْتَسْقَى مِنْهُمْ ، فَلَمَّا خَرَجَ إِلَيْهِ الْكُوزُ ، رَدَّهُ ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ ، فَقَالَ : " أَخْشَى أَنْ يَكُونَ بَعْضُ صِبْيَانِ هَذِهِ الدَّارِ ، قَرَأَ عَلَيَّ ، فَيَكُونَ ثَوَابِي مِنْهُ " ، قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : وَأَمَّا بَيْعُ الْمَصَاحِفِ ، وَاشْتِرَاؤُهَا ، فَقَدْ ذَكَرْنَا فِي آخِرِ كِتَابِ الْبُيُوعِ مِنْ كِتَابِ السُّنَنِ ، أَنَّ الصَّحَابَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، فَمَنْ بَعْدَهُمْ تَكَلَّمُوا فِي ذَلِكَ ، فَمِنْهُمْ مَنْ كَرِهَ ذَلِكَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ كَرِهَ بَيْعَهَا ، وَلَمْ يَكْرَهِ اشْتِرَاءَهَا ، وَمَعْنَى الْكَرَاهِيَةِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، تَعْظِيمُ الْمُصْحَفِ مِنْ أَنْ يُجْعَلَ مُتَّجَرًا ، وَقَدْ رَخَّصَ فِي بَيْعِهَا جَمَاعَةٌ مِنَ التَّابِعِينَ ، مِنْهُمْ : جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ وَالْحَسَنُ وَالشَّعْبِيُّ وَعِكْرِمَةُ ، وَأَمَّا تَعْلِيمُ الْقُرْآنِ بِالأُجْرَةِ ، فَقَدْ كَرِهَهُ جَمَاعَةٌ ، وَوَرَدَ فِيهِ أَخْبَارٌ وَرَخَّصَ فِيهِ آخَرُونَ ، وَحَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ فِي الرُّقْيَةِ ، بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ ، وَأَخْذِ الْجُعْلِ عَلَيْهَا ، وَالَّذِي رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي تِلْكَ الْقَصَّةِ ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " إِنَّ أَحَقَّ مَا أَخَذْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلّ " ، يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ ذَلِكَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَرُوِّينَا عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّهُ كَانَ يَرْزُقُ الْمُعَلِّمِينَ ، وَعَنْ عَطَاءٍ وَالْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ وَأَبِي قِلابَةَ وَالْحَكَمِ الرُّخْصَةُ فِي ذَلِكَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |