وَأَخْبَرَنَا وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، ثنا يَعْقُوبُ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، أنا الْمُسْتَلِمُ بْنُ سَعِيدٍ الْوَاسِطِيُّ ، أنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ الْعَبْدِيُّ ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ ، قَالَ : خَرَجْنَا فِي غَزْوَةٍ إِلَى كَابُلَ ، وَفِي الْجَيْشِ صِلَةُ بْنُ الأَشْيَمِ ، قَالَ : فَتَرَكَ النَّاسَ عِنْدَ الْعَتَمَةِ ، ثُمَّ اضْطَجَعَ فَالْتَمَسَ غَفْلَةَ النَّاسِ حَتَّى إِذَا ، قُلْتُ : هَدَأَتِ الْعُيُونُ ، وَثَبَ فَدَخَلَ غَيْضَةً قَرِيبًا مِنْهُ ، وَدَخَلْتُ فِي إِثْرِهِ فَتَوَضَّأَ ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي فَافْتَتَحَ ، قَالَ : وَجَاءَ أَسَدٌ حَتَّى دَنَا مِنْهُ ، فَصَعِدْتُ فِي شَجَرَةٍ ، قَالَ : فَتَرَاهُ الْتَفَتَ إِلَيْهِ أَوْ عَذَّبَهُ حَتَّى سَجَدَ ، فَقُلْتُ : الآنَ يَفْتَرِسُهُ ، فَلا شَيْءَ ، فَجَلَسَ ثُمَّ سَلَّمَ ، فَقَالَ : أَيُّهَا السَّبُعُ اطْلُبِ الرِّزْقَ مِنْ مَكَانٍ آخَرَ فَوَلَّى ، وَإِنَّ لَهُ زَئِيرًا أَقُولُ تَصَدَّعُ الْجِبَالُ مِنْهُ ، فَمَا زَالَ كَذَلِكَ يُصَلِّي حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ الصُّبْحِ جَلَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ بِمَحَامِدَ لَمْ أَسْمَعْ بِمِثْلِهَا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمّ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُجِرْنِي مِنَ النَّارِ أَوَ مِثْلِي يَجْتَرِئُ أَنْ يَسْأَلَكَ الْجَنَّةَ ، ثُمَّ رَجَعَ فَأَصْبَحَ كَأَنَّهُ بَاتَ عَلَى الْحَشَايَا ، وَأَصْبَحْتُ وَبِي مِنَ الْفَتْرَةِ شَيْءٌ اللَّهُ بِهِ عَلِيمٌ ، قَالَ : فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنْ أَرْضِ الْعَدُوِّ ، قَالَ الأَمِيرُ : لا يَتَدَنَّ أَحَدٌ مِنَ الْعَسْكَرِ ، قَالَ : فَذَهَبَتْ بَغْلَتُهُ يَعْنِي بَغْلَةَ صِلَةَ بِثِقْلِها ، فَأَخَذَ يُصَلِّي ، فَقَالُوا لَهُ : إِنَّ النَّاسَ قَدْ ذَهَبُوا فَمَضَى ، ثُمَّ قَالَ : دَعُونِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ، قَالُوا : إِنَّ النَّاسَ قَدْ ذَهَبُوا ، قَالَ : إِنَّمَا هُمَا خَفِيفَتَانِ ، قَالَ : فَدَعَا ، ثُمّ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أُقْسِمُ عَلَيْكَ أَنْ تَرُدَّ عَلَيَّ بَغْلَتِي وَثُقْلِهَا ، قَالَ : فَجَاءَتْ حَتَّى قَامَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَلَمَّا الْتَقَيْنَا الْعَدُوَّ حُمِلَ هُوَ وَهِشَامُ بْنُ عَامِرٍ فَصَنَعَا بِهِمْ طَعْنًا وَضَرْبًا وَقَتْلا ، قَالَ : فَلَيْسَ ذَلِكَ الْيَوْمُ الْعَدُوَّ ، وَقَالُوا : إِنَّ رَجُلَيْنِ مِنَ الْعَرَبِ صَنَعَا بِنَا هَذَا ، فَكَيْفَ لَوْ قَاتَلُونا الْمُسْلِمِينَ ؟ فَأَعْطُوا لِلْمُسْلِمِينَ حَاجَتَهُمْ ، فَقُلْتُ لأَبِي هُرَيْرَةَ : إِنَّ هِشَامَ بْنَ عَامِرٍ وَكَانَ يُجَالِسُهُ أَلْقَى بِيَدِهِ إِلَى التَّهْلُكَةِ ، فَأَخْبَرَهُ خَبَرَهُ ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : " كَلا وَلَكِنَّهُ الْتَمَسَ هَذِهِ الآيَةَ : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ سورة البقرة آية 207 " .
| الأسم | الشهرة | الرتبة |
| أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ | محمد بن الحسين المتوثي / ولد في :335 / توفي في :415 | ثقة |