الثامن والعشرون من شعب الايمان وهو باب في الثبات للعدو وترك الفرار من الزحف


تفسير

رقم الحديث : 6920

وَقَدْ وَقَدْ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : " لا يَقْضِي بَيْنَ النَّاسِ إِلا حَصِيفُ الْعَقْلِ ، أَرِبُ الْعُقْدَةِ ، لا يُطَّلَعُ مِنْهُ عَلَى عَوْرَةٍ ، وَلا يُحْنَقُ عَلَى جَرَاءَةٍ ، وَلا يَأْخُذْهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لائِمٍ " وَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " السُّلْطَانُ أَرْبَعَةٌ : فَأَمِيرٌ قَوِيٌّ طَلَّقَ نَفْسَهُ وَعُمَّالُهُ فَذَلِكَ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، يَدُ اللَّهِ بَاسِطَةٌ عَلَيْهِ بِالرَّحْمَةِ ، وَأَمِيرٌ طَلَّقَ نَفْسَهُ وَأَرْتَعَ عُمَّالُهُ لِضَعْفِهِ ، فَهُوَ عَلَى شَفَا هَلاكٍ ، إِلا أَنْ يَتْرُكَهُمْ ، وَأَمِيرٌ طَلَّقَ عُمَّالَهُ وَأَرْتَعَ نَفْسَهُ ، فَذَلِكَ الْحُطَمَةُ الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " شَرُّ الرُّعَاةِ الْحُطَمَةُ فَهُوَ الْهَالِكُ وَحْدَهُ ، وَأَمِيرٌ أَرْتَعَ نَفْسَهُ وَعُمَّالُهُ فَهَلَكُوا جَمِيعًا وقد بَلَغَنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " أَتَيْتُكَ بِخَبَرٍ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ بِمَفَاتِيحِ النَّارِ ، فَوُضِعَتْ عَلَى النَّارِ تُسَعَّرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : صِفْ لِي النَّارَ ، فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ أَمَرَ بِهَا ، فَأَوْقَدَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى احْمَرَّتْ ، ثُمَّ أَوْقَدَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى اصْفَرَّتْ ، ثُمَّ أَوْقَدَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى اسْوَدَّتْ ، فَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ ، لا يُطْفَأُ لَهَبُهَا وَلا جَمْرُهَا ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَوْ أَنَّ ثَوْبًا مِنْ ثِيَابِ أَهْلِ النَّارِ ظَهَرَ لأَهْلِ الأَرْضِ لَمَاتُوا جَمِيعًا ، وَلَوْ أَنَّ ذَنُوبًا مِنْ شَرَابِهَا صُبَّ فِي مِيَاهِ أَهْلِ الأَرْضِ جَمِيعًا لَقُتِلَ مَنْ ذَاقَهُ ، وَلَوْ أَنَّ ذِرَاعًا مِنَ السِّلْسِلَةِ الَّتِي ذَكَرَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وُضِعَ عَلَى جِبَالِ الأَرْضِ لَذَابَتْ وَمَا اشْتَعَلَتْ ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلا أُدْخِلَ النَّارَ ثُمَّ أُخْرِجَ مِنْهَا لَمَاتَ أَهْلُ الأَرْضِ مِنْ نَتَنِ رِيحِهِ وَتَشْوِيهِ خَلْقِهِ وَعَظْمِهِ ، فَبَكَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَبَكَى جِبْرِيلُ لِبُكَائِهِ ، فَقَالَ : بَلَى يَا مُحَمَّدُ ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ، قَالَ : أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا ؟ وَلِمَ بَكَيْتَ يَا جِبْرِيلُ وَأَنْتَ الرُّوحُ الأَمِينُ ، أَمِينُ اللَّهِ عَلَى وَحْيِهِ ؟ فَقَالَ : إِنِّي أَخَافُ أَنْ أُبْتَلَى بِمِثْلِ مَا ابْتُلِيَ بِهِ هَارُوتُ ، وَمَارُوتُ ، فَهُوَ الَّذِي مَنَعَنِي مِنَ اتِّكَالِي عَلَى مَنْزِلَتِي عِنْدَ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ ، فَأَكُونُ قَدْ أَمِنْتُ مَكْرَهُ ، فَلَمْ يَزَالا يَبْكِيَانِ حَتَّى نُودِيَ مِنَ السَّمَاءِ : أَنْ يَا جِبْرِيلُ وَيَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَمَّنَكُمَا أَنْ تَعْصِيَاهُ فَيُعَذِّبَكُمَا وَقَدْ بَلَغَنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، قَالَ : " اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُبَالِي إِذَا قَعَدَ الْخَصْمَانِ بَيْنَ يَدَيَّ عَلَى مَنْ حَالَ الْحَقُّ مِنْ قَرِيبٍ أَوْ بَعِيدٍ فَلا تُمْهِلْنِي طَرْفَةَ عَيْنٍ . يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ أَشَدَّ الشِّدَّةِ الْقِيَامُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَإِنَّ أَكْرَمَ الْكَرَمِ عِنْدَ اللَّهِ التَّقْوَى ، وَإِنَّ مَنْ طَلَبَ الْعِزَّ بِطَاعَةِ اللَّهِ رَفَعَهُ وَأَعَزَّهُ ، وَمَنْ طَلَبَهُ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ أَذَلَّهُ اللَّهُ وَوَضَعَهُ ، فَهَذِهِ نَصِيحَتِي وَالسَّلامُ عَلَيْكَ ، ثُمَّ نَهَضْتُ ، فَقَالَ : إِلَى أَيْنَ ؟ فَقُلْتُ : إِلَى الْبَلَدِ وَالْوَطَنِ بِإِذْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، قَالَ : قَدْ أَذِنْتُ لَكَ ، وَشَكَرْتُ لَكَ نَصِيحَتَكَ وَقَبِلْتُهَا بِقَوْلِهَا ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمُوَفَّقُ لِلْخَيْرِ وَالْمُعِينُ عَلَيْهِ ، وَبِهِ أَسْتَعِينُ وَعَلَيْهِ أَتَوَكَّلُ ، وَهُوَ حَسْبِي وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، فَلا تُخْلِينِي مِنْ مُطَالَعَتِكَ إِيَّايَ بِمِثْلِهَا ، فَإِنَّكَ الْمَقْبُولُ الْقَوْل غَيْرُ الْمُتَّهَمِ فِي نَصِيحَتِهِ ، قُلْتُ : أَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ : فَأَمَرَ لَهُ بِمَالٍ يَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى خُرُوجِهِ فَلَمْ يَقْبَلْهُ ، وَقَالَ : أَنَا فِي غِنًى عَنْهُ ، وَمَا كُنْتُ أَبِيعُ نَصِيحَتِي بِعَرَضٍ مِنْ أَعْرَاضِ الدُّنْيَا كُلِّهَا ، وَعَرَفَ الْمَنْصُورُ مَذْهَبَهُ فَلَمْ يجد عَلَيْهِ فِي رَدِّهِ " ، قَالَ الْحَاكِمُ : هَذَا حَدِيثٌ تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نَاصِحٍ الأَدِيبُ ، وَهُوَ مُقَدَّمٌ فِي أَصْحَابِ الأَصْمَعِيِّ ، يُلَقَّبُ بِأَبِي . . . . حَدَّثَ عَنْ يَحْيَى بْنِ صَاعِدٍ وَغَيْرِهِ مِنَ الأَئِمَّةِ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.