أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ , قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنَ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيَّ , يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ سَعِيدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ , يَقُولُ : " يَنْبَغِي لِمَنْ يَخَافُ اللَّهَ ، عَزَّ وَجَلَّ ، لا يَأْتِي بَابَ السُّلْطَانِ حَتَّى يُدْعَى , فَيَأْتِيَهُ وَهُوَ خَائِفٌ مِنْ رَبِّهِ ، عَزَّ وَجَلَّ , فَيَأْمُرَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ , وَيَقُولَ الْحَقَّ كَمَا جَاءَ فِي الْخَبَرِ : أَفْضَلُ الْجِهَادِ كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ , ثُمَّ يَنْصَرِفَ عَنْهُمْ وَهُوَ خَائِفٌ مِنْ رَبِّهِ , فَهَذَا غَيْرُ مُفْتَتَنٍ ، إِنَّمَا الْمُفْتَتَنُ أَنْ يَأْتِيَهُمْ رَاغِبًا طَالِبًا لِلدُّنْيَا طَالِبًا لِلْعِزِّ فِي الدُّنْيَا طَالِبًا لِلرِّئَاسَةِ فِي النَّاسِ يَتَعَزَّزُ بِعِزِّ السُّلْطَانِ وَيَتَكَبَّرُ بِسُلْطَانِهِ , فَإِذَا أَتَاهُمْ دَاهَنَهُمْ , وَمَالَ إِلَيْهِمْ , وَرَضِيَ بِسُوءِ فِعْلِهِمْ , وَأَعَانَهُمْ عَلَيْهِ وَصَدَّقَهُمْ عَلَى غَيْرِ الْحَقِّ مِنْ قَوْلِهِمْ , وَرَجَعَ عَنْهُمْ مُفْتَخِرًا بِهِمْ آمِنًا لِمَكْرِ اللَّهِ , مُعْتَزًّا بِمَا نَالَ مِنَ الْعِزِّ بِهِمْ , يُؤْذِي النَّاسَ وَيَطْغَى فِيهِمْ , وَيَتَقَوَّى عَلَيْهِمْ بِاخْتِلافٍ إِلَى السُّلْطَانِ , فَهَذَا الَّذِي افْتُتِنَ وَنَسِيَ الآخِرَةَ ، وَعَصَى رَبَّهُ ، وَآذَى الْمُؤْمِنِينَ وَنَقَصَ مِنْ دِينِهِ مَا لا يَجْبُرُهُ الدُّنْيَا كُلُّهَا لَوْ كَانَتْ لَهُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |