أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْخَرَقِيُّ ، أنا أحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي حَاتِمٍ الأَزْدِيِّ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ هَانِئٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ لأَبِي حَازِمٍ : " مَا شُكْرُ الْعَيْنَيْنِ يَا أَبَا حَازِمٍ ؟ قَالَ : إِنْ رَأَيْتَ بِهِمَا خَيْرًا أَعْلَنْتَهُ وَإِنْ رَأَيْتَ بِهِمَا شَرًّا سَتَرْتَهُ ، قَالَ : فَمَا شُكْرُ الأُذُنَيْنِ ؟ قَالَ : إِنْ سَمِعْتَ بِهِمَا خَيْرًا وَعَيْتَهُ وَإِنْ سَمِعْتَ بِهِمَا شَرًّا أَخْفَيْتَهُ ، قَالَ : فَمَا شُكْرُ الْيَدَيْنِ ؟ قَالَ : لا تَأْخُذْ بِهِمَا مَا لَيْسَ لَهُمَا وَلا تَمْنَعْ حَقًّا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ هُوَ فِيهِمَا ، قَالَ : مَا شُكْرُ الْبَطْنِ ؟ قَالَ : أَنْ يَكُونَ أَسْفَلَهُ طَعَامًا وَأَعْلاهُ عِلْمًا ، قَالَ : مَا شُكْرُ الْفَرْجِ ؟ قَالَ : كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ سورة المؤمنون آية 6 إِلَى قَوْلِهِ : فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ سورة المؤمنون آية 7 ، قَالَ : فَمَا شُكْرُ الرِّجْلَيْنِ ؟ قَالَ : إِنْ رَأَيْتَ حَيًّا غَبَطْتَهُ اسْتَعْمَلْتَ بِهِمَا عَمَلَهُ وَإِنْ رَأَيْتَ مَيِّتًا مَقَتَّهُ كَفَفْتَهُمَا عَنْ عَمَلِهِ ، وَأَنْتَ شَاكِرٌ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَأَمَّا مَنْ شَكَرَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَشْكُرْ بِجَمِيعِ أَعْضَائِهِ ، فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ رَجُلٍ لَهُ كِسَاءٌ فَأَخَذَ بِطَرَفِهِ وَلَمْ يَلْبَسْهُ ، فَلَمْ يَنْفَعْهُ ذَاكَ مِنَ الْحَرِّ وَالْبَرْدِ وَالثَّلْجِ وَالْمَطَرِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |