تفسير

رقم الحديث : 1409

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ الإِسْكَنْدَرَانِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْمَلَطِيَّ ، يَقُولُ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ : " فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا سورة النساء آية 125 ، قَالَ : أَظْهَرَ اسْمَ الْخُلَّةِ لإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، لأَنَّ الْمُلْكَ ظَاهِرٌ فِي الْمَعْنَى ، وَأَبْقَى اسْمَ الْمَحَبَّةِ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لِتَمَامِ حَالِهِ إِذْ لا يُحِبُّ الْحَبِيبُ إِظْهَارَ حَالِ حَبِيبِهِ ، بَلْ يُحِبُّ إِخْفَاءَهُ ، وَسَتْرَهُ لِئَلا يَطَّلِعَ عَلَيْهِ أَحَدٌ سِوَاهُ ، وَلا يَدْخُلَ أَحَدٌ بَيْنَهُمَا ، فَقَالَ لِنَبِيِّهِ وَصَفِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لَمَّا أَظْهَرَ لَهُ حَالَ الْمَحَبَّةِ ، قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ سورة آل عمران آية 31 ، أَيْ : لَيْسَ الطَّرِيقُ إِلَى مَحَبَّةِ اللَّهِ إِلا اتِّبَاعَ حَبِيبِهِ ، وَلا يُتَوَصَّلُ إِلَى الْحَبِيبِ بِشَيْءٍ ، أَحْسَنَ مِنْ مُتَابَعَةِ حَبِيبِهِ ذَلِكَ رِضَاهُ " ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ الْحَبِيبُ ، يُوجِبُ اتِّبَاعَهُ اسْمُ الْمَحَبَّةِ ، لِذَلِكَ لَمْ يُوقَعْ عَلَيْهِ هَذَا الاسْمَ ، فَإِنَّ حَالَهُ أَجَلُّ مِنْ أَنْ يُعَبِّرَ عَنْهُ بِالْمَحَبَّةِ ، لأَنَّ مُتَّبِعِيهِ اسْتَحَقُّوا هَذَا الاسْمَ بِمُتَابَعَتِهِ أَلا تَرَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، يَقُولُ : قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ سورة آل عمران آية 31 ، وَالْخَلِيلُ لا يُوجِبُ اتِّبَاعَهُ ، لِذَلِكَ أَطْلَقَ لَهُ اسْمَ الْخُلَّةِ ، قَالَ : وَالْحَبِيبُ يُقْسَمُ بِهِ لِقَوْلِهِ : لَعَمْرُكَ ، وَالْخَلِيلُ يُقْسِمُ ، لِقَوْلِهِ : وَتَاللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ سورة الأنبياء آية 57 ، وَالْحَبِيبُ يَبْدَأُ بِالْعَطَاءِ مِنْ غَيْرِ سُؤَالٍ ، لِقَوْلِهِ : أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ سورة الشرح آية 1 ، وَالْخَلِيلُ يَسْأَلُ ، لِقَوْلِهِ : رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي سورة إبراهيم آية 40 ، وَالْحَبِيبُ مُجَابٌ إِلَى مُرَادِهِ ، لِقَوْلِهِ : قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا سورة البقرة آية 144 ، وَالْخَلِيلُ إِنَّمَا لا يُجَابُ أَلا تَرَاهُ ، قَالَ : وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ سورة البقرة آية 124 ، وَالْحَبِيبُ شَافِعٌ ، أَلا تَرَاهُ عَلَى عِزِّ رَبِّهِ ، حِينَ يَقُولُ لَهُ : ارْفَعْ رَأْسَكَ ، وَسَلْ تُعْطَهْ ، وَاشْفَعْ تَشَفَّعْ ، وَالْخَلِيلُ مَشْفُوعٌ فِيهِ أَلا تَرَاهُ فِي الْقِيَامَةِ ، إِذَا الْتَجَأَ إِلَيْهِ الْخَلْقُ ، كَيْفَ يَقُولُ : لَسْتُ لَهَا ، وَالْحَبِيبُ أُزِيلَ عَنْهُ الرَّوِعَةُ مِنَ الْمَشْهَدِ الأَعْلَى بِالْكَرَمِ مِنَ الْمِعْرَاجِ ، لِمَا يَجِيءُ مِنْ مَقَامِ الشَّفَاعَةِ ، فَلَمْ يَرُعْهُ شَيْءٌ لِمَا تَقَدَّمَ مِنْ مُشَاهَدَةٍ ، فَيَفْرُغَ لِلشَّفَاعَةِ لأَهْلِ الْجَمْعِ عَامَّةً ، ثُمَّ لأُمَّتِهِ خَاصَّةً ، فَقَالَ : أُمَّتِي أُمَّتِي ، وَالْخَلِيلُ لَمْ يَزَلْ عَنْهُ ، لِذَلِكَ فَرَجَعَ مِنْ وَقْتِ تَنَفُّسِ جَهَنَّمَ وَزِفِيرِهَا ، إِلَى قَوْلِهِ : نَفْسِي نَفْسِي .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.