وَرُوِيَ فِيهِ حَدِيثٌ مَرْفُوعٌ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سَأَلَ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ ، وَقَالَ : " وَمِنَ الَّذِينَ لَمْ يَشَأِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُصْعَقُوا ؟ قَالَ : هُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " ، وَهَذَا لأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَخْبَرَ فِي كِتَابِهِ : أَنَّهُمْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ سورة آل عمران آية : 169 ، فَلا يَمُوتُونَ فِي النَّفْخَةِ الأُولَى فِيمَنْ يَمُوتُ مِنَ الأَحْيَاءِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، وَرُوِّينَا عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، أَنَّهُ قَالَ : الَّذِينَ اسْتَثْنَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اثْنَا عَشَرَ : جِبْرِيلُ ، وَمِيكَائِيلُ ، وَإِسْرَافِيلُ ، وَمَلَكُ الْمَوْتِ ، وَحَمَلَةُ الْعَرْشِ ثَمَانِيَةٌ ، وَذَهَبَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ إِلَى اخْتِيَارِ قَوْلِ مَنْ قَالَ : إِنَّ الاسْتِثْنَاءَ لأَجْلِ الشُّهَدَاءِ ، وَرَوَاهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَحَمَلَ قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَدْرِ أَبُعِثَ قَبْلَ غَيْرِهِ مِنَ الأَنْبِيَاءِ تَخْصِيصًا لَهُ عَلَيْهِ السَّلامُ كَمَا فُضِّلَ فِي الدُّنْيَا بِالتَّكْلِيمِ ، أَوْ قُدِّمَ بَعْثُهُ عَلَى بَعْثِ غَيْرِهِ مِنَ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمِ السَّلامُ بِقَدْرِ صَعْقَتِهِ عِنْدَمَا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ إِلَى أَنْ أَفَاقَ لِيَكُونَ هَذَا جَزَاءً لَهُ بِهَا ، وَلَيْسَ فِيهِ أَنْ يَمُوتَ عِنْدَ النَّفْخَةِ الأُولَى ، وَضَعُفَ قَوْلُ مَنْ زَعَمَ الاسْتِثْنَاءَ لأَجْلِ الْمَلائِكَةِ الَّذِينَ سَمَّاهُمْ ، لأَنَّهُمْ لَيْسُوا مِنْ سُكَّانِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ، لأَنَّ الْعَرْشَ فَوْقَ السَّمَوَاتِ كُلِّهَا وَجِبْرِيلَ ، وَمِيكَائِيلَ مِنَ الصَّافِينَ الْمُسَبِّحِينَ حَوْلَ الْعَرْشِ فَلَمْ يَدْخُلُوا فِي الآيَةِ ، وَكَذَلِكَ لا يَدْخُلُ فِيهَا الْوِلْدَانِ ، وَالْحَوْرُ ، لأَنَّ الْجَنَّةَ فَوْقَ السَّمَوَاتِ ، وَالآيَةُ فِي سُكَّانِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ، ثُمَّ قَدْ وَرَدَ فِي بَعْضِ الآثَارِ : أَنَّهُ يُمِيتُ حَمَلَةَ الْعَرْشِ ، وَيُمِيتُ جِبْرِيلَ ، وَمِيكَائِيلَ ، وَمَلَكَ الْمَوْتِ ، ثُمَّ يُنَادِي لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ فَلا يُجِبُهُ أَحَدٌ ، فَيَقُولُ هُوَ : لِلَّهِ الْوَاحِدِ ، الْقَهَّارِ ، وَقَدْ رُوِيَ فِيهِ حَدِيثٌ مَرْفُوعٌ فِي إِسْنَادِهِ ضَعْفٌ ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي كِتَابِ الْبَعْثِ ، وَأَمَّا الْجَنَّةُ وَمَا فِيهَا مِنَ الْحُورِ الْحَيَوَانِ ، فَإِنَّهَا خُلِقَتْ لِلْبَقَاءِ لا لِلْفَنَاءِ ، وَهِيَ دَارُ لَذَّةٍ وَسُرُورٍ ، وَلَمْ يَأْتِنَا خَبَرٌ بِمَوْتِ مَنْ فِيهَا ، فَإِنْ قِيلَ : قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ سورة آل عمران آية 185 ، كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ سورة القصص آية 88 ، قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ مَا مِنْ شَيْءٍ إِلا وَهُوَ قَابِلٌ لِلْهَلاكِ ، فَيَهْلِكُ إِنْ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ ذَلِكَ ، إِلا وَجْهَهُ ، أَيْ إِلا هُوَ ، فَإِنَّهُ تَعَالَى جَدُّهُ قَدِيمٌ ، وَالْقَدِيمُ لا يَجُوزُ عَلَيْهِ الْفَنَاءُ ، وَمَا عَدَاهُ مُحْدَثٌ ، وَالْمُحْدَثُ إِنَّمَا يَبْقَى قَدْرُ مَا يُبْقِيَهُ مُحْدِثُهُ ، فَإِذَا حُبِسَ الْبَقَاءُ عَنِّي خَطَأٌ فَنِيَ ، وَلَمْ يَبْلُغْنَا فِي خَبَرٍ أَنَّهُ يُهْلِكُ الْعَرْشَ وَيُفْنِيهِ فَلْتَكُنِ الْجَنَّةُ مِثْلَهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَرُوِّينَاهُ ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، أَنَّهُ قَالَ : فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ : كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا مَا أُرِيدَ بِهِ وَجْهَهُ ، وَفِي رِوَايَةٍ : إِلا مَا ابْتُغِيَ بِهِ وَجْهَهُ مِنَ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ . فَإِذَا مَاتَ الأَحْيَاءُ كُلُّهُمْ ، وَجَاءَ وَقْتُ النَّفْخَةِ الأُخْرَى فَقَدْ جَاءَ فِي حَدِيثِ الصُّورِ وَهُوَ حَدِيثٌ رُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَفِي إِسْنَادِهِ مَقَالٌ " فَذَكَرَ قِصَّةً فِي النَّفْخَةِ الأُولَى وَمَا بَعْدَهَا ، وَذَكَرَ مَوْتَ جِبْرِيلَ ، وَمِيكَائِيلَ ، ثُمَّ مَوْتَ حَمَلَةِ الْعَرْشِ ، وَمَوْتَ إِسْرَافِيلَ ، ثُمَّ مَوْتَ مَلَكِ الْمَوْتِ ، ثُمَّ يَنْزِلُ مَاءٌ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ كَمَنِيِّ الرِّجَالِ ، ثُمَّ يَأْمُرُ السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، وَيَأْمُرُ الأَجْسَادَ أَنْ تَنْبُتَ كَنَبَاتِ الطَّرَاثِيثِ ، أَوْ كَنَبَاتِ الْبَقْلِ ، حَتَّى إِذَا تَكَامَلَتْ أَجْسَادُهُمْ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : لِيَحْيَى حَمَلَةُ الْعَرْشِ فَيَحْيَوْنَ ، ثُمَّ يَقُولُ : لِيَحْيَى جِبْرِيلُ ، وَمِيكَائِيلُ أَظُنُّهُ ، وَذَكَرَ مَعَهُمَا غَيْرَهُمَا ، فَيَحْيَوْنَ ، فَيَأْمُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِسْرَافِيلَ فَيَأْخُذُ الصُّورَ فَيَضَعُهُ عَلَى فِيهِ ، ثُمَّ يَدْعُو اللَّهُ بِالأَرْوَاحِ فَيُؤْتَى بِهَا ، تَتَوَهَّجُ أَرْوَاحُ الْمُؤْمِنِينَ نُورًا ، وَالأُخْرَى ظُلْمَةً فَيُلْقِيهَا فِي الصُّورِ ، ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ إِسْرَافِيلَ أَنْ يَنْفُخَ فِيهِ نَفْخَةَ الْبَعْثِ فَتَخْرُجُ الأَرْوَاحُ كَأَنَّهَا النَّحْلُ ، قَدْ مَلأَتْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، فَيَقُولُ اللَّهُ : وَعِزَّتِي وَجَلالِي لَيَرْجِعَنَّ كُلُّ رُوحٍ إِلَى جَسَدِهِ ، فَتَدْخُلُ الأَرْوَاحُ فِي الْخيَاشيمِ ، ثُمَّ تَمْشِي فِي الأَجْسَادِ مَشْيَ السُّمِّ فِي اللَّدِيغِ ، ثُمَّ تَنْشَقُّ الأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا " ، وَهَذَا فِيمَا قُرِئَ إِسْنَادُهُ عَلَى الأُسْتَاذِ أَبِي إِسْحَاقَ الإِسْفَرَايِينِيُّ ، وَأَنَا أَسْمَعُ ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيَّ أَخْبَرَهُمْ ، ثنا أَبُو قِلابَةَ الرَّقَاشِيُّ ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبِ الْقُرَظِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَرُوِّينَا فِي حَدِيثٍ آخَرَ بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي صِفَةِ الْقِيَامَةِ ، فَذَكَرَ فِيهِ صِفَةَ الصُّورِ وَعِظَمِهِ ، وَعِظَمَ إِسْرَافِيلَ ، ثُمَّ قَالَ : " فَإِذَا بَلَغَ الْوَقْتُ الَّذِي يُرِيدُ اللَّهُ أَمَرَ إِسْرَافِيلَ فَيَنْفُخُ فِي الصُّورِ النَّفْخَةَ الأُولَى ، فَتَهْبِطُ النَّفْخَةُ مِنَ الصُّورِ إِلَى السَّمَوَاتِ فَيُصْعَقُ سُكَّانُ السَّمَوَاتِ بِحَذَافِيرِهَا ، وَسُكَّانُ الْبَحْرِ بِحَذَافِيرِهَا ، ثُمَّ تَهْبِطُ النَّفْخَةُ إِلَى الأَرْضِ ، فَيُصْعَقُ سُكَّانُ الأَرْضِ بِحَذَافِيرِهَا ، وَجَمِيعُ عَالَمِ اللَّهِ وَبَرِيَّتِهِ فِيهِنَّ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ ، وَالْهَوَامِّ وَالأَنْعَامِ ، قَالَ : وَفِي الصُّورِ مِنَ الْكُوَى بِعَدَدِ مَنْ يَذُوقُ الْمَوْتَ مِنْ جَمِيعِ الْخَلائِقِ ، فَإِذَا صَعِقُوا جَمِيعًا ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : يَا إِسْرَافِيلُ مَنْ بَقِيَ ؟ فَيَقُولُ : بَقِيَ إِسْرَافِيلُ عَبْدُكَ الضَّعِيفُ ، فَيَقُولُ : مُتْ يَا إِسْرَافِيلُ ! فَيَمُوتُ ، ثُمَّ يَقُولُ الْجَبَّارُ تَعَالَى : لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ؟ فَلا هَمِيسَ ، وَلا حَسِيسَ ، وَلا نَاطِقَ يَتَكَلَّمُ ، وَلا مُجِيبَ يَفْهَمُ ، وَقَدْ مَاتَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ ، وَإِسْرَافِيلُ ، وَمَلَكُ الْمَوْتِ ، وَكُلُّ مَخْلُوقٍ فَيَرُدُّ الْجَبَّارُ عَلَى نَفْسِهِ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ { 16 } الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ { 17 } سورة غافر آية 16-17 ، وَذَلِكَ حِينَ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلا لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ سورة الأنعام آية 115 ، فَيُتِمُّ كَلِمَتَهُ بِإِنْفَاذِ قَضَائِهِ عَلَى أَهْلِ أَرْضِهِ وَسَمَائِهِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى : كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ سورة القصص آية 88 ، فَأَمَّا إِسْرَافِيلُ فَيَمُوتُ ثُمَّ يَحْيَى فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ ، وَأَمَّا حَمَلَةُ الْعَرْشِ فَيَحْيَوْنَ فِي أَسْرَعِ مِنْ طَرْفَةِ عَيْنٍ ، فَيَأْمُرُ اللَّهُ تَعَالَى إِسْرَافِيلَ بَعْدَ النَّفْخَةِ الأُولَى بِأَرْبَعِينَ ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي التَّوْرَاةِ بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ ، لا يُدْرَى مَا هُوَ ، فَإِذَا انْقَضَتِ الأَرْبَعُونَ نَظَرَ اللَّهُ إِلَى أَهْلِ السَّمَوَاتِ ، وَإِلَى أَهْلِ الأَرَضِينَ فَيَقُولُ : وَعِزَّتِي لأُعِيدَنَّكُمْ كَمَا بَدَأْتُكُمْ وَلأُحْيِيَنَّكُمْ كَمَا أَمَتُّكُمْ ، ثُمَّ يَأْمُرُ إِسْرَافِيلَ فَيَنْفُخُ النَّفْخَةَ الثَّانِيَةَ ، وَقَدْ جُمِعَتِ الأَرْوَاحُ كُلُّهَا فِي الصُّورِ ، فَإِذَا نَفَخَ خَرَجَ كُلُّ رُوحٍ مِنْ كُوَّةٍ مَعْلُومَةٍ مِنْ كُوَى الصُّورِ ، فَإِذَا الأَرْوَاحُ تَهُوشُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَهَا دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ ، فَيُنَادِي إِسْرَافِيلُ : يَا أَيَّتُهَا الْجُلُودُ الْمُتَمَزِّقَةُ ! وَيَا أَيَّتُهَا الأَعْضَاءُ الْمُتَهَشِّمَةُ ! وَيَا أَيَّتُهَا الْعِظَامُ الْبَالِيَةُ ! وَيَا أَيَّتُهَا الأَجْسَادُ الْمُتَفَرِّقَةُ ! وَيَا أَيَّتُهَا الأَشْعَارُ الْمُتَمَرِّطَةُ ! قُومُوا إِلَى مَوْقِفِ الْحِسَابِ ، وَالْعَرْضِ الأَكْبَرِ فَيَدْخُلُ كُلُّ رُوحٍ فِي جَسَدِهِ ، قَالَ : وَيُمْطِرُ اللَّهُ طَيْشًا مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ عَلَى جَمِيعِ الْمَوْتَى ، فَيَحْيَوْنَ كَمَا تَحْيَى الأَرْضُ الْمَيِّتَةُ بِوَابِلِ السَّمَاءِ ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ الأَجْسَادَ الَّتِي كَانَتْ فِي الدُّنْيَا مِنْ حَيْثُ كَانَتْ بَعْضُهَا فِي بُطُونِ السِّبَاعِ ، وَبَعْضُهَا مِنْ حَوَاصِلِ الطَّيْرِ ، وَبُنْيَانِ الْبُحُورِ ، وَبُطُونِ الأَرْضِ ، وَظُهُورِهَا ، فَيَدْخُلُ كُلُّ رُوحٍ فِي جَسَدِهِ ، فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ نَارًا مِنَ الْمَشَارِقِ ، فَتَحْشُرُ النَّاسَ إِلَى الْمَغَارِبِ إِلَى أَرْضٍ تُسَمَّى السَّاهِرَةَ مِنْ وَرَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ أَرْضٌ طَاهِرَةٌ لَمْ يُعْمَلْ عَلَيْهَا سَيِّئَةٌ وَلا خَطِيئَةٌ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ { 13 } فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ { 14 } سورة النازعات آية 13-14 ، يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ سورة المطففين آية 6 ، وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا سورة الكهف آية 47 ، وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا { 99 } وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا { 100 } الَّذِينَ كَانَتْ سورة الكهف آية 99-101 " وَهَذَا فِيمَا ، أَخْبَرَنَاه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مَنْصُورٍ الْقَطَّانُ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَارِثِ الْبَغْدَادِيُّ ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ قُدَامَةَ النَّحْوِيُّ ، ثنا مُجَاشِعُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ مَيْسَرَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ، أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ الْقِيَامَةِ وَمَا فِيهَا فَحَدَّثَهُ وَذَكَرَ مَا كَتَبْنَاهُ فِيهِ ، وَهَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ بِمَرَّةَ غَيْرَ أَنَّا قَدْ رُوِّينَا فِي الْحَدِيثِ الثَّابِتِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنَ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ | سعيد بن جبير الأسدي | ثقة ثبت |
عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ | عبد الكريم بن مالك الجزري / توفي في :127 | ثقة متقن |
مَيْسَرَةَ | ميسرة بن عبد ربه الفارسي | كذاب وضاع |
مُجَاشِعُ بْنُ عَمْرٍو | مجاشع بن عمرو الأسدي | متهم بالوضع |
أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ قُدَامَةَ النَّحْوِيُّ | علي بن قدامة الطوسى / توفي في :229 | ضعيف الحديث |
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَارِثِ الْبَغْدَادِيُّ | إبراهيم بن الحارث البغدادي | ثقة |
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مَنْصُورٍ الْقَطَّانُ | محمد بن طلحة النيسابوري / ولد في :255 / توفي في :342 | صدوق حسن الحديث |
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ | الحاكم النيسابوري / ولد في :321 / توفي في :405 | ثقة حافظ |
أَبِي هُرَيْرَةَ | أبو هريرة الدوسي / توفي في :57 | صحابي |
رَجُلٍ | اسم مبهم | |
مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبِ الْقُرَظِيِّ | محمد بن كعب القرظي / ولد في :38 / توفي في :118 | ثقة |
مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ | محمد بن يزيد الثقفي | مجهول الحال |
إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ | إسماعيل بن رافع الأنصاري | متروك الحديث |
أَبُو عَاصِمٍ | الضحاك بن مخلد النبيل | ثقة ثبت |
أَبُو قِلابَةَ الرَّقَاشِيُّ | عبد الملك بن محمد الرقاشي / ولد في :190 / توفي في :276 | صدوق حسن الحديث |
أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيَّ | محمد بن عبد الله الشافعي / ولد في :260 / توفي في :354 | ثقة مأمون |
أَبِي إِسْحَاقَ الإِسْفَرَايِينِيُّ | إبراهيم بن محمد المهرجاني | ثقة حافظ |