تفسير

رقم الحديث : 3687

أَخْبَرَنَا أَبُو ذَرِّ بْنُ أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ الْمُذَكِّرُ ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ ، قَالا : نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ ، أنا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ جَدِّهِ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، قَالَ : ذَكَرَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ : " أَنَّ آدَمَ لَمَّا أُهْبِطَ إِلَى الأَرْضِ اسْتَوْحَشَ فِيهَا لَمَّا رَأَى مِنْ سَعَتِهَا ، وَلَمْ يَرَ فِيهَا أَحَدًا غَيْرُهُ ، فَقَالَ : يَا رَبِّ ! أَمَا لأَرْضِكَ هَذِهِ عَامِرٌ يُسَبِّحُكَ فِيهَا ، وَيُقَدِّسُ لَكَ غَيْرِي ؟ ، قَالَ اللَّهُ : إِنِّي سَأَجْعَلُ فِيهَا مِنْ ذُرِّيَّتِكَ مَنْ يُسَبِّحُ بِحَمْدِي وَيُقَدِّسُ لِي ، وَسَأَجْعَلُ فِيهَا بُيُوتًا تَرْفَعُ لِذِكْرِي ، فَيُسَبِّحُنِي فِيهَا خَلْقِي ، وَسَأُبَوِّئُكَ فِيهَا بُيُوتًا أَخْتَارُهُ لِنَفْسِي ، وَأَخُصُّهُ بِكَرَامَتِي ، وَأُوثِرُهُ عَلَى بُيُوتِ الأَرْضِ كُلِّهَا بِاسْمِي ، وَأُسَمِّيهِ بَيْتِي ، أُنَظِّمُهُ بِعَظَمَتِي ، وَأَحُوزُهُ بِحُرْمَتِي ، وَأَجْعَلُهُ أَحَقُّ الْبُيُوتِ كُلِّهَا وَأَوْلاها بِذِكْرِي ، وَأَضَعُهُ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ الَّتِي اخْتَرْتُ لِنَفْسِي ، فَإِنِّي اخْتَرْتُ مَكَانَهُ يَوْمَ خَلَقْتُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ ، وَقَبْلَ ذَلِكَ قَدْ كَانَ بُغْيَتِي فَهُوَ صَفْوَتِي مِنَ الْبُيُوتِ ، وَلَسْتُ أَسْكُنُهُ وَلَيْسَ يَنْبَغِي أَنْ أَسْكُنَ الْبُيُوتَ ، وَلا يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تَحْمِلَنِي ، أَجْعَلُ ذَلِكَ الْبَيْتَ لَكَ وَلِمَنْ بَعْدَكَ حَرَمًا وَأَمْنًا ، أُحَرِّمُ بِحُرْمَتِهِ مَا فَوْقَهُ وَمَا تَحْتَهُ ، فَمَنْ حَرَّمَهُ بِحُرْمَتِي فَقَدْ عَظَّمَ حُرْمَتِي ، وَمَنْ أَحَلَّهُ فَقَدْ أَبَاحَ حُرْمَتِي ، مَنْ آمنَ أَهْلَهُ اسْتَوْجَبَ بِذَلِكَ أَمَانِيَّ وَمَنْ أَخَافَهُمْ فَقَدْ أَخْفَرَنِي فِي ذِمَّتِي ، وَمَنْ عَظَّمَ شَأْنَهُ فَقَدْ عَظُمَ فِي عَيْنِي ، وَمَنْ تَهَاوَنَ بِهِ فَقَدْ صَغُرَ عِنْدِي ، وَلِكُلِّ مَلِكٍ حِيَازَةٌ وَبَطْنٌ مَلَكَ حَوْزَتِي الَّتِي حُزْتُ لِنَفْسِي دُونَ خَلْقِي فَأَنَا اللَّهُ ذُو بَكَّةَ ، أَهْلُهَا جِيرَتِي وَجِيرانُ بَيْتِي ، وَعُمَّارُها وَزُوَّارُها وَفْدِي وَأَضْيَافِي فِي كَنَفِي ، وَفِي ضَمَانِي وَذِمَّتِي وَجِوَارِي أَجْعَلُهُ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ ، وَأَعْمُرُهُ بِأَهْلِ السَّمَاءِ وَأَهْلِ الأَرْضِ يَأْتُونَهُ أَفْوَاجًا شُعْثًا غُبْرًا عَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ، يَعِجُّونَ بِالتَّكْبِيرِ عَجِيجًا ، وَيَرُجُّونَ بِالتَّلْبِيَةِ رَجِيجًا فَمَنِ اعْتَمَرَهُ لا يُرِيدُ غَيْرِي فَقَدْ زَارَنِي وَضَافَنِي وَوَفَدَ إِلَيَّ وَنَزَلَ بِي فَحُقَّ لِي أَنْ أُتْحِفَهُ بِكَرَامَتِي وَحَقُّ الْكَرِيمِ أَنْ يُكْرِمَ وَفْدَهُ ، وَأَضْيَافَهُ وَزُوَّارَهُ ، وَأَنْ يُسْعِفَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِحَاجَتِهِ تَعْمُرُهُ يَا آدَمُ ! مَا كُنْتُ حَيًّا ، ثُمَّ تَعْمُرُهُ مِنْ بَعْدِكَ الأُمَمُ وَالْقُرُونُ وَالأَنْبِيَاءُ مِنْ وَلَدِكَ أُمَّةً بَعْدَ أُمَّةٍ وَقَرْنًا بَعْدَ قَرْنٍ ، وَنَبِيًّا بَعْدَ نَبِيٍّ حَتَّى يَنْتَهِيَ ذَلِكَ إِلَى نَبِيٍّ مِنْ وَلَدِكَ يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدٌ وَهُوَ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ فَاجْعَلْهُ مِنْ عُمَّارِهِ ، وَسُكَّانِهِ ، وَحُمَاتِهِ ، وَوُلاتِهِ ، وَحُجَّابِهِ ، وَسُقَاتِهِ ، يَكُونُ أَمِينِي عَلَيْهِ مَا كَانَ حَيًّا ، فَإِذَا انْقَلَبَ إِلَيَّ وَجَدَنِي قَدْ دَخَرْتُ لَهُ مِنْ أَجْرِهِ ، وَفَضِيلَتِهِ مَا يَتَمَكَّنُ بِهِ مِنَ الْقُرْبَةِ إِلَيَّ وَالْوَسِيلَةِ عِنْدِي ، وَأَفْضَلُ الْمَنَازِلِ فِي دَارِ الْمُقَامَةِ ، وَاجْعَلِ اسْمَ ذَلِكَ الْبَيْتَ وَذِكْرَهُ ، وَشَرَفَهُ ، وَمَجْدَهُ ، وَسَنَاءَهُ وَمَكْرُمَتَهُ لِنَبِيٍّ مِنْ وَلَدِكَ يَكُونُ قُبَيْلَ هَذَا النَّبِيِّ ، وَهُوَ أَبُوهُ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ، أَرْفَعُ لَهُ قَوَاعِدَهُ ، وَأَقْضِي عَلَى يَدَيْهِ عِمَارَتَهُ ، وَأُنِيطُ لَهُ سِقَايَتَهُ ، وَأُرِيهِ حِلَّهُ وَحَرَامَهُ وَمَوَاقِفَهُ ، وَأُعَلِّمُهُ مَشَاعِرَهُ ، وَمَنَاسِكَهُ ، وَأَجْعَلَهُ أُمَّةً وَاحِدًا قَانِتًا قَائِمًا بِأَمْرِي ، دَاعِيًا إِلَى سَبِيلِي اجْتَبْتُهُ ، وَأَهْدِيهِ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ أَبْتَلِيهِ فَيَصْبِرُ ، وَأُعَافِيهِ فَيَشْكُرُ ، وَآمُرُهُ فَيَفْعَلُ ، فَيُنْذِرُ لِي فَيَفِي فَيَعِدُنِي فَيَنْحَرُ ، أَسْتَجِيبُ دَعَوْتَهُ فِي وَلَدِهِ وَذُرِّيَّتِهِ مِنْ بَعْدِهِ ، وَأُشَفِّعُهُ فِيهِمْ ، وَأَجْعَلُهُمْ أَهْلَ ذَلِكَ الْبَيْتِ وَوُلاتِهِ ، وَحُمَاتِهِ ، وَسُقَاتِهِ ، وَخَدَمِهِ ، وَخُزَّانِهِ ، وَحُجَّابِهِ حَتَّى يَبْتَدِعُوا وَيُغَيِّرُوا وَيُبَدِّلُوا فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَأَنَا أَقْدَرُ الْقَادِرِينَ عَلَى أَنْ أَسْتَبْدِلَ مَنْ أَشَاءُ بِمَنْ أَشَاءُ ، وَأَجْعَلُ إِبْرَاهِيمَ إِمَامَ ذَلِكَ الْبَيْتِ ، وَأَهْلِ تِلْكَ الشَّرِيعَةِ يَأْتَمُّ بِهِ مَنْ حَضَرَ تِلْكَ الْمَوَاطِنَ مِنْ جَمِيعِ الْجِنِّ وَالإِنْسِ يَطَئُونَ فِيهَا آثَارَهُ وَيَتَّبِعُونَ فِيهَا سُنَّتَهُ ، وَيَقْتَدُونَ فِيهَا بِهَدْيِهِ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنْهُمْ أَوْفَى بِنَذْرِهِ ، وَاسْتَكْمَلَ نُسُكَهُ ، وَأَصَابَ بُغْيَتَهُ ، وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ مِنْهُمْ ضَيَّعَ نُسُكَهُ ، وَأَخْطَأَ بُغْيَتَهُ ، وَلَمْ يُوفِ بِنَذْرِهِ فَمَنْ سَأَلَ عَنِّي يَوْمَئِذٍ فِي تِلْكَ الْمَوَاطِنِ أَيْنَ أَنَا ؟ فَأَنَا مَعَ الشُّعْثِ الْغُبْرِ الْمُوفِينَ بِنَذْرِهِمِ الْمُسْتَكْمِلِينَ مَنَاسِكَهُمُ الْمُتَبَتِّلِينَ إِلَى رَبِّهِمُ الَّذِي يَعْلَمُ مَا يُبْدُونَ ، وَمَا يَكْتُمُونَ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.