أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ ، أَنَا أَبُو مَنْصُورٍ النَّضْرَوِيُّ ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : لَقِيَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَقَدِ ابْتَعْتُ لَحْمًا بِدِرْهَمٍ ، فَقَالَ : مَا هَذَا يَا جَابِرُ ؟ قُلْتُ : " قَرِمَ أَهْلِي ، فَابْتَعْتُ لَهُمْ لَحْمًا بِدِرْهَمٍ ، فَجَعَلَ عُمَرُ يُرَدِّدُ قَرِمَ الأَهْلُ حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنَّ الدِّرْهَمَ سَقَطَ مِنِّي وَلَمْ أَلْقَ عُمَرَ " وَرُوِّينَا هَذَا عَنْ عُمَرَ ، مِنْ أَوْجُهٍ فِي آخِرِ كِتَابِ فَضَائِلِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ " وَهَذَا الْوَعِيدُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ، وَإِنْ كَانَ لِلْكُفَّارِ ، الَّذِينَ يُقْدِمُونَ عَلَى الطَّيِّبَاتِ الْمَحْظُورَةِ ، وَلِذَلِكَ قَالَ : فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ سورة الأحقاف آية 20 " . فَقَدْ يَحْسُنُ مِثْلُهُ عَلَى الْمُنْهَمِكِينَ فِي الطَّيِّبَاتِ الْمُبَاحَةِ ، لأَنَّ مَنْ تَعَوَّدَهَا مَالَتْ نَفْسُهُ إِلَى الدُّنْيَا فَلَمْ يُؤْمَنْ أَنْ يَرْتَكِبَ فِي الشَّهَوَاتِ وَالْمَلاذِّ ، وَكُلَّمَا أَجَابَ نَفْسَهُ إِلَى وَاحِدَةٍ مِنْهَا دَعَتْهُ إِلَى غَيْرِهَا ، فَيَصِيرَ إِلَى أَنْ لا يُمْكِنَهُ عِصْيَانُ نَفْسِهِ فِي هَوًى قَطُّ ، وَيَنْسَدَّ بَابُ الْعِبَادَةِ دُونَهُ ، فَإِذَا آلَ الأَمْرُ بِهِ إِلَى هَذَا لَمْ يَبْعُدْ أَنْ يُقَالَ : أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا سورة الأحقاف آية 20 ، فَلا يَنْبَغِي أَنْ تُعَوِّدَ النَّفْسُ مَا يَمِيلُ بِهَا إِلَى الشَّرَهِ ثُمَّ يَصْعُبَ تَدَارُكُهَا ، وَلْتَرْضَ مِنْ أَوَّلِ الأَمْرِ عَلَى السَّدَادِ ، فَإِنَّ ذَلِكَ أَهْوَنُ مِنْ أَنْ يَضْرِبَ عَلَى الْفَسَادِ ، ثُمَّ يَجْتَهِدَ فِي إِعَادَتِهَا إِلَى الصَّلاحِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ | جابر بن عبد الله الأنصاري | صحابي |
أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ | عمر بن عبد العزيز | مجهول الحال |