تفسير

رقم الحديث : 5258

أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا أبو عبد الله الحافظ وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْمُقْرِئُ ، ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، ثَنَا الْخَضِرُ بْنُ أَبَانٍ ، ثَنَا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، ثَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي رَجُلٌ قَدْ أَدْرَكَ الصَّدْرَ الأَوَّلَ ، قَالَ : اسْتَعْمَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَجُلا عَلَى خَوْخَى ، فَقَالَ : " انْطَلِقْ إِلَى خَوْخَى فَاسْتَخْرِجْ خَرَاجَهَا ، وَقُمْ عَلَيْهَا ، حَتَّى يَأْتِيكَ أَمْرِي . فَانْطَلَقَ هُوَ وَغُلامٌ لَهُ أَسْوَدُ عَلَى بَعِيرٍ يَعْتَقِبَانِ الْبَعِيرَ عَقَبَةً لَهُ ، وَعَقَبَةً لِلْغُلامِ ، حَتَّى أَتَى خَوْخَى ، قَالَ : يَا سَيِّدِي ، أَسْتَحِي أَنْ تَدْخُلَ وَأَنْتَ تَمْشِي وَأَنَا رَاكِبٌ ، وَأَنْتَ تَسُوقُ بِي ، قَالَ : فَكَيْفَ أَصْنَعُ وَهِيَ عَقَبَتُكَ ؟ قَالَ : أَدَعُهَا لَكَ . قَالَ : طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُكَ ؟ قَالَ : طَيِّبَةً بِهَا نَفْسِي . فَرَكِبَ ، وَسَاقَ بِهِ الْغُلامَ حَتَّى دَخَلَ خَوْخَى ، فَلَمَّا دَخَلَهَا نُودِيَ فِي أَهْلِ الأَرْضِ وَالدَّهَّاقِينَ ، فَقَالُوا : جَاءَ أَمِيرٌ ، جَاءَ أَمِيرٌ ، فَسَجَدُوا لَهُ ، فَقَالَ : إِخْ إِخْ لِبَعِيرِهِ ، فَنَزَلَ فَسَجَدَ مَعَهُمْ ، فَرَفَعُوا رُءُوسَهُمْ وَهُوَ سَاجِدٌ ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ ، قَالُوا لَهُ : لأَيِّ شَيْءٍ سَجَدْتَ ؟ قَالَ : رَأَيْتُ قَوْمًا سَجَدُوا فَسَجَدْتُ مَعَهُمْ . فَقِيلَ لَهُ : إِنَّمَا سَجَدُوا لَكَ . فَقَالَ : أَسَجَدُوا لِي ؟ قَالُوا : نَعَمْ . فَقَالَ لِغُلامِهِ : إِنَّمَا بَعَثَنِي عُمَرُ لأُتَّخَذَ إِلَهًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ، النَّجَاءَ النَّجَاءَ . قَالَ : فَرَكِبَ بَعِيرَهُ ، ثُمَّ رَجَعَ ، حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ ، فَلَمَّا رَأَى عُمَرَ ، قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّمَا بَعَثَتْنِي لأُتَّخَذَ إِلَهًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ؟ قَالَ : فَضَحِكَ عُمَرُ وَتَرَكَهُ ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى رَجُلَيْنِ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَقَالَ لَهُمَا : انْطَلِقَا إِلَى خَوْخَى . فَلَمَّا قَدِمُوا ، قَالُوا : لا تَسْجُدُوا لَهُمَا ، فَيَرْجِعَانِ كَمَا رَجَعَ الأَوَّلُ وَحَضَرَ طَعَامٌ ، إِمَّا غَدَاءٌ وَإِمَّا عِشَاءٌ ، فَجِيءَ بِالْمَائِدَةِ ، فَوُضِعَتْ بَيْنَ أَيْدِيهِمَا ، ثُمَّ وُضِعَتْ قَصْعَةٌ ، فَسَمَّيَا وَأَكَلا ، ثُمَّ جَاءَ يَأْخُذُهَا ، قَالا لَهُ : لا تَأْخُذْهَا ، فَإِنَّ هَذَا طَعَامٌ طَيِّبٌ . قَالُوا : عِنْدَنَا أَطْيَبُ مِنْهُ . فَأَخَذَهَا ، وَوَضَعَ قَصْعَةً أُخْرَى ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : إِنَّمَا بُعِثْنَا لِنَأْكُلَ طَيِّبَاتِنَا فِي حَيَاتِنَا الدُّنْيَا ، النَّجَاءَ النَّجَاءَ . فَرَكِبَا فَأَتَيَا الْمَدِينَةَ ، فَأَتَيَا عُمَرَ ، وَقَالَ : مَا جَاءَ بِكُمَا ؟ فَقَالا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّمَا بَعَثْتَنَا لِنَأْكُلَ طَيِّبَاتِنَا فِي حَيَاتِنَا الدُّنْيَا . فَغَضِبَ عُمَرُ ، وَقَالَ : كَيْفَ أَصْنَعُ ؟ مَنْ أَسْتَعْمِلُ ؟ بِمَنْ أَسْتَعِينُ ؟ ثُمَّ تَرَكَهُمَا ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ مُزَيْنَةَ ، يُقَالُ لَهُ : أَبُو يَسَارٍ ، فَبَعَثَهُ إِلَى خَوْخَى ، وَذَكَرَ الْقِصَّةَ فِي قُدُومِهِ وَأَنَّهُمْ جَاءُوا بِالْخَرَاجِ ، وَقَالُوا : هَذَا خَرَاجُنَا ، وَهَذَا هَدِيَّةٌ لَكَ . قَالَ : لا حَاجَةَ لِي فِيهِ . قَالُوا : نَحْنُ تَطَوَّعْنَا بِهِ طَيِّبَةً أَنْفُسُنَا . قَالَ : لا حَاجَةَ لِي فِيهِ ، لَمْ يَأْمُرْنِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِهَذَا ، فَرَدَّهُ وَأَخَذَ الْخَرَاجَ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ

صحابي

أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ

ثقة حافظ

Whoops, looks like something went wrong.