أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ يَحْيَى ، يَقُولُ : سَمِعْتُ جَعْفَرًا الْخُلْدِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْخَوَّاصَ يَقُولُ : كُنْتُ فِي جَبَلِ لُكَامٍ فَرَأَيْتُ رُمَّانًا فَاشْتَهَيْتُ ، فَدَنَوْتُ فَأَخَذْتُ مِنْهَا وَاحِدًا ، فَشَقَقْتُهُ فَوَجَدْتُهُ حَامِضًا ، فَمَضَيْتُ وَتَرَكْتُ الرُّمَّانَ ، فَرَأَيْتُ رَجُلا مَطْرُوحًا قَدِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ الزَّنَانِيرُ ، فَقُلْتُ : السَّلامُ عَلَيْكَ . فَقَالَ : وَعَلَيْكَ السَّلامُ يَا إِبْرَاهِيمُ . قُلْتُ : وَكَيْفَ عَرَفْتَنِي ؟ قَالَ : مَنْ عَرَفَ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ دُونِ اللَّهِ . فَقُلْتُ : أَرَى لَكَ حَالا مَعَ اللَّهِ ، فَلَوْ سَأَلْتَهُ أَنْ يَحْمِيَكَ وَيَقِيكَ الأَذَى مِنْ هَذِهِ الزَّنَابِيرِ . فَقَالَ لِي : أَرَى لَكَ حَالا مَعَ اللَّهِ ، فَلَوْ سَأَلْتَهُ أَنْ يَقِيكَ شَهْوَةَ الرُّمَّانِ " فَإِنَّ لَدْغَ الرُّمَّانِ يَجِدُ الإِنْسَانُ أَلَمَهُ فِي الآخِرَةِ ، وَلَدْغَ الزَّنَابِيرِ يَجِدُ أَلَمَهُ فِي الدُّنْيَا " . وَتَرَكْتُهُ وَمَضَيْتُ . قَالَ الشَّيْخُ : وَهَذَا عِنْدِي مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهُ يُعْرَفُ فِي مَنَامِهِ مِنْ عِلْمِ الْغَيْبِ مَا عَسَى يَحْتَاجُ إِلَيْهِ ، أَوْ يُحَدِّثُ عَلَى لِسَانِهِ مَلَكٌ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ ، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " قَدْ كَانَ يَكُونُ فِي الأُمَمِ مُحَدَّثُونَ ، فَإِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مِنْهُمْ " . وَقَدْ رُوِيَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، أَنَّهُ قَالَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ : يَعْنِي يُلْقَى فِي رَوْعِهِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |