أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، أنبا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ يَعْقُوبَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " كُلُّ إِنْسَانٍ تَلِدُهُ أُمُّهُ عَلَى الْفِطْرَةِ ، أَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ ، فَإِنْ كَانَا مُسْلِمَيْنِ ، فَمُسْلِمٌ ، كُلُّ إِنْسَانٍ تَلِدُهُ أُمُّهُ يَلْكُزُهُ الشَّيْطَانُ فِي حِضْنَيْهِ إِلا مَرْيَمَ وَابْنَهَا " ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ ، عَنْ قُتَيْبَةَ ، وَقَدْ حَكَيْنَا عَنِ الشَّافِعِيِّ ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ، أَنَّهُ قَالَ : كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ ، هِيَ الْفِطْرَةُ الَّتِي فَطَرَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهَا الْخَلْقَ ، فَجَعَلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَسَلَّمَ ، مَا لَمْ يُفْصِحُوا بِالْقَوْلِ ، فَيَخْتَارُوا أَحَدَ الْقَوْلَيْنِ : الإِيمَانِ ، أَوِ الْكُفْرِ ، لا حُكْمَ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ ، إِنَّمَا الْحُكْمُ لَهُمْ بِآبَائِهِمْ ، فَمَا كَانَ آبَاؤُهُمْ يَوْمَ يُولَدُونَ فَهُمْ بِحَالِهِ إِمَّا مُؤْمِنٌ فَعَلَى إِيمَانِهِ ، أَوْ كَافِرٌ فَعَلَى كُفْرِهِ ، فَذَهَبَ الشَّافِعِيُّ ، رَحِمَهُ اللَّهُ ، فِي هَذَا إِلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ الْمَوْلُودَ لا حُكْمَ لَهُ فِي نَفْسِهِ ، وَإِنَّمَا هُوَ تَبَعٌ لِوَالِدَيْهِ فِي الدِّينِ فِي حُكْمِ الدُّنْيَا حَتَّى يُعْرِبَ عَنْ نَفْسِهِ بَعْدَ الْبُلُوغِ ، وَأَمَّا فِي الآخِرَةِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَلْحَقُهُمْ بِآبَائِهِمْ فِي حُكْمِ الآخِرَةِ أَيْضًا ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَلْحَقَ ذَرَارِيَّ الْمُسْلِمِينَ بِهِمْ ، وَزَعَمَ أَنَّ أَوْلادَ الْمُشْرِكِينَ خَدَمُ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَوَقَّفَ فِي الْجَمِيعِ ، وَوَكَلَ أَمْرَهُمْ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَهَذَا أَشْبَهُ الأَقَاوِيلِ بِالسُّنَنِ الصَّحِيحَةِ ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ ، وَقَدْ ذَكَرْنَا أَقَاوِيلَ السَّلَفِ فِي ذَلِكَ ، وَمَا احْتَجَّ بِهِ كُلُّ فَرِيقٍ مِنْهُمْ فِي آخِرِ كِتَابِ الْقَدَرِ ، فَمَنْ أَحَبَّ الْوُقُوفَ عَلَيْهِ رَجَعَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ، وَمَتَى مَا أَسْلَمَ الأَبَوَانِ ، أَوْ أَحَدُهُمَا ، صَارَ الْوَلَدُ مُسْلِمًا بِإِسْلامِ أَبَوَيْهِ ، أَوْ أَحَدِهِمَا . وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي كِتَابِ السُّنَنِ إِسْلامَ مَنْ صَارَ مُسْلِمًا بِإِسْلامِ أَبَوَيْهِ ، أَوْ أَحَدِهِمَا مِنْ أَوْلادِ الصَّحَابَةِ ، وَإِذَا سُبِيَ الصَّغِيرُ مِنْ دَارِ الْحَرْبِ ، وَمَعَهُ أَبَوَاهُ ، أَوْ أَحَدُهُمَا ، فَدِينُهُ دِينُ مَنْ مَعَهُ مِنْ أَبَوَيْهِ ، وَإِنْ سُبِيَ وَحْدَهُ فَدِينُهُ دِينُ السَّابِي لأَنَّهُ وَلِيُّهُ الَّذِي أَوْلَى بِهِ مِنْهُ ، فَقَامَ فِي دِينِهِ مَقَامَ أَبَوَيْهِ ، كَمَا قَامَ فِي الْوِلايَةِ ، وَالْكَفَالَةِ مَقَامَهُمَا ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبِي هُرَيْرَةَ | أبو هريرة الدوسي / توفي في :57 | صحابي |
أَبِيهِ | عبد الرحمن بن يعقوب الجهني | ثقة |
الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ | العلاء بن عبد الرحمن الحرقي / توفي في :132 | صدوق حسن الحديث |
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ | عبد العزيز بن محمد الدراوردي / توفي في :186 | صدوق حسن الحديث |
قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ | قتيبة بن سعيد الثقفي / ولد في :150 / توفي في :240 | ثقة ثبت |
مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ | محمد بن شاذان البغدادي / ولد في :213 / توفي في :286 | ثقة |
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ يَعْقُوبَ | محمد بن يعقوب الشيباني / ولد في :250 / توفي في :344 | ثقة حافظ |
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ | الحاكم النيسابوري / ولد في :321 / توفي في :405 | ثقة حافظ |