الثاني من شعب الايمان وهو باب في الايمان برسل الله صلوات الله عليهم عامة


تفسير

رقم الحديث : 122

حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، " أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ الْمُغِيرَةِ ، جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ ، فَكَأَنَّ رَقَّ لَهُ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا جَهْلٍ ، فَذَكَرَ مَا جَرَى بَيْنَهُمَا ، إِلَى أَنْ قَالَ الْوَلِيدُ : وَاللَّهِ مَا فِيكُمْ رَجُلٌ أَعْلَمُ بِالأَشْعَارِ مِنِّي ، وَلا أَعْلَمُ بِرَجَزِهِ وَلا بِقَصِيدَتِهِ مِنِّي ، وَلا بِأَشْعَارِ الْجِنِّ ، وَاللَّهِ مَا يُشْبِهُ الَّذِي يَقُولُ شَيْئًا مِنْ هَذَا ، وَاللَّهِ إِنَّ لِقَوْلِهِ الَّذِي يَقُولُ حَلاوَةً ، وَإِنَّ عَلَيْهِ لَطَلاوَةً ، وَإِنَّهُ لَمُثْمِرٌ أَعْلاهُ مُغْدِقٌ أَسْفَلَهُ ، وَإِنَّهُ لَيَعْلُو وَمَا يَعْلَى ، وَإِنَّهُ لَيُحَطِّمُ مَا تَحْتَهُ " ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، قَالَ الْبَيْهَقِيُّ ، رَحِمَهُ اللَّهُ : هَكَذَا حَدَّثَنَاهُ مَوْصُولا ، وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ مُرْسَلا ، وَذَكَرَ الآيَةَ الَّتِي قَرَأَهَا إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ سورة النحل آية 90 ، وَرُوِّينَا مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَتَمَّ مِنْ ذَلِكَ : حِينَ اجْتَمَعَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، وَنَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، وَقَدْ حَضَرَ الْمَوْسِمُ لِيَجْتَمِعُوا عَلَى رَأْيٍ وَاحِدٍ فِيمَا يَقُولُونَ : فِي مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِوُفُودِ الْعَرَبِ ، فَقَالُوا : فَأَنْتَ يَا أَبَا عَبْدِ شَمْسٍ ! فَقُلْ وَأَقِمْ رَأَيًا نَقُومُ بِهِ ، فَقَالَ : بَلْ أَنْتُمْ ، فَقُولُوا : أَسْمَعُ ، فَقَالُوا : نَقُولُ كَاهِنٌ ، فَقَالَ : مَا هُوَ بِكَاهِنٍ ، لَقَدْ رَأَيْتُ الْكُهَّانَ ، فَمَا هُوَ بِزَمْزَمَةِ الْكَاهِنِ وَسِحْرِهِ ، فَقَالُوا : نَقُولُ : هُوَ مَجْنُونٌ ، فَقَالَ : مَا هُوَ بِمَجْنُونٍ ، وَلَقَدْ رَأَيْنَا الْجُنُونَ ، وَعَرَفْنَاهُ ، فَمَا هُوَ بِخَنْقِهِ ، وَلا تَخَالُجِهِ ، وَلا وَسْوَسَتِهِ ، فَقَالُوا : نَقُولُ : شَاعِرٌ ، قَالَ : مَا هُوَ بِشَاعِرٍ ، وَلَقَدْ عَرَفْنَا الشِّعْرَ بِرَجَزِهِ وَهَزَجِهِ ، وَقَرِيضِهِ ، وَمَقْبُوضِهِ ، وَمَبْسُوطِهِ ، فَمَا هُوَ بِالشِّعْرِ ، قَالُوا : فَنَقُولُ : هُوَ سَاحِرٌ ، قَالَ : فَمَا هُوَ بِسَاحِرٍ لَقَدْ رَأَيْنَا السُّحَّارَ وَسِحْرَهُمْ ، فَمَا هُوَ بِنَفْثِهِ وَلا عَقْدِهِ ، فَقَالُوا : فَمَا نَقُولُ يَا أَبَا عَبْدِ شَمْسٍ ؟ قَالَ : وَاللَّهِ إِنَّ لِقَوْلِهِ لَحَلاوَةً ، وَإِنَّ أَصْلَهُ لَمُغْدِقٌ ، وَإِنَّ فَرْعَهُ لَجَنًى ، فَمَا أَنْتُمْ بِقَائِلِينَ مِنْ هَذَا شَيْئًا إِلا عُرِفَ أَنَّهُ بَاطِلٌ ، وَإِنَّ أَقْرَبَ الْقَوْلِ أَنْ تَقُولُوا : سَاحِرٌ يُفَرِّقُ بَيْنَ الْمَرْءِ ، وَبَيْنَ أَبِيهِ ، وَبَيْنَ الْمَرْءِ ، وَبَيْنَ أَخِيهِ وَبَيْنَ الْمَرْءِ وَبَيْنَ زَوْجِهِ ، وَبَيْنَ الْمَرْءِ وَبَيْنَ عَشِيرَتِهِ ، فَتُفَرِّقُوا عَنْهُ بِذَلِكَ " ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ : ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا سورة المدثر آية 11 ، إِلَى قَوْلِهِ : سَأُصْلِيهِ سَقَرَ سورة المدثر آية 26 ، أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، أَوْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ الْمُغِيرَةِ ، اجْتَمَعَ وَنَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَذَكَرَهُ . . . ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي كِتَابِ دَلائِلِ النُّبُوَّةِ فِي الْجُزْءِ الثَّامِنِ مِنْهُ مَعَ سَائِرِ مَا وَرَدَ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ الْحَارِثِ ، وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ ، وَغَيْرِهِمَا فِيمَا قَالُوا عِنْدَ سَمَاعِ الْقُرْآنِ ، وَاعْتَرَفُوا بِهِ مِنْ أَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا بِمِثْلِهِ ، وَفِي الْقُرْآنِ وَجْهَانِ مِنَ الإِعْجَازِ ، أَحَدُهُمَا : مَا فِيهِ مِنَ الْخَبَرِ ، عَنِ الْغَيْبِ ، وَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ سورة التوبة آية 33 ، وَقَوْلِهِ : لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ سورة النور آية 55 ، وَقَوْلِهِ فِي الرُّومِ : وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ { 3 } فِي بِضْعِ سِنِينَ سورة الروم آية 3-4 ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ وَعْدِهِ إِيَّاهُ بِالْفُتُوحِ فِي زَمَانِهِ وَبَعْدَهُ ، ثُمَّ كَانَ كَمَا أَخْبَرَ ، وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لا يَعْلَمُ النُّجُومَ ، وَلا الْكِهَانَةَ ، وَلا يُجَالِسُ أَهْلَهَا ، وَالآخَرُ : مَا فِيهِ مِنَ الْخَبَرِ عَنْ قَصَصِ الأَوَّلِينَ مِنْ غَيْرِ خِلافٍ ادُّعِيَ عَلَيْهِ فِيهَا فِيمَا وَقَعَ الْخَبَرُ عَنْهُ مِمَّنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الْكُتُبِ ، وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أُمِّيًّا لا يَقْرَأُ كِتَابًا ، وَلا يَخُطُّهُ ، وَلا يُجَالِسُ أَهْلَ الْكِتَابِ لِلأَخْذِ عَنْهُمْ ، وَحِينَ زَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ رَدَّ اللَّهُ تَعَالَى ذَلِكَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ سورة النحل آية 103 .

الرواه :

الأسم الرتبة
ابْنِ عَبَّاسٍ

صحابي

ابْنِ عَبَّاسٍ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.